الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وندنيك – مندلي قديماً

احمد الحمد المندلاوي

2023 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


# وكانت تتبع أدارياً الى بغداد عندما كانت تسمى "مندلجين" أو "بندينج" وقد أصبحت قضاءً في عهد الوالي مدحت باشا، وعندما تشكلت الحكومة العراقية سنة 1921 أصبحت قائممقامية وبقيت كذلك حتى عام 1987. أما اسم المدينة فقد مرّ بتحولات كثيرة كما هو شأن الكثير من المدن العراقية كما أرتبط بمعتقدات أهلها، ومن هذه المعتقدات التي يتداولها العامة أن اسمها جاء من قول الأمام علي بن ابي طالب (ع) لأصحابه عندما وصلها بعد حربه مع الخوارج "تمندلوا يا صحابة" أي استريحوا بعد أن وجد طيب مناخها ورقة نسيمها، خاصة وأنهم خرجوا لتوهم من مدينة "شهربان" التي أصابت الكثير من أصحابه وجيشه بالأمراض بسبب سوء مناخها. لكن الوقائع التاريخية تنفي هذه الحكاية، وتقدم جذراً آخر للتسمية، فكما ذكرنا أن مندلي من المدن القديمة ويعود تاريخها الى ستة آلاف سنة قبل الميلاد، وكانت تعرف بـ "البندينجين"، وهو لفظ تثنية مثل "البحرين" كما ذكر ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان، وقيل أن التسمية معرفة عن "وندنيكان" ومعناها "الملاكون الطيبون" وقيل أيضا ان معناها (الرباط الحسن)، لكن أغلب المصادر ترجع التسمية الى عهود الآشوريين، وتذكر بثلاث لفظات هي؛ "وردنيكا" و "أردليكا" و "ورديكا" ومعنى هذه الألفاظ في اللغة الآشورية "المدينة الفسيحة الواقعة في سفح الجبل" وبعد ذلك تحولت الى "بندينجين" و "منديجين" و "مندلج" وكذلك "مندوعلي" وأطلقت هذه التسمية بعد انتهاء معركة النهروان ومن ثم تحولت الى (مندلي) الاسم الحالي. وهناك أكثر من مؤشر على صحة أصل التسمية "البنديجين" ولعل أهمها وجود عوائل حتى الى وقت قريب تلقب بـ "البندنيج"، كما يذكر لنا التاريخ بعض الأعلام الذين تلقبوا بهذا اللقب ومنهم أبو بشر اليماني البندنيجي النحوي الذي ولد في سنة (200)هجرية. مراقد دينية ومواقع اثرية تشتهر مندلي بعدد من المراقد الدينية والمواقع الاثارية، منها "قلعة سفيد" أي القلعة البيضاء التي احتمى بها الخوارج قبل أن ينتصر عليهم الأمام علي (ع) ، وهناك أيضاً منطقة "شيخ محمد" نسبة الى محمد بن أبي بكر الصديق "رض" لأنه عسكر فيها، أما أشهر المراقد فهو مرقد الإمام "كرز الدين" وهو سيد أحمد بن أسحق بن هاشم بن جعفر الطيار (رض) الملقب بأحمر العينين، أما أسم "كرز الدين" فلم نجد له معنى، لكن البعض يقول أنه اسم مستعار للتستر في وقت ملاحقة العلويين. وهناك أيضاً مرقد حاج يوسف ويقال أنه من أحفاد الإمام الحسن بن علي (ع) والبعض يعتقد انه من حاملي البريد أثناء الفتوحات الإسلامية في الشرق. وفي قلب مندلي ينتصب مرقد سيد أحمد بن الإمام زين العابدين (ع) ويسمى من قبل العامة "بابا حافظ" لأنه اشتهر بتحفيظه القرآن للأطفال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد