الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلقة القتيلة.. قصة قصيرة (قصة بوليسية من وحي خيال الكاتب)

منار عبدالهادي ابراهيم

2023 / 8 / 18
الادب والفن


لا شك ان رائحة الجثة المتفسخة، هي السبب وراء مغادرة ضابط التحقيق المقدم سلام، والاكتفاء بالوقوف خارجا بعد بضعة دقائق من دخوله لمسرح الجريمة . كانت الجثة لامرأة في عقدها الرابع، تعرضت للقتل عن طريق ربط اطرافها الاربعة بسلك كهربائي على جوانب سريرها، وادخال حقنة في وريد يدها اليسرى متصلة بانبوبة مصل، تؤدي الى دلو اسفل السرير، يحتوي على بقايا من دم متخثر، وثمة قطعة من القماش تم دسها في فمها، في حين انتفخ جسدها العاري تماما، والمغطى بالديدان . لم يتمكن عناصر الشرطة الذين استعانوا ببعض الخبراء الجنائيين، من العثور على اي خيط يدل على القاتل، فقد قام الاخير بسرقة هاتف الضحية، وببراعة تمكن من اخفاء بصماته، كما لم يكن في مسرح الجريمة، ما يدل على حدوث سرقة او شجار، فيما شاهد المقدم سلام بقايا طعام لشخصين على طاولة المطبخ . عند التدقيق في هوية المجنى عليها تبين ان اسمها رنين، مطلقة وام لولد وبنت، ترك لها والدها منزل وراتب تقاعدي قبل وفاته، فيما فضل ولديها العيش مع ابوهم. لم يكن هناك اي شخص يمكن الاتصال به سوى طليقها. استطاع المقدم سلام من الحصول على عنوانه وقام باستدعاءه، لم يبدي الطليق اي ردة فعل ممكن ان تجلب انتباه المحقق اليه، وكان يجيب على الاسئلة باتقان، واخبره بانه كان يتصل بها مؤخرا من اجل اعادة العلاقة الزوجية وقد اتفقوا على ذلك من اجل الاولاد ، فيما بدا المقدم متسامحا معه لكونه يعمل ضابطا في قسم الادلة الجنائية، الامر الذي ابعد الشبهة عنه واطلق سراحه بعد ان اخذ ما يحتاج من معلومات . فمن غير المنطقي ؛ فكر المحقق ، بأن يقدم ضابط بهذه المكانه على قتل طليقته ويضيع مستقبله المهني. بعد ايام وصل تقرير شركة الاتصال وتبين بأن هناك رقم تداوم الضحية على الاتصال به يعود لشخص يدعى فراس . استدعي الاخير للتحقيق وخضع للاستجواب، تفاجئ بمقتل رنين الا انه لم يبدي اي انفعال او شعور بالشفقة تجاهها . اخبر المحقق بأنها كانت خليلته منذ فترة ليست بالقصيرة لكنهم افترقا منذ اسابيع بعد ان حصلت مشادة بينه وبينها لكونها رفضت ان تعود الى طليقها الذي حاول اعادتها، وان سبب اصراره على عودتها له هو للتخلص من الحاحها للزواج منه، ولم يتواصل معها بعد ذلك الحين. لم يقتنع الضابط بكلام فراس وقرر توقيفه على ذمة التحقيق . شعر طليقها بارتياح بعد ان سمع بتوقيف فراس وتذكر ما حصل في تلك الليلة، اتصل بها للمرة الاخيرة، واخبرها بأنه سيأتي الى بيتها لرؤيتها والتحدث اليها. كان ذلك بعد ايام من رفضها ملاقاته وتمسكها بقرارها القاضي بعدم العودة اليه مجددا. أخبرها انه سيجلب معه الاولاد اذ انهم يرغبون ان يأكلوا طعام من صنع ولدتهم، فوافقت على مجيئه ، واعطته العنوان، ليفاجأها بالقدوم بمفرده! لم تستقبله في بادئ الامر لكنه اخبرها ان الاولاد مصابين بالحمى وانه سيجلبهم في وقت اخر لكنه فضل المجيء لامر هام . استطاع بعد الحاح ان يدخل ويتناول الغداء معها. حاول بشتى الطرق اقناعها بترك عنادها والعودة اليه. وعدها بأنه سيغير طباعه القاسية معها بشرط ان تترك طباعها السيئة وتضخيم الامور وعدم اظهار الاحترام له، فذلك افضل لها من الوحدة التي تعيشها . لكنها وبدلا من التجاوب معه، دفعت صحنها التي لم تتناول منه الكثير، وقامت بالصراخ في وجهه، ووبخته على أشياء حصلت في الماضي . لم يتكلم طليقها بشيء الا انها شعرت بصعود الدم في رأسه، واخيرا انتقصت من رجولته. في لحظة لم يدركها اخرج طليقها مسدسه وضربها على رأسها بالاخمص مما افقدها الوعي. خاف بعد ان عاد الى وعيه من ان تتسبب له بالمشاكل ، فقام بحملها الى غرفة النوم وربط اطرافها الاربعة الى حافات السرير، ثم ادخل انبوبه مصل في يدها، كان قد وجدها في المطبخ، وضلت تنزف في دلو حتى فارقت الحياة. تمكن قبل خروجه من ان يزيل كل اثر يدل على وجوده في البيت، كما انه لاحظ وقبل اقترافه لجريمته عدم وجود كاميرات مراقبة في المكان . بعد ايداع فراس في التوقيف ، استغل الطليق نفوذه بين ضباط الشرطة لتغيير مجرى التحقيق وجعل فراس هو الجاني . عثر المحققين على صور للضحية مع فراس، كما شهدت صديقتها ان الاخير كان يتهرب منها بعد ان ضاجعها تحت وعد الزواج. وتحت تعذيب قاسي اعترف بكل شيء ، وحكمت المحكمة على فراس بالاعدام .
رفعت الجلسة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟