الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة اليقين والانتصار أو الدمار

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2023 / 8 / 19
القضية الفلسطينية


يحكى ان عبد الكريم قاسم اول رئيس جمهورية عراقي قال ذات يوم ان كل من يقول ان لديه خطة لتحرير فلسطين فهو كاذب حتى عبد الكريم قاسم " يقصد نفسه " وأيا كانت مصداقية هذا القول وحقيقته فهو ينتمي الى حكايات المنطق الذي يتطابق مع مجريات الاحداث عبر عقود من الزمن وبالتالي فهو صحيح حتى لو لم يصدر حقا عن عبد الكريم قاسم نهائيا فان أحدا من المسلمين او العرب او الفلسطينيين غير معني بتحرير فلسطين بل انني اعتقد جازما انهم لا يريدون لذلك ان يحدث حتى ولو من تلقاء نفسه.
عديدة هي الجبهات التي يمكن فتحها ضد دولة الاحتلال وقد سعينا ببطولة منقطعة النظير الى التخلص من كل هذه الجبهات واستطعنا ان ننتزع اعترافا إسلاميا وعربيا بفلسطنة القضية الفلسطينية والتي كانت بداية الطريق للإجهاز عليها كليا وعلى يد أهلها.
في خطاب الراحل الملك الحسين بن طلال في تقديم مشروعه حول المملكة المتحدة قال بوضوح " ان الدعوات المشبوهة لفلسطنة القضية الفلسطينية هي مقدمة لشطبها " وكم كان رحمه الله محقا كل الحق فيما ذهب اليه فبعد ان انتهينا من حكاية الفلسطنة الجريمة هذه وصلنا حد تجزيء الفلسطنة وحد الاحتراب والاتهام والتخوين والتكفير للكل من الكل دون وازع من ضمير او امعان فكر حتى في واقع الحال.
تدور اليوم على ارض الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948م معركة أستطيع تسميتها بكل ثقة بانها معركة اليقين ضد اللايقين فكل مواجهة يحتاج أصحابها للإجابة على ستة أسئلة عن كيف سيتصرف العدو في الجبهة المقابلة وهي:
1- لماذا سيقوم الطرف الاخر بالهجوم وما هي دوافعه لذلك
2- متى سيقوم الطرف الاخر بالهجوم وبالتالي يجب معرفة التاريخ واليوم والساعة
3- من سيقوم بالهجوم بمعنى تحديد الشخص او الجهة او الموقع
4- ماذا سيحدث اثناء الهجوم وهذا يعني معرفة مجريات الحدث وآليات تنفيذه
5- اين سيقع الهجوم بمعنى تحديد المكان لعل العدو يستطيع اخذ الحيطة الممكنة
6- كيف سيكون هذا الهجوم وهذا سيذهب الى عديد الأسئلة الأخرى عن الطريقة وهل هي معروفة او مبتكرة لم يسبق تجريبها.
وإذا اردت ان تبحث عن أسئلة أخرى فقد تجد العديد غير الأسئلة الستة الا ان علينا ان نكتفي بهذا القدر من الأسئلة فلو ارادت دولة الاحتلال ان تجد الإجابات على هذه الأسئلة التي تجري عند العرب والمسلمين لتمكنت من ذلك وهي قد فعلت في العام 1967م ونجحت في ذلك واستطاعت ان تتلقى ضربة 1973م وتنتصر عليها وتحويلها من هزيمة الى انجاز بهذا الشكل او ذاك.
نحن اذن امام جبهتين هنا هما الجبهة التي تملك الإجابة على الأسئلة الستة وهي جبهة المقاومة التي تعرف وترى الأرض التي ستضع عليها اقدامها ولأي غرض بمعنى انها تعيش في الضوء الذاتي وهي بالتالي جبهة اليقين والجبهة التي لا تعرف الا الإجابة على سؤال واحد وهو لماذا ستقع عمليات مقاومة حتما والسبب وجود الاحتلال نفسه وهي جبهة هذا الاحتلال التي لا تعرف أي إجابة للأسئلة الخمسة سوى بالتخمين والانتظار والبحث في العتمة والعيش والعمل على قاعدة الاحتمالات وهي مفتوحة وبلا حدود وهي بالتالي جبهة اللا يقين.
اليوم تستطيع دولة الاحتلال ان تفعل ما تشاء خارج حدود فلسطين المحتلة بما في ذلك ضد قطاع غزة المحرر من المحتلين فهي هناك:
- تملك القدرة على صناعة بنك للأهداف
- تملك القدرة على الإجابة على العديد العديد من الأسئلة بل وصناعة اسئلتها هي بالذات وتحويل الطرف الآخر الى باحث عن الإجابة
- إذا وجدت المبرر مهما كان ضعيفا فهي تستطيع الفتك بكل اشكال القوة والتدمير دون ان تلقى أي لوم من مجتمع دولي منحاز كليا لها وحماية أمريكية مطلقة.
- هي معنية بحرب مفتوحة خارج حدودها لان اللعب في ملعب الآخر في الحرب عادة يعتبر نصرا للمعتدي وليس العكس.
- هي اتقنت ذلك وجربته طويلا وفي حروب عديدة تعلمت منها الكثير
- هي تملك طابور خامس قذر يمكن ان يساعدها بتنفيذ أهدافها وما الاحداث التي بدأت تطل برأسها في لبنان منذ حادثة المرفأ الا دليل على ذلك
بناء عليه فان دولة الاحتلال التي تدرك ان غزة ولبنان هما الجهتان اللتان تقفان خلف المقاومة في ارض فلسطين المحتلة جميعها ولذا تسعى جاهدة لتحقيق عديد الأهداف
- تدمير او اضعاف او اسكات المقاومة وقدرتها على الدعم للداخل الفلسطيني المحتل " كل فلسطين بدون غزة "
- تحييد هاتان الجبهتان عبر اثارة الفتن الداخلية بهذا الشكل او ذاك
- دفع هاتان الجبهتان لإطلاق شرارة الحرب من قبلهما لتسهيل مهمتها خصوصا وأنها ستستفيد من صمت العالم على احداث ومجريات الحرب بين روسيا وأوكرانيا فمن يؤيدون أوكرانيا سيؤيدون إسرائيل كليا ومن يؤيدون روسيا سيكون موقفهم ضعيفا امام الراي العام العالمي إذا اعترضوا على الاستخدام المفرض للقوة من قبل إسرائيل وايدوه من قبل روسيا.
- لذلك تحرص دولة الاحتلال بإعلامها وتصريحات مسئوليها وحتى مراكز الدراسات لتقديم الاثبات تلو الاثبات عن ضعف قدرات إسرائيل العسكرية وعن حجم تأثير الصراعات الداخلية على دولة وهي بذلك تمنح المقاومة في لبنان وغزة فرصة الاعتقاد ان الفرصة الذهبية قد حانت لقطف الثمار.
- وصل الامر بدولة الاحتلال وعلى كل الأصعدة الى نشر سيناريوهات محتملة لأداء المقاومة وتحديدا من قبل حزب الله وكأن هناك من يضع الخطة مجانية بيد حزب الله عامدا متعمدا.
- يتواصل الحديث عن تعاظم قدرات حزب الله وحماس والجهاد القتالية والامكانيات التي يملكونها والقدرات التدميرية التي ستتعرض لها دولة الاحتلال بل ويجري الحديث عن قدرة المقاومة مجتمعة ان تشل كل قدرات دولة الاحتلال.
- يجري الترويج لإمكانية تدخل الجبهة السورية وإيران والعراق واليمن في معركة أسمتها دولة الاحتلال بمعركة يوم القيامة ويجري الترويج لإمكانية حدوث ذلك غدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل