الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَلَّنِي

عبد الله خطوري

2023 / 8 / 20
الادب والفن


يتحتم على آلخيال أن يفرط في فِطْرِيته آلشفيفة كي يَسْمُوَ إلى صفاء عتمة جبروتِكِ سيدتي .. إني فَككتُ ، يا زُرقتيَ آلمَفقوءَة ، يا أيها آليَم آلجبار المتلاطمُ ، يا جبليَ آلمسفوح دمه ، كُلَّ عُرايَ تشظتْ من أجل وهج لكِ ليس يجيئ إلا جَائِرا متجبرا . أزحتُ عن رأسي غلالته المُعَمَّمَة . طرحتُ عن القلب بعضا من ضغائنه هممتُ إليكٍ أسرعُ خُطَايَ أكْبُو تارة أتعثرُ ، فلما بلغتُ شطآنكِ النائية ألفيتُُ نِيرُونات آلسعير قد طوقت أنوارَكِ من جدائلها صانعة منها حدائق من زنازن لا زلال لا هواء لها ، تحنطكِ الطواغيث ، يا آبنة آلصخر آلموشوم ، تغرقين في قمقم الوقت البغيض . تهيل عليك الترابَ زبانيتُهُ .. عبثا مددتُ إليكِ يَدَيّ في عتمات آلظلام .. ساهية كنت نائمة ربما ، وبِخَدَرٍ لذيذ رُحْتٍ تَنْداحينَ بعيدا في عُلاك عن مَرْآيَ إلى حيث لا يصلك صدايَ آلمفلوج وراء آلمتاهات آلسحيقة .. سَمَّـتْكِ الساعاتُ بعقاربها ، آغتالكِ الأزلُ ، وظللتِ حَبيسةَ الكتب التي لا يدبج أحرفها أحد ... يا بحريَ آلحالم آلأسيل ، هلم إلى الساحة .. اُنشرْ ألواحك انتفضْ .. !! .. عبثا انطلق الصياح .. مبحوحا مجروحا طفق الحداء يترقب في أسف أعينا منتظرة في الغبش الصاحي .. ولما مات الترقب اندحر الحَنينُ إلى أقبية بلا قرار ، تيقنتُ أخيرا أن آلـصَّغَـارَ يشدني إلى مزيد من الانتكاس وأن ما تبقى في الفؤاد من وَجيـب تغتـاله اللحظات سيظل يهفو لسموقكِ السامي متلهفا لترانيمَ لم يغنها بعدُ هذا اللسان .. فيا أيتها السادية المُرخَّمَة ، يا حَسيسَ آلحَباب ، تمهلي قليلا .. تائهة أنتِ مذ رأيتكِ أول مرة ، هائمة كشحرورة عرفتْ ميلادَها الجديدَ في الربيع الأخير ، فراحَتْ ترتع مع النيروز والنيلوفر والعناديل الحِسَان ، تشدو تغني وتعطي بعضا من هداياها للموشومين بنار الشوق وحب آلانسدال .. تُحدجانك عيناي الآن في عمريَ آلهرم باحثتان عن متاهات حَرْفٍكِ الرخوي آلرحيب أخطُّ به بياضيَ الحالك كلَيْل غراب أسحم مقرف ، فما يَرَيانِ غيرَ الوهنِ وكثيرا من سخافات المحنِ ، فأتأكدُ عندما ألمـحُ رأسيَ مَسْجُورًا مايزالُ ومُقْلَتَيََ جاحظتيْن مُتماديتَيْن في السجف ، أني أبتعدُ كثيرا عن إطلالتك بين آلستائر آلشفافة السابحة في الهواء ، وأن الفواصل موغلة في التكدس والحواجز متراصة كالفواجـع ، وأن آنتظاري سيظل دون آنتظار ، فلا يبقى لي منكِ ، يا تربة آلميلاد ، إلا طيفُ ذكرى من تاريخ عابر غابر أستحضرُه بين آلأزمنة في صيف هارب لصرختكِ آلفائرة كي تُخَضّبَ تَيَـبُّسٍيَ المُـتَفاقم ليل نهار عَلني علني علني ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس