الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحالة العراقية ماذا والى اين؟ المأزق الامريكي

سعد الطائي

2006 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ان اختيار العراق المحطة الثانية في الحرب على الاصولية الاسلامية والارهاب الدولي من قبل ادارة الرئيس "بوش الابن" كان لها اكثر من سبب :
1- ثأر الرئيس "بوش الابن" لوالده من الهزيمة التي لحقت به في حرب الخليج الثانية حيث لم يتمكن من اسقاط حكم الرئيس العراقي"صدام حسين" بينما خسر هو الانتخابات الرآسية امام المرشح "كلينتون".
2- استياء الدولة العبرية من سياسات وطروحات صدام الايديولوجية ازاءها والدعم الذي كان يقدمه لفصائل الثورة الفلسطينية والصواريخ العراقية التي سقطت على المدن الاسرائيلية .
3- تشجيع طاقم حكم الرئيس بوش الابن وهم الممثلين لكبريات الشركات الاحتكارية الامريكية في قطاع النفط وصناعة السلاح واعادة الاعمار .
4- فقدان حكم صدام حسين مصداقيته امام المجتمع الدولي بعد الحروب التي شنها على دول الجوار (ايران والكويت) وضربه لشعبه وتبني برامج انتاج أسلحة الدمار الشامل.
5- الدور الذي قام به بعض رموز المعارضة السياسية العراقية في المنفى من خلال التقارير التي زودوها للمخابرات الامريكية
ان اهم مأزق وقعت فيه ادارة الرئيس الاميركي "بوش" بعد اسقاطها نظام صدام حسين هو عدم وجود شريك عراقي قوي ومضمون يمكن ان تسلم له مقاليد السلطة والحكم يؤمن المصالح الامريكية في العراق ومنطقة الشرق الاوسط الجديد التي بشرت به .
ان الاحزاب الاسلامية الشيعية العراقية لا تنظر الى الادارة الامريكية بعين الرضى والاطمئنان فهي لاتنسى الموقف الامريكي حيال احداث الانتفاضة الشعبانية التي جرت بعيد حرب الخليج الثانية حيث اطلقت امريكا يد الرئيس السابق في قمع انتفاضة 14 محافظة عراقية بالقوى المسلحة .
وكما ان الادارة الامريكية ذاتها لاتحبذ الطروحات الايديولوجية الدينية الطائفية لهذه الاحزاب الشيعية وتشك في ولائها في بناء عراق ديمقراطي ليبرالي وهذه الاحزاب تؤمن ضمن فكرها الايديولوجي بولاية الفقيه وتطبيق الشريعة الاسلامية بأعتباها مصدر اساسي للقوانين .
اما ممثلي عرب السنة من تيارات واحزاب فلم تتعاون مع سلطة الاحتلال الامريكي في بادئ الامر ولم تساند العملية السياسية في التحولات الديمقراطية لعدم الايمان بها حيث عبرت عن رغبتها بوجود (الزعيم الضرورة) وعلى لسان اكثرمن داعية لهذه التيارات , هذا اضافةً الى ان هذه التيارات قد اعتبرت ان سقوط النظام السابق يشكل ضربة موجه للعرب السنة التي خسرت معظم نفوذها السياسي والاقتصادي.
اما المكون الثالث للمجتمع العراقي الكرد , فهم موالون للولايات المتحدة التي كان لها الفضل الكبير في اقامة كيانهم السياسي (اقليم كردستان) والتأكيد على النظام الفديرالي لدولة العراق الجديد , ان الحزبين الكرديين الكبيرين لاتزال تجربتهما حديثة في توحد اجهزت الاقليم الادارية وقواعدهما الحزبية الجماهيرية ,وطي صفحة الصراع بين قادتهما على السلطة والنفوذ .
ان الجيش الامريكي في عام 2003 انجز مهمته في اسقاط نظام حكم صدام حسين بوقت قياسي وبدون خسائر مادية أو بشرية تذكر, ولكنه زج في معركة خاسرة وهي الحفاظ على الامن والنظام في العراق وهذه ليست مهمة عسكرية ولكنها مهام قوى الشرطة والمخابرات وهذا مالم تعمل به الادارة الامريكية ولهذا فهي فشلت في صفحة حفظ الامن والنظام وفلت زمام الامن وبات شبح الحرب الطائفية يخيم على العراق ويهدد كل الانجازات الامريكية بالفشل الذريع .
ان الادارة الامريكية يمكن لها ان تخرج من هذا المأزق من خلال حلين هما:-
الاول: ايجاد قيادة عسكرية عراقية قوية مع قوات مدربة ومجهزة بشكل يمكنها من بسط الاستقرار في البلد وقهر الارهاب وتجريد المليشيات من سلاحها وتكون هذه القيادة العسكرية حرفية غير مسيسة لايحق لها التدخل في العملية السياسية وتعمل من خلال مجلس اعلى للامن القومي وترك مجلس الشعب والحكومة للتفرغ للبناء والاعمار وادارة البلاد سياسياً .
وترتبط هذه القيادة العسكرية العراقية مع الولايات المتحدة بمعاهدة صداقة تسمح بوجود قواعد امريكية ثابتة او متحركة تؤمن سلامة العراق الوطنية من اي تهديد خارجي واعتبار العراق شريك استيراتيجي في محاربة الارهاب العالمي وقاعدة قوية للاستقرار الامن والسلم الدويليين أما الحل الثاني فهو دعوة القوى الليبرالية والعلمانية والمثقفين والمؤيدين للتحولات الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني للتجمع في كيان سياسي لقيادة المجتمع ورسم خططه المستقبلية على الصعيد الداخلي والخارجي , وبدعم من قبل الولايات المتحدة والعالم الحر .
ان اعتماد الحلين في آن واحد يمكن ان يكون هو المنفذ الصائب للوصول للنصر في هذه الحرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله