الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة البوليسية الكريهة

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


" مدير البوليس السياسي ، ورئيس البنية التحتية (صديق ومستشار) الملك ، يقطعان الكنيسيون / الانترنيت عن منزلي ، وقطعاها حتى على الهاتف النقال ، سأخرج لإرسال هذه الدراسة من مقهى او من Cyber " .
الدولة البوليسية الكريهة ، تكون دائما دولة استثنائية ، من خلال ممارستها للفعل السياسي ، بما تمليه مصالحها ، لا مصالح ( الشعب ) ، او الرعايا . وقد طرحنا مصطلح الشعب ، ومصطلح الرعية ، لان مفهوم الشعب بالمعنى الديمقراطي ، لا يكون في الدولة البوليسية ، التي تتصرف ضد تطلعاته المشروعة ، ومن جهة فان الشعب الصانع للتاريخ ، والواعي ، والمثقف ، يرفض رفضا تاما العيش ، ومهما كان الثمن ، بدولة بوليسية ، تكون كل خرجاتها ، وتصرفاتها بوليسية محضة ، لان حتى التاريخ هنا ، يتم تفسيره تفسيرا بوليسيا ، رغم ان البوليس المسيطر على الدولة ، بقدر ما يبرع في الممارسات الفاشية النّتنة التي تزكم الانوف ، يبرع في تحنيط الواقع ، وفي تغليفه بما يرضي جماعة البوليس ، ضمن دولة لن تكون كل تطلعاتها ، الاّ عبارة عن مشاريع بوليسية ، لا علاقة لها بالديمقراطية الحقيقية ، وبالتنمية التي تبرع فيها الدول الديمقراطية ، وفشلت فيها الدولة البوليسية .. وكم تعجبنا ، وحتى تتخلص الدولة من مسؤوليتها التامة عن الوضع الاجتماعي المُزري ، والاقتصادي المفلس ، لم تخجل الدولة البوليسية ، التي قد نسميها بالدولة العميقة الحقيقية ، او كما سماها البعض ب " البنية التحتية " ، من التملص من مسؤوليتها عن النكسة المنتظرة ، خاصة بالنسبة لنزاع الصحراء الغربية ، وورطوا الملك ومن حيث لا يدري ، وبسبب تكوينه الأكثر من ضعيف ، في الاعتراف بما سماه ب " الفشل التنموي " ، وكأن الملك الغائب عن الدولة منذ تعيينه ملكا ، هو من كان يرسم ويخطط للبرامج العامة ، والحال انّ كل شيء كان يعرض عليه ، كان يتم تنزيله من قبل جماعة البوليس السياسي ، المتعطشة للثروة وللغنى الفاحش ، ويكتفي هو ، أي الملك بالتوقيع ، خاصة وان كل شيء كان ينزل عليه من فوق دون نقاش محتواه ، خاصة في تأثيره على الوضع الاجتماعي للطبقات الاجتماعية المتعايشة في الدولة المخزنية . فالبوليس السياسي ، بحربائيته ، وديماغوجيته ، ومكيافيليته ، يكون قد نجح في توريط الملك في الإفلاس الذي أصاب كل الدولة ، وليس مجرد مشروع التنمية . فحين اعترف الملك بالمقلب والفخ الذي نصبوه له جماعة البوليس السياسي ، التي يسميها البعض بالدولة ( العميقة ) ، وسماها آخرون ب " البنية التحتية " ، او " البنية السرية " ، بفشله في ( مشروعه التنموي ) ، والحال لم يكن هناك مشروع قط بهذه التسمية ، يكون محمد السادس قد اقر بإفلاس حكمه ، لان كل تنمية سياسة ، فهو بذلك اعترف بشيء لم يكن موجودا على الاطلاق .. هكذا وبسبب فخاخ جماعة البوليس ، اصبح الملك محمد السادس يعترف بمسؤوليته في الفشل الذي تحول الى افلاس ، وتكون جماعة البوليس قد تخلصت من مسؤوليتها الثابتة رغما عنها ، ويكون المسؤول شخص محمد السادس الذي اصبح خاتما عند ( صديقه ومستشاره ) فؤاد الهمة ، الذي هو وحده دون غيره ، يرأس الدولة العميقة كما يحلو للبعض تسميتها ، ورئيس " البنية السرية " كما سماها آخرون .. فان تصبح الدولة البوليسية متحللة من تحمل مسؤولية الازمة ، لأنها هي المسؤولة الوحيدة عنها ، كان الخطاب الذي حررته جماعة البوليس بالدولة ، خاصة بالديوان الملكي ، يحمل المسؤولية للملك وحده لا لغيره من فرقاء الحكم ..
لقد استغلت جماعة البوليس السياسي مستوى الملك الجد ضعيف ، لتمرر على حسابه قرارات خطيرة اساءت للملك شخصيا ، لكنها أفادت جماعة البوليس السياسي ، التي حافظت على قوتها ضمن المربع البوليسي ، المتنازع والمتصارع على الحكم ، وهو تنازع وصراع على خيرات المغاربة التي نهبوها ، وتنازع وصراع على الثروة والجاه والنفود .. فحللوا للملك الحرام ، وحرموا عليه الحلال .. ولو كان محمد السادس في مستوى ربع ثقافة الحسن الثاني ، لطرح على نفسه سؤال الساعة : من فجر الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، ومن فجر مدريد Madrid في 11 مارس 2004 ؟ . ولطرح على نفسه نفس السؤال . لماذا هذا الإرهاب ضرب بلادنا ، وما الغاية المقصودة من التفجيريْن ؟ .. ونظرا لفطنته ، وذكائه ، واحساسه ، كان سيتصرف بما ينهي مع حلقات ( الحلقة ) اكتشاف الخلايا النائمة في كل دقيقة وثانية .. ولكان له ان يسأل من قتل حسن الطاهري ، وقتل آخرون في ظروف غامضة كعبدالله بها مثلا ؟
اذن من المسؤول عن الوضع المزري الذي عليه المغاربة ، ومن المسؤول عن الإفلاس الذي ضرب الدولة باعتراف محمد السادس شخصيا ، عندما اعترف بفشل " نموذجه التنموي " . أي اعترف بفشل حكمه ، رغم انه مجرد خاتم بيد رئيس " البنية التحتية " ، يتلاعب به كيف أراد وشاء .. فهل من المعقول تحميل الملك المسؤولية عن " نموذج تنموي " لم يكن أصلا ، وفي نفس الوقت ، نجاح جماعة البوليس المسيطرة على الديوان الملكي ، في التحلل من هذا الفشل المؤدي الى الإفلاس ، رغم ان المسؤول الحقيقي عنه هو جماعة البوليس السياسي المسيطرة على الديوان الملكي ، والمسيطرة على الدولة تفعل فيها ما تشاك .. وستصاب جماعة البوليس السياسي بالاكتئاب ، وبالقلق الشديدين ، عندما أصبحت جماعة " ابوزعيتر " تتنافس معهم السيطرة على قلب وتعاطف محمد السادس .. ولو كان الملك يعي شؤون الدولة ، ويعي نوع الاخطار التي تهددها ، خاصة وان المجتمع الدولي يركز على المشروعية الدولية ، وعلى الأمم المتحدة في حل نزاع الصحراء الغربية ، هل كان له ان يهجر المغرب للعيش في قصوره بفرنسا منذ تعيينه ملكا . ولو لم تصل علاقته حد الازمة الكبرى مع الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، هل كان له ان يفر من باريس عاصمة الملاهي واللهو طيلة النهار والليل ، وليهاجر عند صديقه الغالي ، علي بنگو .. ولنا ان نتساءل من جديد . مثل ما نجحت جماعة البوليس السياسي ، أي جماعة " البنية التحتية " ، او الدولة العميقة ، في تبرئة نفسها من الازمة العامة التي اصابت البنية الاجتماعية ، والبنية الاقتصادية ، وتورط فقط الملك عن هذا الإفلاس القريب ان يتحول الى نكسة في غضون السنة ونصف او قبل ذلك بكثير ، عندما ورطوه ومن حيث لا يشعر ، باعترافه بفشل نظام حكمه ، عندما اعترف بفشل نموذجه ( التنموي ) ، نجحت جماعة البوليس السياسي كذلك في تبرئة مسؤوليتها عن فضيحة Pegasus Gate ، وتحميل ذلك الى شخص الملك ، الذي بسببه الضعيف ، تاق في مسرحية رئيس " البنية التحتية " ، ومدير البوليس السياسي ، عندما زينوا له سهولة التجسس على هاتف الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وليصبح المسؤول على الفضيحة محمد السادس ، لأنه ظاهريا ، هو رئيس السلطة التنفيذية ، التي من المفروض ان تخضع لها جماعة البوليس السياسي ، جماعة " البنية التحتية " . فعوض ان تعالج القضية بالحوار ، قطع الرئيس الفرنسي Emanuel Macron كل علاقاته مع شخص محمد السادس ، ومع نظامه ، في حين ان المسؤول الرئيسي عن هذه الفضيحة هما رئيس " البنية التحتية " الذي يدعي انه صديقه ، تلك الصداقة التي طار بها ( أبو زعيتر ) ، ومدير البوليس السياسي اللذان زينا للملك سهولة التجسس على هواتف الرئيس الفرنسي ، والساسة الفرنسيين ، في حين ان من يقف وراء صناعة برنامج Pegasus ، هي إسرائيل التي زودت قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، بالبرنامج المزروع في هاتف الرئيس . فاصبح المسؤول ، الملك شخصيا ، في حين ان جماعة البوليس السياسي ، تحللت من المسؤولية ، ونجحت في تبرئة ذمتها امام الرأي العام الخارجي ، الذي توجه الى محمد السادس شخصيا ، ولم يتوجه الى جماعة البوليس السياسي المتمركزة في الديوان الملكي ، والمتمركزة في القطاعات الاستراتيجية للدولة العلوية ..
ولو كان لمحمد السادس بُعْد نظر ثاقب ، ويحلل المشاريع المطروحة باسمه ، في حين انها غير موجودة . هل كان له ان يفخخوه ، عندما اعترف بفشل " نموذجه التنموي " الذي لم يكن أصلا نموذج تنموي ، وهل كان ان يقبل تفخيخ هاتف الرئيس Emanuel Macron ، ببرنامج Pegasus الإسرائيلي ، وإسرائيل من ألذ أصدقاء فرنسا التي زودتها بالأسلحة النووية خلال ستينات القرن الماضي ..
فعندما هاجر محمد السادس الى باريس ، وحتى قبل ذلك ، بسبب ثقته العمياء في ( أصدقائه ) ، كان الملك مُغيّبا ، وعندما ابتلي بالمرض الخطير ، اصبح لوحده غائبا وليس مغيبا .. وهذا الوضع للملك الصحي ، والمعرفي ، والثقافي الأكثر من هزيل ، مكن من يدعي ( صديقه او اصدقاءه ) من السيطرة عليه ، حين كانوا يزينون له كل شيء ، حتى اطلاق سراح " البيدوفيل " Le pédophile Daniel Galfan ..الذي هتك عرض حوالي احدى عشر طفل قاصر مغربي ..
ولو كان الملك ذا بعد نظر ثاقب ، ويمتلك أدوات التحليل ، والقراءة ما بين السطور ، هل كان له ان ينخدع بمغامرة " جزيرة ليلى " ، التي أُهين فيها الجيش المغربي اشد إهانة ، والاهانة طبعا وجهت الى الملك ، لأنه قائد الجيش ، ورئيس اركان الحرب ، ووحده المسؤول عن هيبة الدولة وعلى قيمها .. فمن زين له الدخول الى جزيرة ليلي ، التي انتهت بالدعوة لتدخل وزير الخارجية الامريكية السابق " كولين بأول "، حتى لا تغزو اسبانية المغرب ..
ومرة أخرى قبل الانتهاء من هذه الفضائح ، أود التذكير ، بان جماعة البوليس السياسي ، مدير البوليس المدعو عبداللطيف الحموشي ، ورئيس " البنية التحتية " المدعو فؤاد الهمة ، منذ شهور خلت وهم يقطعون الكونكسيون / الانترنيت عن مسكني ، حاسوب المنزل ، واليوم طال الاقتطاع حتى الهاتف النقال .. رغم ان القانون لا يسمح لهم بذلك ، لأنه اعتداء سافر على حقوق المواطنين التي يضمنها الدستور ، وتضمنها القوانين المغربية ، والقوانين الأممية . فالعلاقة تجمعني كطرف مستفيد من الانترنيت ، ب ( اتصالات ) المغرب التي هي شركة وطنية .. فمقابل الاستفادة من خدمات الانترنيت ، نؤدي واجب الاشتراك بانتظام ، حتى قبل حلول موعد نهاية الأداء .. ورغم ان العلاقة يحكمها قانون الالتزامات والعقود المغربي ، القانون المدني ، يتدخل مدير البوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي ، ورئيسه رئيس " البنية التحتية " ، او رئيس " حكومة الظل " ، او " الدولة العميقة " منذ شهور ، بقطع الكونكسيون عن منزلي / حاسوب المنزل / ، ووصلت الوقاحة والخساسة درجتها ،عندما شمل قطع الانترنيت حتى الهاتف النقال .. كل هذا يحصل رغم الحقوق والواجبات مثبتة مع " اتصالات المغرب " ، وليس مع جماعة البوليس السياسي .. فما تقوم به هذه الجماعة يُعد جريمة جنائية كاملة الأركان ، تقتضي المسائلة والعقاب الذي يصل الى السجن ، والعقوبات المالية المرتفعة ، لو كنا حقا نعيش في دولة ديمقراطية ، لا نعيش في دولة غاب ، ودولة رعب ... والسؤال الخاتمة ، وهنا ستتعرى مؤخرة جماعة البوليس السياسي ، المغتصبة للدولة ، والخارجة عن القانون :
هل البوليس السياسي ، وأجهزة الضبط والحفاظ على النظام العام . في الدول الديمقراطية ، تمارس هذه الجرائم ، كقطع الانترنيت ، وتزوير المحاضر البوليسية لرمي الناس ظلما في السجون ، الذي يقوم به البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي الطقوسي المخزني ، دون خوف من القضاء ، ومن القانون الذي يحدد الاختصاصات ومجالات الاشتغال ، بما لا يلحق الأذى والضرر بالمواطنين ، خاصة المساس بحقوقهم التي يعترف ويؤكدها الدستور ، وقوانين الحريات العامة في الدول الديمقراطية ..
وهل يمكن تخيل وتصور ان يقوم مدير البوليس او وزير الداخلية في الدول الديمقراطية ، بطلاء الصياغة على جدران منزل مواطن ، او تحريض المجرمين للاعتداء عليه ؟
في كل الدول الديمقراطية ، وبما فيهم دولة إسرائيل الديمقراطية ، يحمل البوليس شارة معلقة في الصدر مكتوب عليها " البوليس في خدمة المواطن " .. لكن عندنا ، وفي الدول الطاغية ، والاستبدادية ، والبوليسية التي على رأسها مرضى بسيكوباطيون ، ليس " البوليس في خدمة المواطن " . بل البوليس في هَرْمَكَة المواطنين " .. ومرة أخرى ، لو كان الملك يحكم فعلا ، ومُلماً بأشغال الدولة ، هل كان له ان يتغاضى الفعل في فضيحة " زين رينو " ، Zine Rino القادم من مدينة Malaga ، والمسؤول عنها هما ، مدير البوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي ، ورئيسه رئيس " البنية التحتية " ، " الدولة العميقة " ، " الحكومة العميقة " المدعو فؤاد الهمة الذي يتظاهر ب ( صديقه ومستشاره ) ، وزميل Le collège Royale ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-