الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب النيجر.. “إيكواس” تُقرر التدخل العسكري في مواجهة حِزام الانقلابات

أحمد السيد

2023 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أعلنت مجموعة دول غرب إفريقيا “إيكواس” عن خطة للتدخل العسكري بالنيجر في ختام اجتماع قادة الجيوش بالعاصمة الغانية “أكرا” أمس الجمعة.

قال مفوض الإيكواس للشئون السياسية والسلم والأمن عبد الفتاح موسى، خلال مؤتمر صحفي، أن إيكواس اتخذت قراراً بشأن اليوم المُحدد للتدخل العسكري في النيجر لكنها لن تُعلن عنه، مُضيفا أن رؤساء أركان الجيوش اتفقوا على خطة التدخل العسكري، وأن قوة الاحتياط بانتظار تلقي الأمر ببدء عملية عسكرية لاستعادة النظام الدستوري بالنيجر، مُشيراً إلى أن إيكواس اضُطرت لاتخاذ قرار التدخل العسكري بسبب ما وصفه بتعنت المجلس العسكرى بالنيجر، وأنه من الممكن إلغاء خيار التدخل العسكري في حالة إذا ما كان من الممكن تجنب الحرب.

وأشار موسى إلى أن العملية العسكرية لمجموعة دول الإيكواس ستكون قصيرة الأجل بهدف وضع حد لما وصفه بـ “سلسلة الانقلابات العسكرية بالمنطقة”، مُضيفاً أنه تم بحث المشاكل الإنسانية الناتجة عن التدخل العسكري الذي لا يُعد عدواناً على النيجر.

يهدف التدخل العسكري لمجموعة إيكواس إلى إعادة الرئيس محمد بازوم إلى السُلطة في النيجر بعد احتجازه منذ 26 يوليو الماضي من قِبل الحرس الرئاسي بانقلاب عسكري أيده الجيش في اليوم الثاني لتجنب ما وصفه ب”المواجهة المُميتة”.

وفشلت جميع المساعي الدبلوماسية منذ الانقلاب في دفع الحرس الرئاسي إلى التراجع عن الانقلاب وإعادة بازوم إلى السلطة. ويُهدد التدخل العسكري في النيجر وحدة مجموعة دول غرب إفريقيا “إيكواس”، بل ويدفع منطقة غرب إفريقيا نحو الحرب التي لا يمكن الجزم بأنها ستكون قصيرة أو محدودة، ففي حين تؤيد غالبية دول المجموعة خيار التدخل العسكري كحل أخير تعارض دولة الرأس الأخضر أي تدخل عسكري بالإضافة إلى ثلاثة دول أخرى وهي بوركينا فاسو ومالي وغينيا، بل وتعتبر الدول الثلاث أن أي تدخل عسكري في النيجر سيُعد إعلان حرب عليها أيضاً، وعقب قرار إيكواس أعلن التلفزيون في النيجر في ساعة مبكرة من صباح اليوم أن كلاً من بوركينا فاسو ومالي نشرتا طائرات حربية في النيجر تنفيذاً لتعهدها بالوقوف إلى جانب النيجر، وذلك بعد إجتماع لضباط كبار من مالي وبوركينا فاسو والنيجر في عاصمة النيجر “نيامي”.

تُمثل الحرب المُحتملة في النيجر
خطراً داهماً على شعوب غرب إفريقيا المُنهكة بالأساس من الفقر وتردي الأوضاع الإنسانية على الرغم من الثروات الطبيعية الموجودة بهذه الدول، وهذا هو أساس الصراع على النفوذ بين الدول الغربية على هذه المنطقة، وتدافع الدول الغربية مُمثلة في فرنسا وأمريكا عن إعادة بازوم للسلطة ليس من أجل الديمقراطية، وإنما من أجل إستعادة سلطة القائم بأعمال رعاية المصالح الغربية في النيجر وهو ما يقوم به بازوم على أكمل وجه، وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر في حين تنشر أمريكا قُرابة 1100 جندي وبجانب انخراط القوات الفرنسية والأمريكية في قِتال المجموعات الإسلامية على حدود النيجر، فإن تواجد القوات الغربية في النيجر يهدف بالأساس إلى حماية المصالح الإقتصادية لها في النيجر، وهو ما يتضح في إعلان فرنسا خلال الأسبوع الماضي أنها لن تسحب قواتها من النيجر لأنها متواجدة بشكل شرعي بالتنسيق مع السلطة الشرعية في النيجر. يأتي هذا التحدي للمجلس العسكري الحاكم الآن ليس من أجل مجرد قِتال المجموعات الإسلامية وإنما دفاعاً عما تمثله النيجر إلى فرنسا ككنز لليورانيوم.

فيما يُمثل الانقلاب في النيجر تحدياً لقادة دول غرب إفريقيا لوقف ظاهرة الانقلابات العسكرية في منطقة الساحل، فانقلاب النيجر هو سادس انقلاب في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية، ولا بد من تفكيك حزام الانقلابات هذا، سواءً بالطرق الدبلوماسية أو بالحرب، وكما تدافع فرنسا وأمريكا عن مصالحها في النيجر، فإن قادة الدول المؤيدة للتدخل العسكري تدافع عن سلطتها وبقائها في الحكم ووقف حزام الانقلابات الذي يطوق رقابهم الواحد تلو الآخر.

وعلى جانب آخر فإن الدول الإفريقية في مجموعة الإيكواس والتي تعارض التدخل العسكري تدافع عن سلطتها أيضاً فباستثناء دولة الرأس الأخضر الصغيرة فإن السلطات في بوركينا فاسو ومالي وغينيا هي سلطات إنتقالية جاءت بانقلابات عسكرية.

تكشف الأزمة في النيجر عن مخالب الإستعمار الذي مازال يسيطر على أفريقيا سواء بالقواعد العسكرية للدول الغربية داخل القارة أو عبر وكلائه من السلطات المحلية الحاكمة، هذه القوى على استعداد الآن للذهاب إلى الحرب تحت شعارات كاذبة فكما تدعي الدول الغربية دفاعها عن الديمقراطية، فإن حزام الانقلابات يهدد أيضاً إستقلال وتحرر شعوب منطقة الساحل حيث يتم إستغلال كراهية هذه الشعوب لفرنسا وإرثها الاستعماري في المنطقة، لتعبئة هذا الغضب ليس لصالح تحرر هذه الشعوب، لتكون الفترة الإنتقالية مجرد انتقال من المعسكر الغربي إلى التحالف مع الجانب الروسي، أما ما يتعلق بانتقال السلطة فلا يعرف العسكريون ذلك، الحرب الواجبة في النيجر الآن هي الحرب من أجل سيطرة هذه الشعوب على مواردها وإدارة السلطة من جانبهم، هذه أبسط قواعد الديمقراطية والنظام الدستوري الذي تتعارض مع مصالح جميع الأطراف على حد سواء، أمريكا وفرنسا و السلطات العسكرية الانقلابية في دول غرب إفريقيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي