الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصاد الفراغ

أحمد زكارنه

2006 / 11 / 8
القضية الفلسطينية


بين غيوم الخريف الاسرائيلية والفصول الأربعة للعبث الأمني الفلسطيني، تمطر السماء غضبا علي رؤوس الشعب الفلسطيني تارةً بآلة الموت الإحتلالية الإجرامية وأخرى بسلاح "المافيات" أو العشائر الفلسطينية في دائرة مغلقة يوصد أخر ابوابها السواد الأعظم من الشعب أو ما يطلق عليهم "الاغلبية الصامتة".. كل ذلك يدور وسط سجال فئوي مقيت بات يُغلِّبُ الانتماء الحزبي على الانتماء الوطني في أجواء ملبدة برائحة الدم والبارود.
فما بين التأطر الحزبي والفراغ السياسي تضيع مركزية القضية الفلسطينية يوما بعد يوم ونحن في سبات فصائلي فريد من نوعه لاسيما وأن الاحتلال لا يفوت فرصة للنيل منا قتلا وقنصا واعتقالا وتجريفا وهدما .. وما المجزرة الاسرائيلية المستمرة في خصارتنا الجنوبية " غزة هاشم" الا دليلا ملموسا على مكر ودهاء وخبث العقلية الاحتلالية العنصرية للقيام بأبشع وأقذر الجرائم بحق البشرية.
فلكل شيء في الحياة حصادٌ إما ايجابي وإما سلبي إلا الفراغ فإنه لا يحصد سوى شلالِ دمٍ سيُغْرِقُ الكلَّ من القاعدة إلي رأس الهرم، وحصاد هذا الفراغ في هذه الايام العصيبة سبعة قتلى وخمسة جرحي وخمسة عشر معتقلا من رجال الشرطة الفلسطينية هم حصيلة نزاعات داخلية وقعت في خانيونس والخليل خلال الأيام القليلة الماضية فيما الاجرام الصهيوني يوغل في جسدنا المرهق في زمن غابت فيه النخوة العربية والاسلامية على حد سواء كما النخوة الحزبية الوطنية في بلادنا صاحبة امتياز سلطة الكراسي والمافيات .
لاحظوا معي.. مع اللحظات الأولى للاجتياح الإسرائيلي لبيت حانون كانت الشرطة الفلسطينية في الخليل تقتل مواطنا فلسطينيا لم يمتثل للتوقف امام حاجز فلسطيني بصرف النظر عما كان ينقل فالاجدر كان إعطاب سيارته والقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة لا قتله وكأننا نعيش رغد الحياة ولا ينقصنا الا تنظيم شؤوننا الداخلية بالرصاص الحي.. لتدب الفوضى بإخرج سلاح عائلة القتيل لمهاجمة مركز الشرطة واختطاف خمسة عشر شرطيا مدججين بسلاح سلطة لا سلطةً ولا قانون لها.
لم يمر الوقت طويلا حتى وقعت مجزرة خانيونس الأولى بسلاح مافيا العائلات فراح ضحيتها اربعة قتلى وخمسة جرحى اخرين في حصيلة اولية لثأر عائلي لم ينتهِ بعد وربما لن يتوقفَ حتى أمام هدنة، سواءٌ أكانت طويلة الأمد أم قصيرة.. بالمدينة ذاتها حدثت مجزرة اخرى في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة فسقط ضحيتها هذه المرة قتيلان من عائلة واحدة.. في هذه الاثناء وعلى الجانب الآخر من شطري الوطن كان أحد المدمنيين في مدينة رام الله يعرض زوجته لقاء حصولة على شمة مخدر الهيروين.. فيما قام آخر بمدينة طولكرم ببيع اثاث منزله بعد سرقته وبيعه لمصاغ زوجته ليتعاطى المخدرات.. لتكتمل قصة الفلتان بقصص المخدرات وارتفاع معدلات ترويجها في الأراضي الفلسطينية في مجتمع بات على شفير الهاوية.
إن ما يجري على الجزء المتاح لنا من الوطن من تمزيق مبرمج للنسيج الاجتماعي لا يضر اصحاب السعادة والسيادة أمراء الحروب المتنازعين على كراسي سلطلة باربعة "خوازيق" وإنما يضر بكامل الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية داخليا وخارجيا.. ولا أحد يدري ألهذا الحد وصلت بنا الفصائلية ؟؟!!.. ولهذه الدرجة اصبحنا لا نبالي بسقوط الضحايا من المدنيين قتلى وجرحى في معارك قذرة؟؟.
ربما ندرك حقيقة غياب قائد وطني فذ يستطيع تغليب مصالح وطنه على مصالح حزبه ويعلنها نهارا جهارا وعلى رؤوس الاشهاد نموت كلنا ويحيا الوطن بكل مفاهيمه واركانه من الانسان إلى الأرض مرورا بكل تفاصيل وهموم الوطن.. وهنا نستذكر الزعيم القائد جمال عبد الناصر عندما وقف يُقرُّ بتحمل كامل نتائج وتبعات هزيمة النكسة 67 معلنا تنازله طواعية عن سدة الحكم وعودته الى صفوف الجماهير.. ربما ندرك ذلك ولكننا لا نستطيع ادراك سلبية " الاغلبية الصامتة" من الشعب والتى عادة ما ترفع صالح الوطن فوق أية مصالح فئوية ضيقة اخرى، وهي سلبية تشركها في جريمة تشرذم المجتمع الفلسطيني وخصخصة المقاومة وسودوية مستقبل ابنائنا التى حتما سيسجلها التاريخ في صفحة سوداء مجيرة بتوقيعنا.. والسؤال الملح متى سنخرج من دائرة الفراغ وحصاده الدموي لنفتح أبوابا جديدة للإنطلاق من جديد؟؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا