الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)

2023 / 8 / 22
الادب والفن



ترجمة ماجد الحيدر

يحكى أن رجلا بطّالا كسولاً كان يقف كل يوم وراء شباك بيته وينظر الى السماء ويرفع يده بالدعاء ويقول:
- يا إلهي أريد منك مئة قطعة ذهبية، مئة بالتمام والكمال، لا تنقص واحدة، وليكن معلوما أنك لو أعطيتني تسعاً وتسعين فسوف أرفضها ولن أقبلها منك!
ظلّ هذا دأبه كل صباح. وحدث أنه أحد التجار الأغنياء اعتاد على المرور من أمام شباك ذلك الرجل وسماع دعائه العجيب وشروطه على الله! فقرر ذات يوم أن يختبره بنفسه فوضع تسعاً وتسعين قطعة ذهبية في كيس صغير ورماه في بيته من مشكاة في الجدار ووقف يراقبه. تفاجأ الرجل بسقوط الكيس وسارع الى فضّهِ وعدَّ القطعَ فوجدها تسعا وتسعين لكنه فرح بها أيما فرح ورفع رأسه الى السماء وقال:
- حسنا يا إلهي، لقد سامحتك في القطعة الناقصة!
أدرك التاجر أن ذهبه قد ضاع وأن الفقير لم يلتزم بما ادّعاه بأنه لن يرضى بأقل من مئة قطعة، فطرق بابه وقالله:
- هيا أعد اليّ ذهبي فلقد كنت أجربك.
فأجابه الفقير:
- كلا لن أفعل، أنها لي وقد أرسلها لي الله.
بكلمة منه وكلمة من التاجر تحول الجدال الى عراك فقال التاجر:
- لنذهب إذن الى القاضي ليحكم بيننا بالشرع.
- حسنا، ولكنني لا أستطيع مرافقتك وأنا بهذه الملابس الممزقة بينما ترفل أنت في ثيابك الجديدة. من المؤكد أن القاضي سيحكم لصالحك.
ذهب التاجر الى بيته وجلب له طاقما من الثياب الجديدة وقال له تفضل البسها وخلّصنا. ومضا الرجلان لكن الفقير توقف بعد قليل وقال:
- لا لن استطيع الذهاب معك.
- ولماذا؟
- أنت تمتطي بغلة فارهة وأنا أمشي على قدميّ ولا شك بأن القاضي سيحكم لصالحك بسبب وجاهتك.
اضطر التاجر للترجل عن بغلته وإركاب الفقير عليها ومرافقه سيرا على قدميه حتى وصلا الى القاضي فقصّا عليه الحكاية فقال الأخير مخاطبا الرجل الفقير:
- اسمع يا هذا. القطع الذهبية من حق التاجر. هل سمع أحد قبلا أن الله أسقط نقودا على أحد؟ّ!
فأجاب الفقير الماكر:
- طيب يا سيدي القاضي. أنا على استعداد لإعطائه الذهب إكراما لعينك لكنه سيقول بان هذه الثياب التي ألبسها تعود له.
هنا صاح التاجر:
- نعم هذا صحيح يا سيدي إنها ثيابي وأنا من ألبسته إياها.
فعاد الفقير الماكر الى القول:
- لا بأس يا سيدي. أنا مستعد للتنازل له عن ذهبي وثيابي لكنه رجل طماع وسوف يدعي بأن البغلة أيضا تعود اليه.
- نعم، هذا صحيح. ألم تقل لي بأنك لا تستطيع الذهاب الى القاضي راجلا وأنت راكب بغلتك؟ (صاح التاجر)
عندها احتدم غضب القاضي وقال للتاجر:
- لقد أطلتَ الكلام. أنت رجل كاذب تريد أن تحتال على هذا الفقير وتسلب منه أملاكه.
وطرده من دار القضاء شر طردة بينما خرج الفقير المحتال ظافرا بالذهب والثياب والبغلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال