الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة العربية سنة 2011 زلزلت المنطقة ونزعت القشرة عن النواة

بن حلمي حاليم

2023 / 8 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مرت اثنتا عشرة سنة وأزيد من سبعة أشهر على الزلزال الاجتماعي الذي هز المنطقة بسرعة، بدا من أواخر 2010 بجهة تونسية تهمشت لعقود، وغطت شدته كل البلدان العربية تقريبا، علما أنها أراضي تضم قوميات وثقافات غير عربية مثل الأكراد والامازيغ وغيرهم مضطهدة تحت سيطرة الأنظمة الرأسمالية الغارقة في الرجعية.
خلخل الزلزال الاجتماعي الأنظمة الاستبدادية بدرجات متفاوتة، وأزاح بعض الأشخاص الذين تمسكوا برأس السلطة لعدة عقود عن انقلابات عسكرية، او ورثوها عن إبائهم، والناس كرهوا رؤيتهم على العملة الوطنية وفي كل مكان تقريبا، وبعضهم ناور واستفاد من الأحزاب الليبرالية الانتهازية، والبيروقراطية النقابية، والأحزاب والحركات الدينية الرجعية وكل من رفع شعار" وحدة وطنية" و " محاربة الفساد والمفسدين" ونجحوا في سياسة فن التزحلق مع الأمواج التي أحدثها الزلزال.
أما بعض الأنظمة الديكتاتورية حاولت بكل ما تملك من قوة حماية نظامها، ولأنها جففت الأرض من كل أصناف المعارضة الصورية، فلم تجد إلا وسيلة السلاح الفتاك، وصبته على الشعب، ودكت البلاد ودمرت حضارات القرون الغابرة، وشردت الملايين من الناس. وقد نجحت باستعمال حجم الرعب، لأنه أخاف الكثيرين وقلص من شدة الزلزال الاجتماعي بباقي المناطق
لكن الثورة التي زلزلت المنطقة لازالت مستمرة، وطيلة اثنتا عشرة سنة، يهتز بلد من البلدان بالمنطقة، الثورة تبحث عن ثوار حقيقيين مرتبطين بقضايا المنتجين الفعليين للثروات والخيرات، الثورة لن تهدا أبداً حتى تغير المنطقة بصورة جذرية مهما طال الزمن.
الثورة العربية رفعت الأحزاب التي ادعت لعقود أنها " اشتراكية" والأحزاب القومية " الناصرية" و " البعثية" والأحزاب التي ادعت بأنها ماركسية لعقود، والأحزاب المنتمية للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والأحزاب الليبرالية، وما لا يعد من الجمعيات بشتى القضايا والمواضع والحقول، كل هؤلاء وغيرهم كثير، رفعتهم ورفعتهن الثورة إلى اعلى وخبطتهم مع الأرض الصلبة.
هل ستنبثق طلائع ثورية من خارج ركام الزلزال العظيم؟ لان الخبطة كانت شديدة جدا ،هذا سيجب عنه القادم من الوقت، وهذا الأخير ليس له سعرا، وبالأخص لحظة الثورة
إن سبب الزلزال الاجتماعي هو الصراع الطبقي، والعدو الحقيقي للكادحين يكمن في الملكية الخاصة ، ومن يبحث عن حل للإنسانية بحياة كريمة في سياسة أخرى غير النظام الاشتراكي بعد نسف النظام الرأسمالي فهو فاقد الصواب، هذا إذا كان بحثه عن حسن نية، أما إذا كان يقول للناس بأن الحل ممكن في ظل النظام الرأسمالي ولا يوجد خارجه فهو مخادع وغشاش وكذاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي