الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار بيد واحدة 6 10

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2023 / 8 / 22
الادب والفن


يقظة الفجر

رفقتكِ فرحُ أطفال، حين يتراكضون بدشاديش ممزقة خلف موكب عرس شنكالي..
وجودكِ يقظةٌ فجر، يمسح تعب الصيّف من جبين الفلاح عند أوّل الجني للتين الديمي..
وعثوركِ عليّ عندما أيقظتِ الفجر في ذلك الفرح، معجزة، كما أوّل أربعاء من كلّ نيسان. فلقد أريتني ينبوعكِ وهو يتدفق في حقلك الأخضر.
ولأردّ لك معروفك،
أحضنك بصمت قصيدة لم تكتب بعد، طالبا مغفرتك. كما يطلب باب الدار العذر من باقة شقائق قطفت من الحقل القريب فجر العيد، وألصقت به تهمة صلبها!












نصوص تشبهكِ

بين قصائدي التي أتناول فيها أسطورة الحبّ الثابتة في زمن العجالة، هناك نصوص عسلية شهيّة كأنها مرايا خضراء..
قصائد، ومضات، وخواطر تشبه الشقائق الحمراء التي تعلن عن نفسها بين الزهور..
تشبه الفراشات البرتقالية التي لا تكف عن الرفرفة بين جموع الحشرات..
نصوص حكيمة كالأبوام؛ لا تطير إلا إذا نام الجميع..
مرحة مثل ضفادع خضراء تتقافز في جداول بساتين شنكال..
في تلك النصوص، أتحدث عنكِ؛ فهي لكِ دون النساء!











نبع القرية

أنا لمْ أقل لهم أنني أحبّهاِ..
حين هربت قرى شنكال، ومات الجبل كمدا. حين غابت الصفوف عن المدارس، وانتحرت الكتب على رفوف المكتبات. حينها، ومن شدّة ارتباكي نسيت ديوان شِعري على نبع القرية..
وفي بداية شهر آب عطشتِ وجئتِ؛ لتشربي، فغرفتِ من قصائدي بدلا عن ماء الينبوع..
تشربين من شِعري، فتتدفق المياه من ينابيع حوض جبل شنكال أكثر..
ثم،
امتزجتِ بكلماتي شعلةً أضاءت ليل المكان، وفضحَ سرّنا، أنا وأنت، فأخذوكِ سبية؛ ومنذ ذلك اليوم أراكِ في منامي فراشة بيضاء، تلعبين في حديقة صدري..
وفجأة،
تشبّ النار في صدري. أصرخ وأركض، أواصل الركض والصراخ؛ على أمل أن تطفئ دموعكِ ودموعي الحريق بدلا عن مياه ينبوع القرية!








ألتفت باحثا عنكِ

أبحث عنكِ،
مثل طائرة ورقية تحلّق فوق السطوح، وتتسلق الغيوم، ثم تلتفت إلى يدٍ صغيرة تمسك الخيط بقوة؛ لتؤكد لها بأنها ما تزال تطير..
أبحث عنكِ،
كفيروز وهي كل صباح في أغنيتها تبحث بين أكوام الثلج عن الصبي القادم من الأحراش..
أبحث عنكِ،
مثل تلك الطائرة الورقية وقد قطع الريح خيطها، فاختل توازنها، ودخلت في قلب زوبعة، والتفّتْ على نفسها، ولكنها ألتفتت؛ لترى إن كان صاحبها ما يزال مرسوما على متنها..
ما أزال التفتُ باحثا عنكِ، كلما لفظ أحدهم اسم العراق!










القصيدة العسلية

كلما أقترب موعدنا،
أشغل نفسي بالدخول إلى بيوت قصيدتي التي تشبه عينيكِ العسليتين، فأجدكِ تسخرين من شوقي السائر بين القوافي..
كم تمنيت إنقاذ هذه القصيدة التي تختنق بعسلكِ، كما يختنق التمر بالحلا، ولكنني أركض إلى الموعد أولا؛ كلهفة السنونو في الرجوع إلى قرى الوطن الدافئة..
هذه القصيدة هي شغفي في رسم تقاطيع وجهك، نيران شفتيكِ، ليل عينيكِ..
هذه القصيدة هي دوختي في فهم شهوة أزرار قميصك الأبيض..
وللآن،
لا أدري كيف أنقذت قوافي تلك القصيدة العسلية بركان شوقي، وكيف اتسعت بيوتها؛ لتحتوي سخريتك، وإصراري معا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا