الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءه في كتاب الاشتراكية او الفناء معنى الثورة في زمن الكارثة البيئية للكاتب مارتن امبسون - الجزء الاول

رانية عبيد احمد
كاتب وباحث

(Rania Obead Ahmed)

2023 / 8 / 22
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في خلال صيف عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ شهدت البشرية اسوأ الكوارث المناخية. حيث وصلت درجات الحرارة في كوكب الارض ارقام قياسية غير مسبوقة. كما يلاحظ ان وتيره هذه الكوارث المناخية قد تزايدت ومن اكثرها انتشارا الحرائق، حيث غطت العديد من المناطق وفي مختلف القارات، وقد استمرت هذه الحرائق لفترات طويله مما ادي الى مقتل العديدين ونزوح الالاف من مناطقهم. كما نلاحظ ايضا من اثار التغيير المناخي الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في العديد من الدول المعروفة بمناخاتها الباردة مثال أوروبا، وقد ادت هذه الارتفاعات الى مقتل العديدين واصابت اعداد اخرى بأمراض. كما اثرت ايضا على الامدادات المائية وعلى الخدمات المختلفة، كل هذه المظاهر الواضحة لأثار التغيير المناخي قد حذر منها العلماء لسنوات طويله، كما أكدوا ان انه إذا لم تتم خطوات واضحة للحد من اثار التغيير المناخي فان اثاره ستكون كارثيه في العديد من الجوانب منها مثلا زيادة ارتفاع مناسيب البحار الذي سيهدد الملايين الذين يقطنون في السواحل. كما ان ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي الى العديد من الوفيات والامراض وسيؤدي الى نقص حاد في المياه وبالذات الصالحة للشرب، كما سيؤدي الى انتشار الحرائق الناتج عن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والجفاف وهذه الحرائق ستؤدي لمخاطر عده منها التلوث المناخي وازاله الغطاء النباتي بالإضافة الى اثارها على المواطنين الذين يقطنون بجوارها. وايضا من اثار التغيير المناخي الجفاف الذي سيؤثر بالضرورة على انتاج المحاصيل الغذائية وقد يهدد بانتشار المجاعات. ولا يمكن ان نغفل عن اثار التغيير المناخي على البيئة بشكل عام، والانسان، والحيوان، والنبات. لكل هذه التغييرات فان العالم يحتاج لوقفه صلبه في اتجاه الحد من الانبعاثات الكربونية ووقف استخدام الوقود الاحفوري واستبداله بوسائل الطاقة النظيفة، وكل هذه الخطوات تستلزم تغيير كامل في بنيه الحياة الاقتصادية والاجتماعية الكتاب الذي سنناقشه اليوم هو من المحاولات المهمة والعميقة في تحليل ظاهره التغيير المناخي وربطها بالنظام الاقتصادي الرأسمالي. كما يوضح ان هذا النظام لا يمكن ان يعالج من داخله لأنه مرتبط بشكل كامل بعناصر استغلال واستهلاك الطبيعة لذلك لابد من تغيير النظام بشكل عام لنظام اشتراكي عادل يحافظ على البيئة ويحافظ على الوجود البشري.
تحدث الكاتب في مقدمه الكتاب انه في نوفمبر من عام ٢٠٢١ وخلال انعقاد مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في مدينه غلاسكو في المملكة المتحدة فان الحضور كان عباره عن الالاف من الممثلين والملاحظ ان ٥٠٣ منهم كانوا ممثلين لشركات مرتبطة بالوقود الاحفوري. وبجانب حضور العديد من المرتبطين بشركات الغاز والوقود الاحفوري فقد كان من اللافت الحضور المؤثر لجماعات الضغط الخاصة بالفحم والبترول والغاز وقد كان لها دور اساسي في فشل المؤتمر. والملاحظ ان اجتماعات الامم المتحدة للمناخ التي استمرت لأكثر من ربع قرن تحاول ان تعالج القضية المناخية من داخل النظام الرأسمالي، ولكن الرأسمالية هي المسبب الاساسي للازمه المناخية فهل يمكن ان تحل القضية البيئية من داخل النظام الذي انتجها. يناقش هذا الكتاب مساله ان الرأسمالية هي المسبب للازمه المناخية بالتالي لا يمكن ان تعالجه، كما يناقش مساله ان طبيعة النظام الرأسمالي هي المسبب للدمار البيئي لذلك لبناء استدامه في المستقبل لابد من انهاء النظام الرأسمالي وبناء نظام جديد اجتماعي. كما يقدم الكتاب رؤية حول انه لابد من بناء نظام ثوري اجتماعي وان فكره الثورة ليست فكره خارجه من التاريخ، ولكن يمكن تطبيقها ونجاحها في عصرنا الحالي. والثورة هي بالتأكيد الامل الوحيد للإنسانية لمستقبل خير ورغد.
في الفصل الاول من الكتاب المعنون بكيف تدمر الرأسمالية العالم يتحدث الكاتب عن ان النظام الرأسمالي هو المسبب الرئيسي للكارثة البيئية التي تؤثر اليوم على كل العالم. في التقرير الصادر من المنظمة الدولية للأمم المتحدة للتغيير المناخي الصادر في اغسطس ٢٠٢١ يتحدث التقرير عن ان المسبب الأساسي للتغيير المناخي هو النشاطات البشرية التي تؤدي الى ارتفاع درجه الحرارة في الارض والبحار والهواء. وهذا الارتفاع في درجه الحرارة هو المسبب لارتفاع مناسيب البحار والتغيير في هطول الامطار وزيادة الاعاصير والحرائق والجفاف كما يؤدي الى تغير ملحوظ في المناخ. ظاهره التغيير المناخي هي ظاهره عالميه تؤثر على كل ارجاء كوكب الأرض. تطور النظام الرأسمالي ادى الى نهوض وتطور الجانب الشمالي من الارض على حساب الجنوب، ولكن تأثير التغيير المناخي كان اقوى في الجزء الجنوبي من الكره الأرضية، وذلك لان هذه المجتمعات مجتمعات غير قادره على مواجهه التغيير المناخي من جوانب عده منها الجوانب المالية والتكنولوجية، لذلك من اهم ما يميز الحركة المناهضة للتغيير المناخي تبنيها لمفهوم العدالة المناخية ووضع مطالب واضحة من الدول الغنية لان تساهم بشكل واضح في الحد من اثار التغيير المناخي في الجنوب. دول الشمال مسؤوله لحد كبير من ظاهره التغيير المناخي مثلا بريطانيا مسؤوله من حوالي ٥٪ من الانبعاثات تاريخيا والولايات المتحدة الأمريكية مسؤوله من ٢٥٪ والصين من ١٣٪. والان سته دول وهي أمريكا روسيا المانيا بريطانيا اليابان وكندا والتي يسكن فيها ١٠٪ من سكان العالم مسؤوله من حوالي ٣٩٪ من الانبعاثات الكربونية. ولكن تأثيرات التغيير المناخي ليست متساوية فالمجتمعات الفقيرة اكثر عرضه لهذه التأثيرات سواء كانت في الجزء الجنوبي من الكره الأرضية او في شماله، فالمجتمعات الفقيرة التي تسكن في مناطق تقل فيها الخدمات يعرضها اكثر من غيرها للتأثيرات السالبة للتغيير المناخي، كما يلاحظ ان النساء يمثلن الغالبية من ضحايا التغيير المناخي. لا يمكن ان ننسى هنا ظاهره النازحين لأسباب مناخيه حيث هنالك الملايين الذين يضطرون للهرب من مناطقهم نتيجة للتغييرات المناخية الكارثية بأنواعها مختلفة والمتوقع في السنوات القادمة ان تزداد هذه الاعداد.
كما لا يمكن ان نغفل عن تأثير التغيير المناخي على التنوع البيولوجي. ففي عالمنا اليوم هنالك العديد من المخلوقات التي تعرضت للانقراض وهنالك الملايين التي يمكن ان تنقرض في حاله استمرار ظاهره التغيير المناخي. ومثال مهم لذلك انه تاريخيا اعتمد الانسان على أكثر من ٦٠٠٠ نوع مختلف في غذائه في حين انه اليوم نعتمد على حوالي ٢٠٠ نوع فقط و ٦٦٪ من غذائنا يعتمد على ثمانية نباتات فقط، والسبب الاساسي في ذلك هو انقراض هذه النباتات. انقراض هذه الانواع العديدة السبب وراءه هو تغيير نظام الزراعة حول العالم، حيث تحولت عمليه زراعه الغذاء لصناعه الهدف الاساسي منها هو الربح. بعد الحرب العالمية الثانية اصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تصدر نموذج محدد للزراعة حول العالم وذلك لخلق نظام غذائي واحد في كل العالم الشيء الذي سيقوي من النظام الاقتصادي الامريكي لأنها ستكون المصدر الاساسي للغذاء حول العالم، وتحويل الزراعة الى الزراعة الآلية مكن الولايات المتحدة الأمريكية من زراعه محاصيل بكميات ضخمه كما جعلها تتحكم في سوق الغذاء العالمي. وهذه الصناعة تعتمد على حد كبير على المبيدات والأسمدة الكيميائية هي المسؤولة من دمار التنوع البيولوجي.
في الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان كيف تعمل الرأسمالية، يوضح الكاتب ان النظام الرأسمالي هو السبب الرئيسي في الكارثة المناخية والفقر والجوع والحروب وهذا لسبب ان هذا النظام يضع الربح قبل البشر وقبل الكوكب. والنظام الرأسمالي يقوم على فكرتين اساسيتين الفكرة الاولى هي استغلال الطبقة العاملة والبيئة وايضا التنافس بين الرأسماليين.
نظام التراكم الذي هو جزء اساسي من الرأسمالية يقوم بالأساس على استغلال العمال لاستخراج فائض القيمة الذي يؤدي الى تراكم رأس المال. وايضا من اساسيات النظام الرأسمالي نظام التنافس بين الرأسماليين الذي يؤدي الى زيادة الانتاج وزيادة التراكم. طبيعة الانتاج في النظام الرأسمالي لا تعتمد على الحوجه ولكن تعتمد في الاساس على الطبيعة التنافسية للنظام وعليه فان هذا النظام ينتج اكثر من حوجه السوق الشيء الذي يؤدي الى زياده الانتاج الذي يمكن ان يؤدي الى فائض لابد من التخلص منه. مثلا في بريطانيا في عام ٢٠١٨ فان ٩٬٥ مليون طن من الاكل تم التخلص منها في حين ان الملايين على الارض يعانون من الجوع. ولكن لان الانتاج لا يتم بالتنسيق بين المصنعين لذلك فان ما ينتج يكون أكثر من الاستهلاك وينتج فائض يصبح لابد من التخلص. لذلك فان النظام الرأسمالي يستغل البيئة عن طريقين الطريقة الاولى استهلاك المواد الخام والطريقة الثاني هو التخلص من الفائض والمخلفات، وتاريخيا ادى التخلص من مخلفات الصناعات بأنواعها المختلفة الى كوارث بيئية عديده ولوثت هذه المخلفات الهواء والماء والتربة وأدت الى مقتل العديدين واصابه اعداد اخرى بأمراض عديده ومنها السرطانات.
في الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان هل يمكن ان تصبح الرأسمالية خضراء يعالج الكاتب مساله اساسيه وهي هل يمكن اصلاح الرأسمالية بحيث ان تعالج مساله التغيير المناخي. يضع الكاتب امامنا عدد من الأمثلة منها اولا نظام الائتمان الكربوني وهو نظام يقوم على ان اي شركه لا تستخدم حصتها الكاملة من الانبعاثات الكربونية يمكن ان تبيعها لقطاع او شركه اخرى يلاحظ الكاتب ان هذه الوسيلة لا تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية انما تعمل على تحويلها من جهة الى جهة اخرى اي ان نفس الانبعاثات تستخرج، ولكن من قطاع مختلف. المثال الثاني وهو نموذج العرض الجديد الاخضر الأمريكي. في فبراير ٢٠١٩ اقترحت مسودة اهتمت بمساله الكارثة البيئية وربطتها بعدم العدالة والفقر، ولكن مع الاسف ان هذا الاقتراح قد رفض من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي. ثالثا في المملكة المتحدة قامت حركه قوية للمطالبة بوظائف لحماية المناخ، عملت هذه الحركة مع عدد من النقابات وطالبت بتغيير كبير في النظام الاقتصادي وذلك لتجنب الكارثة البيئية، ولكن السؤال الاهم هنا هل يمكن تحقيق هذه المطالب من دون الملكية العامة للشركات. فطالما ان غالبيه الاقتصاد تتحكم فيه الشركات الخاصة فهل يمكن الضغط عليها لتغيير انظمتها لتكون مهتمة بالبيئة، الواقع يقول غير ذلك. الملاحظ ان اي حركات تطالب بتغيير كبير كما ذكرنا في نموذج المقترح الاخضر الأمريكي والحركة المطالبة بوظائف لحماية المناخ فأنها تواجه معارضه كبيره من اليمين ومن شركات الوقود الاحفوري لذلك فان كل هذه الحركات لا تستطيع تحقيق اهدافها، بل تصطدم بحائط معارضه قوي. لذلك قد تكون اجابه على سؤال الفصل ان النظام الرأسمالي لا يمكن ان يكون اخضر ولا يمكن ان يحافظ على البيئة.
الفصل الرابع يناقش ارتباط الرأسمالية بالوقود الاحفوري. يتحدث هنا الكاتب حول ان الوقود الاحفوري أصبح ذا اهميه قصوى في النظام الرأسمالي فحاليا نجد ان الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على الوقود الاحفوري بنسبه ٨٠٪ كمصدر للطاقة. كما نجد ان شركات الوقود الاحفوري هي من اقوى واغنى الشركات حول العالم مثال شركه ب ب ارباحها في عام ٢٠٢١ وصلت الى ٨٬٥ بليون وتقدر اصولها ب ٢٨٧ بليون. هذه القيمة الكبيرة لشركات الوقود الاحفوري توضح دورها المحوري الكبير في النظام الرأسمالي. عندما بدأت الصناعة كانت في شكل ورش عمل صغيره مملوكه لأفراد وكانت موزعه في اغلب المناطق بالذات الريف. ولكن مع بداية الثورة الصناعية حدثت نقله كبيره في نظام التصنيع فبدلا من الورش الصغيرة اصبحت هنالك مصانع ضخمه بها عدد كبير من العمال، قد احتاجت هذه المصانع لوسائل الطاقة التي كانت تعتمد على طاقة المياه او الرياح، ولكن هذه المصادر مصادر محدودة وانتاجها للطاقة متذبذب. لذلك مع تطور الصناعة اصبحت تعتمد أكثر على الوقود الاحفوري ابتداء من الفحم انتهاء بالبترول. ومن الاسباب التي ادت الى الانتقال للوقود الاحفوري هو امكانيه وسهوله نقل الوقود الاحفوري مقارنه بمصادر الطاقة السابقة الرياح والمياه. كما نجد ان هذه المصادر متوفرة أكثر في الريف، ولكن الصناعات الحديثة تكون في مراكز المدن. لذلك ومنذ القرن التاسع عشر فان العملية الصناعية اعتمدت بشكل كامل على الوقود الاحفوري. كما لا ننسى ان الوقود الاحفوري قد ساهم بقدر كبير من تمكين الدول الرأسمالية من استعمار دول الجنوب، حيث ساهم في بناء جيوش المستعمر كما كان الوسيلة التي استخدمت لنقل الجنود والمعدات الحربية سواء عن طريق السفن او السكك الحديدية.
الباب الخامس يناقش قضية الدولة في ظل النظام الرأسمالي. حيث ان النظام الرأسمالي هو نظام يقوم على الاستغلال حيث تقوم مجموعه صغيره من المواطنين باستغلال الغالبية. وهذه الطبقة المسيطرة لابد لها من حماية نفسها لذلك تبني الدولة الرأسمالية عدد من الأنظمة والمؤسسات منها البوليس والجيش ونظام المحاكم والسجون، على ان تقوم هذه الأنظمة على حماية الطبقة المسيطرة، رغم انها ظاهريا تظهر كمؤسسات محايده. تاريخيا في المجتمعات البدائية حيث كان يعتمد الانسان في غذائه على الطبيعة، كانت هذه المجتمعات مشاعيه، العمل بينها يتم بالتساوي كما يتم تقسيم الموارد بالتساوي بين الافراد بدون اي تمييز، لذلك هذه المجتمعات لم تكن بحوجه لنظام الدولة، ولكن مع التطور المجتمع وظهور الزراعة وظهور الفائض بدأت فئة معينه من المجتمع تستولي على فائض الانتاج لذلك اصبحت هذه الفئة تحتاج للحماية من باقي افراد المجتمع، وبذلك ظهر شكل الدولة لتقوم بحمايه الطبقة المسيطرة من هجوم المستغلين من المجتمع والذين يمثلون الغالبية. ظاهريا الدولة هي جسم محايد يقف مسافة واحده من الجميع حيث ان الجميع سواسيه امام القانون وللجميع الحق في الاقتراع في الانتخابات ولكل شخص صوت واحد فقط، ولكن في حقيقة الامر ان الدولة ليست محايده انما تعمل باستمرار لمصلحه الطبقة المسيطرة وضد مصالح الغالبية. رغم انه في الدولة الحديثة يوجد نظام تعليم ونظام صحي ونظام رعاية اجتماعيه، ولكن نظره عميقه لهذه الأنظمة توضح ان النظام التعليم ما هو الا وسيله لتوفير الايدي العاملة التي تخدم النظام الرأسمالي والنظام الصحي يبقي على هذه الايدي العاملة بصحه لتنتج أكثر ونظام الرعاية الاجتماعية هو نظام لتوفير زمن أكثر للطبقة العاملة ليتم استغلالها. رغم ان القانون يطبق على الجميع، ولكن في الحقيقة الاغنياء فقط هم الذين يستطيعون الحصول على محامين اكفاء للدفاع عنهم في حين الفقراء قد تطبق عليهم الاحكام فقط لأنهم لا يملكون من يمثلهم. ورغم ان التصويت والانتخابات يعطي الحق لاختيار اعضاء في البرلمان، ولكن الجماهير ليس لها الحق في اختيار غالبيه الذين يعملون في الدولة من البوليس والقضاء وموظفين الدولة وتقع على هؤلاء مسؤوليه العديد من القرارات التي لها الاثر الاكبر على الجماهير التي ليس لها الحق في اختيارهم. ويبقى السؤال هل يمكن اصلاح منظمه الدولة في ظل النظام الديمقراطي الرأسمالي؟ هنالك الكثيرين الذين يؤمنون بإمكانيه اصلاح النظام عبر الفوز بالانتخابات والحصول على مقاعد في البرلمان لصالح الاشتراكيين او الخضر، ولكن بنظره فاحصه نجد انه حتى عندما يفوز حزب اشتراكي او حزب يدعو للحفاظ على البيئة على مقاعد غالبيه في البرلمان فانه لا يتمكن من تحقيق نجاحات او اختراقات واضحة للنظام وذلك لسبب اساسي في انه يحاول اصلاح النظام من الداخل. فهذه المجموعات تجد معارضه كبيره من النظام القائم لذلك تضطر للمساومة وفي العديد من الحالات التنازل عن اهدافها وهنالك امثله عديده هنا وهناك. لذلك يمكن ان نخلص عن منظومه الدولة لا يمكن ان تكون محايده او ديمقراطية او معبره على الأغلبية في ظل النظام الرأسمالي ولا يمكن ان تكون عادله الا في نظام اشتراكي تكون فيه السيطرة للغالبية وليس للأقلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل حلت الحتمية المناخية محل الحتمية الاقتصادية
منير كريم ( 2023 / 8 / 22 - 16:28 )
تحية للاستاذة المحترمة رانيةعبيد احمد
قيل ذات يوم ان الاشتراكية تنتج حتميا من تطور قوى الانتاج
وجاءت الاشتراكية ودامت بالقوة مدة قرن او اكثر ثم فشلت لانها لم تحقق مجتمع الكفاية والحرية
والا ن في الكتاب الذي تستعرضين ان الاشتراكية تاتي كحتمية مناخية
الا زلتم تصدقون هذه التخمينات والفرضيات التي لا اثبات عليها
تلوث البيئة ناتج عن المجتمعات الصناعية خاصة الكثيرة السكان سواء كانت راسمالية او اشتراكية او متخلفة
اما عن الفناء فالفناء حصل داخل المجتمعات الشيوعية بالمجاعات والابادات الجماعية ويكفي ان تتذكري حادثة تشورنوفل في الاتحاد السوفيتي السابق
وكل الازدهار حصل في البلدان الراسمالية الديمقراطية
لا تدعوا هؤلاء يغشونكم مرة اخرى ولتكن ذاكرتكم طويلة
شكرا لك

اخر الافلام

.. نتنياهو يحدد طبيعة رد إسرائيل.. هل تقترب ساعة الانتقام من إي


.. السلطات اللبنانية: مليون ومئتي ألف شخص نزحوا والأزمة تزداد ب




.. المنتخب التونسي يبحث عن فوز أمام منتخب جزر القمر لضمان التأه


.. والدة الطفل يوسف -شعره كيرلي-.. ترثيه بعد مرور عام على مقتله




.. حرب لبنان.. مليون و200 ألف نازح و إخلاء 129 قرية جنوبا