الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحامي المغرور الذي لا يعشق الظهور

كريمة مكي

2023 / 8 / 22
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يخدعون كلّ النّاس أوّل الأمر ثمّ ما تلبث عوراتهم في الظهور أمامنا شيئا فشيئا...
و يبقى الواحد منّا ما بين مشكّك فيهم و شاكٍّ في نفسه...إلى أن تظهر حقيقتهم بفضيحة بل فضائح على الملأ...فتكون الخيبة للطّرفين : لِمن صدّقَ مُغمض العين و القلب و لِمن تزيّن طويلا و علينا كَذبْ!!
قرأتُ البارحة في جريدة ʺالصريحʺ تصريح لأحدهم...و هو أبرز من يُمثل هذه الطّينة من البشر التي تخوض في كلّ الشّؤون و تأكل من على كلّ الموائد و تُطاول بأحلامها الواهنة عنان السّماء.
هو محامي يُحب أن يكون مشهور و من أوّل النّجوم في الراديو و التلفزيون...
عرفناه قبل الثورة بقليل و كان يتحدّث باندفاع و بطلاقة عن حقوق النّاس المظلومة في التلفزة الوطنية في وقت كان فيه التلفزيون الرسمي مِلك المستشارين المُتشدّدين للرّئيسʺ بن عليʺ و لم نكن ندري، و نحن المبهورين، أنّ البرنامج بمن فيه كان بإيعاز منهم هم بالذات... لإطفاء غضب النّاس الممنوعة وقتها من التّعبير.
فَهِمنا ذلك متأخرا و بالتحديد بعد الثورة حين كثرت القنوات و المصادح و أتخمتنا حرّية التعبير حتّى صِرنا نتمنّى يوما من الراحة السّمعية كما كان العهد أيّام ʺالزّينʺ !!
الآن و بعد سِنين ثبت لنا أنّه رَحِمَهُ الله لم يكن مخطئا تماما لا بل لم يكن مُخطئا بالمرّة حين أغلق قنوات التعبير في وجه المعارضين الزئبقيين الذين يميلون حيث الرّيح تميل...
أعود للمحامي الذي يشتري الظهور بالمجّان في كلّ القضايا المُثيرة و لو على حساب العُرف و الأخلاق و القانون!!
عُودوا لتاريخه منذ الثورة فقط، و دَعُوا ما قبلها للتّاريخ...ستجدونه مُدافعا شرسا عن المشاهير المتّهمين بتقويض العادات المجتمعية و الأواصر الأسرية و غيرهم من مروّجي المُهلِكات بين الشباب و آخرهم ذلك المغنّي الذي تعرفون. ستجدونه في الصورة معه وهو رافعا لشارة النصر و عوض أن يقول ʺموكِّلي المتّهم بريءʺ يقول ʺ ربِحنا القضيّةʺ!!
أصلح الله قضاؤنا حتى لا يربحها هذا المحامي المتلاعب بالرأي العام فيقول لنا و لزبائنه القادمينʺ ربحنا القضيةʺ و القضية ما تزال بعد منشورة لدى القضاء!
لو ربحها في طورها القادم فانّي سأكون أوّل المُترحمين على جهاز القضاء في تونس اليوم!
القضاء و ما أدراك ما القضاء: هذه الأمانة العظيمة و هذا الجهاز القوي و المُرعب الذي عانى طويلا من خوفه المزمن من النطق بالحق و طمعه الكريه في المُغريات الزائلة...ألا فادعوا الله معي أن يشفيه،
و إني لصِرتُ من المتفائلين هذه الأيام و أنا أراه ينهض بثقة و تؤدة من سرير الإنعاش بعد أن دبّت فيه روح الحق و القانون لكي لا يحكم، مستقبلا، إلاّ بالقانون و الحق.
أعود لتصريح هذا المحسوب على الإعلام و المحاماة الذي كتب البارحة يندّد، في تعميم مقصود، بكل الذين يتباهون، في الفيسبوك، على الناس بصورهم في أسفارهم.
يقول لعَلّه يلقَى أنصارا من المُكتوين بنار الغلاء في أرض الوطن :ʺ إنهم يتبجّحون علينا بأموالهم...فهذا في روما في مطعم، و ذاك في باريس بجانب أحد معالمها و الأخرى في برشلونة ....ʺ
و لأنه لم يتحمّل رؤيتهم و هم في أسفارهم ضاحكين و مرِحين، فإن هذا السيد العاقل المتّزن الذي لا يفعل أفعالهم و لكنّه يتابع أخبارهم في كل وقت و حين و بدقّة من لا نظنّه يُشرف على أكبر مكتب محاماة في تونس كما يروّج دوما لمكتبه، فانه يقول لهم باستهزاء ركيك في ما معناه:ʺ حسنا...لقد عرفنا أنكم تملكون الثروات فتمتّعوا بها بعيدا عنّا و كفّوا عن التفزعيكʺ و هذه الكلمة الأخيرة هي من الدّارجة التونسية و تعني حبّ الظهور و المغالاة فيه.
و لكني أتساءل هنا : و من الذي أجبره يا ترى على متابعتهم و التثبت في صورهم و أماكن سفرهم؟؟؟
أنا أعرف أنه لا يتابعهم إلا من يتمنى أن يكون مثلهم و خانته الإمكانيات أو الخوف الدفين من حسد الحساد و مصالح الضرائب...
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين