الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجن شابة لقيامها بعمليّة إجهاض – سابقة خطيرة ... و الحاجة الآن إلى الثورة

شادي الشماوي

2023 / 8 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جريدة " الثورة " عدد 814 ، 7 أوت 2023
https://revcom.us/en/young-woman-imprisoned-having-abortion-dangerous-precedent-need-now-revolution

في 20 جويلية ، صدر حكم ضد سلست برخاس – شابة متّهمة بالقيام بعمليّة إجهاض غير قانونيّة عندما كان سنّها 17 سنة – بالسجن لمدّة تسعين يوما . تمّت إدانتها ل " إزالة و إخفاء أو التخلّى عن جسد إنسانيّ ميّت " . و إتّهمت أمّها ، جاسيكا برخاس، أيضا بتهمة إقتراف جريمة " إجراء إجهاض بعد العشرين أسبوعا " . و تنتظر جاسيكا صدور الحكم و قد تواجه سجنا لمدّة سنوات خمس . و في الوقت نفسه ، مُنعت عمليّات الإجهاض في نبرسكا بعد الحمل لمدّة عشرين أسبوعا . و الآن صارت ممنوعة بعد 12 أسبوعا .
عندما إكتشفت سلست أنّها حامل ، تملّكها الذعر . كانت في علاقة سيئة و لم تكن ترغب في إنجاب طفل . فتوجّهت إلى أمّها بحثا عن المساعدة و معا وجدتا طريقا لطلب أدوية حبوب الإجهاض عبر البريد . و إستغرق الحصول على الحبوب أسابيعا و عقب تناول الحبوب ، أفشلت حملا لأحوالي 29 أسبوعا . مرعوبتان و شاعرتان بفقدان أيّ مخرج آخر ، قامتا بحرق البقايا و دفنها .
و وجد القاضيّ أنّ سلست و أمّها مذنبتان ، على الأقلّ جزئيّا ، إستنادا إلى نظرة لاعلمية و مناهضة للمرأة . فأثناء المحاكمة، رفض تسمية الجنين بالجنين و إستخدم مفردة " طفل " . و عندما أعلن الحكم ، قال : " ما قمت به بشأن بقيا ذلك الطفل كان خاطئا . إنّه قرار خاطئ يخصّ حياة إنسان، أو على الأقلّ حياة كانت تعيش داخلك في وقت ما " . و بهذا المنطق الخطير، النساء – و هنّ بشر تماما – تقلّصن بموجب القانون إلى مجرّد محاضن / آلات تفريخ .
و قد أرست القضيّة سابقة خطيرة للتجسّس على النساء المتّهمات بالقيام بعمليّات إجهاض . لقد حصل رجال الشرطة على مسوّغ للبحث في الرسائل الخاصة المتبادلة بين سلست وأمّها على الفايسبوك أين ناقشتا الحصول على حبوب الإجهاض.
فكّروا في الخوف الذى إعترى سلست – خوف من شيء ينمو داخلها تعرف أنّها لا تستطيع العناية به وهي لا ترغب في العناية به . و فكّروا في الإرتياح الذى شعُرت به بالحديث مع أمّها و التعويل عليها . و فكّروا في وحشيّة الدولة التي تجرّم هذه الشابة لإتّخاذها قرارا يخصّ جسدها الخاص و حياتها و مستقبلها ؛ و تجريم أمّها لتقديمها يد المساعدة و العون لإبنتها.
و ضاعفوا هذا الرعب آلاف و ملايين المرّات عبر هذه البلاد .
من العسير نعت كيف أنّ عدد أكبر من النساء يحصلن على أطفال منذ الإنقلاب على حقّ الإجهاض ، لكن دراسة أجريت في التكساس ، الولاية التي منعت الإجهاض بعد مضيّ أسابيع ستّة و ذلك منذ 2021 ، سجلّت ما يناهز العشرة آلاف ولادة إضافيّة مقارنة بما كان متوقّعا دون هذه التحديدات المشدّدة على الإجهاض ، و كن ذلك فقط في التسعة أشهر من سنة 2022. عشرة آلاف امرأة شابة تعيش تحت رعب إستيلاء شيء لم تخترنه على جسدهنّ . نساء مدفوعات أكثر نحو الفقر و مرتبطات بصفة مستمرّة أكثر بشركاء سيّئين . نساء بمخطّطات حياة و أحلام – الإلتحاق بالمعهد و تعلّم الموسيقى و إنتاجها ، و الخروج و إكتشاف من هنّ ... جميعهنّ يصطدمن بجدار لا يهمّ ما يقدرون على البحث عنه ، أجبرتهنّ الدولة الآن على أن تكنّ أمّهات . لنكون واضحين ، إنجاب طفل يمكن أن يكون شيئا جميلا و مصدر غبطة – إذا إخترنا ذلك . لكن إجبارنا على هذا – من قبل الدولة – إستعباد للإناث .
اللاأخلاقيّة الغبيّة ل " حبوب الإجهاض إلى الأبد " :
عندما صار من الواضح أنّ قانو رو مقابل وايد – الحقّ القومي في الإجهاض – كان يكاد يتمّ الإنقلاب عليه ، الكثيرون من " الحركة الموالية للإختيار " قلّلوا من أهمّية منتهى تأثير هذا بالمحاججة بأنّنا سنتمكّن من التعويل على الحصول على أدوية الإجهاض من خلال شبكات سرّية . و تقدّموا بشعارات مثل " إلى الجحيم المحكمة العليا – سنقوم بعمليّا الإجهاض إلى الأبد . لن يوقفوننا أبدا . إلى الجحيم هؤلاء الأغبياء " إنّ هذا الصنف من الإنتصاريّة الفارغة سيكون مصدرا للضحك لو لم يكن مميتا جدّا .
لقد حاججوا بأنّهم سيشيّدون " نظاما عمليّا للمساندة ، نظام ترقيع للحصول على الأدوية بغضذ النظر عن الجانب القانوني " و فتحوا مواقع أنترنت و شبكات هواتف للناس ليحصلوا على أدوية الإجهاض دون المرور بمصحّات الإجهاض .
لقد كان هذا عملا غبيّا و لاأخلاقيّا . أوّلا و قبل كلّ شيء ، ماذا عن عديد و عديد النساء في السجون و في مراكز إعتقال المهاجرين و هن محرومات من الأنترنت و الهواتف ؟ و ماذا عن النساء المشرّدات اللواتي ليس لهنّ عنوان ألكتروني قار لتلقّى دواء الإجهاض ؟
إضافة إلى قضيّة التكساس التي كان بوسعها أن تمنع قانونيّا و بشكل كلّي أدوية الإجهاض ، هذه القضيّة في نبرسكا نذير ( علامة عن ما هو قادم من الأشياء ) عن كيف يتحرّك الفاشيّون لتجريم الإجهاض و سجن النساء و من يساعدونهنّ . حجّة أنّه ليس علينا أن نخشى على القتال من أجل الإجهاض ليبقى قانونيّا على النطاق الفدرالي كانت – و تظلّ – حجّة إستسلام. إنّها حجّة العمل ضمن حدود الهزيمة و محاولة نحت فضاءات آمنة مراوغة بينما الطاغوت الفاشيّ الأوسع ينتشر . و إنّه لمظهر جبن أن نرفض المواجهة العمليّة لهذا .
ضرر التفكير في أنّك " آمن " :
لم يوجد تقريبا أيّ غضب و إحتجاج بشأن هذه القضيّة في نبرسكا لأنّ معظم الناس يحاولون تجاهل ما يحدث . و قد يحاجج البعض حتّى إذا كنت تعيش في ولاية أين الإجهاض قانوني ، أنت بخير . و لو لم يقولوا ذلك بصوت عال ، وراء هذا التفكير تكمن السلبيّة الهائلة .
و ينطوى هذا على ثلاثة مشاكل :
أوّلا ، هذا لاأخلاقيّ بعمق . إذا كانت أيّة امرأة تتعرّض للإخضاع و العار و الإهانة – فهذا يؤثّر على كافة النساء و كافة المجتمع . زمن الميز العنصريّ / الأبارتايد في جنوب أفريقيا ، حيث كان السود في جنوب أفريقيا يتعرّضون للتمييز العنيف ضدّهم و كانوا تحت المراقبة و تحكّم الشرطة ، أنشد الإخوة نيفيل عن حقّ " إنّه دمى الذى يراق هناك " . و هذه الروح و هذا التصميم نحن في حاجة إليهما الآن .
ثانيا ، الآن بالذات ، الهجمات على مقدّمي خدمات الإجهاض و المصحّات في الولايات أين الإجهاض قانوني في تصاعد . ورد في تقرير حديث للفدراليّة القوميّة للإجهاض ( NAF ) أنّ الهجمات تفاقمت بنسبة مائتين بالمائة . و يشمل هذا تزايدا في الحرائق و ملاحقة مقدّمي خدمات الإجهاض و السرقات و التهديد بالموت و الهجمات ضد المصحّات . و صرّحت مليسا فولار من الفدراليّة القوميّة للإجهاض : " المعلومات دليل على ما نعلم أنه صحيح : المتطرّفون المعادون للإجهاض تلقّوا تشجيعا بقرار المحكمة العليا الإنقلاب على قانون رو مقابل وايد و سلسلة منع الإجهاض التي تبعت ذلك القرار . و بما أنّ المصحّات أغلقت في الولايات التي مُنع فيها الإجهاض ، ببساطة تحوّل تركيز التطرّفين إلى الولايات حيث ظلّ الإجهاض قانونيّا و محميّا ..."
و ختاما ، لم تكتف الحركات الفاشيّة – و لن تكتفي – بتلفيق بعض الولايات تمنع الإجهاض و أخرى تسمح به . إنّها تتحرّك بلا هوادة نحو جعل الإجهاض لاقانوني على الصعيد القومي . و في الولايات حيث الإجهاض بعدُ ممنوع على نطاق واسع ، تبحث عن التشديد من هذا المنع . وهي تمرّر قوانينا لتجريم مقدّمي خدمات الإجهاض و عقابهم ، هم و الأصدقاء المساندين و الأسرة ، و النساء الحوامل اللواتي تحاولن الحصول على الإجهاض . و قد صرّحت بنيّتها تمرير قانون منع فدرالي للإجهاض . و أكثر هذه القوانين " المستأنس " بها سيكون قانون 15 أسبوعا لكن البعض يؤكّد على أن يكون ذلك المنع بستّة أسابيع – قبل أن تعلم حتّى معظم النساء أنّهم حوامل .
لنكسر القيود ! و لنطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة :
هؤلاء الفاشيّين – بملايين المجرمين المسلّحين بقدرات رسميّة و غير رسميّة وصولا إلى أعلى مستويات الحكم – يتحرّكون بسرعة نحو إرساء حكم تيوقراطي شامل من خلال تفوّق البيض المفضوح و دفع المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا إلى خارج المجال العام و التبعيّة التامة للنساء . و جعل الإجهاض غير قانونيّ مثبّت كبير لذلك .
و بينما يمضى الفاشيّون نحو أهدافهم ، تركّز " الحركة الموالية للإختيار " التي يقودها الحزب الديمقاطي على القتال ولاية ولاية ، معوّلة على القضايا في المحاكم و موجّهة الناس تماما إلى الإعداد للإنتخابات و التعويل عليها . و كلّ هذا فيما تقلّل من الخطر الذى نواجهه و تحاول التمسّك بيأس بما كانت عليه معايير النظام البطرياركي .
لكن هذه ليست الخيارات الوحيدة أمامنا ! ما نحتاجه – وهو أكثر إمكانيّة الآن – هو ثورة للإطاحة بهذا النظام منشأة جتمعا إشتراكيّا ، " طريقة حياة جديدة تماما ، نظام مختلف جوهريّا " .
و هذا الإنقسام المحتدّ بين السلطات الحاكمة و عبر المجتمع لا يمكن التوفيق بينه – وهو يتّجه نحو المواجهة . يقول إعلان " نحن الشيوعيّون الثوريّون " :
" والآن يتشكّل أمامنا مستقبلان متعارضان جوهريّا : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا . و تبرز هذه الحقيقة بأكثر قوّة من أيّ وقت مضى : على أي مستقبل سنحصل يرتهن بدرجة كبيرة بما سنقوم به . "
إذا لم نرد رؤية مجتمع أين تقلّص النساء إلى مربّيات و محاضن – الآن آن الأوان للإستيقاظ و القتال . ل " نلعن و نطالب ب : ضرورة القضاء على و تفكيك النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم و مؤسّسات الحكم في هذه البلاد – و تعويضها بنظام جديد إشتراكي يستند إلى " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " .
و هذا الإعلان من الشيوعيّين الثوريّين يوضّح أنّ :
" في المجتع الإشتراكي الجديد ، القضاء على كلّ الإنقسامات الإضطهاديّة التي ميّزت المجتمع القديم – بما فيها الإضطهاد القائم على العنصر و الجنس و الجندر – ستكون هدفا جوهريّا و على راس الأولويّات . "
لنكفّ عن التمسّك بيأس بأوهامن أنّ هؤلاء الفاشيّين سيضمحلّون بصورة ما و أنّنا سنكون على ما يرام في " ولاية زرقاء " بينما ملايين النساء و الفتيات تعانين و ذات الأرضيّة التي نقف عليها تتمزّق . لنكفّ عن خفض أنظارنا و الشعور بالهزيمة على يد الديناصورات من عصور الظلمات الكارهة للمرأة و التي ترى النساء كلا شيء عدا آلات لصناعة الأطفال . لنكفّ عن كضم و ترويض غضبنا ، محوّلينه إلى الداخل ، ما يولّد الإحباط و الخوف ، في حين أنّ الكابوس يشتدّ كلّ يوم .
لتلتحقوا بالشيوعيّين الثوريّين – القوة من أجل ثورة فعليّة – من النساء و الرجال و أناس من جندلر مختلف ، تقاتل من أجل عالم جديد تماما . إلتحقوا بالمصمّمين على التصدّى لهؤلاء الفاشيّين ، و هم يفعلون ذلك كجزء من التنظّم من أجل ثورة تُطيح بهذا النظام الذى ولّد هؤلاء الفاشيّين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ