الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان مساندة لحركة المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا LGBTQ - آتاش / الشعلة ، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )

شادي الشماوي

2023 / 8 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ملاحظة ناشر موقع revcom.us : هذا بيان من ىتاش / الشعلة ، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ
- الماوي ) عدد 139 مؤرّخ في 16 جوان 2023 و قد نُشر على موقع الحزب على الأنترنت https://cpimlm.org
و قد ترجمه من الفارسيّة إلى الأنجليزيّة متطوّعون من موقع revcom.us و الملاحظات التوضيحيّة وضعت بين معقّفين.
-----------------------------------------------
نظرا لكون مجموعات المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا تشمل أناسا و جماعات تعبيرهم الجندري أو توجّههم الجنسيّ في إختلاف مع القوالب الجاهزة السائدة و المحدّدة للجندر أو النشاط الجنسيّ - ذكر / انثى ، متغاير جنسيّا / مثليّ جنسيّا -كان يعتقد أنّهم يحتلّون موقعا خاصا في المجتمع الطبقي : من جهة ، إتبرتهم الطبقات الحاكمة تهديدا لضوابط المجتمع و من الجهة الأخرى ،كانت نضالاتهم من اجل الإعتراف بوجودهم تحمل إمكانيّة المضيّ أبعد من ذلك . يجب ان تصبح نضالاتهم نضالات لتجاوز المجتمع الطبقي .
و مع ظهور الملكيّة الخاصة و نشوء العائلة البطرياركيّة / الأبويّة ، صارت العلاقات بين الجنسين تلعب دورا أهمّ من الأشكال الأخرى من الجنسانيّة و صارت الشكل المهيمن للعلاقات الجنسيّة – ليس فحسب لكون التوالد يحدث عبر ممارسة جنسيّة بين الجنسين ، بل كذلك لأنّ مساءلة اتحكّم في جسد المرأة و نشاطها الجنسيّ يمثّل تحدّيا لهذا النظام البطرياركي .
منذ ظهور الملكيّة الخاصة لوسائل الإنتاج و الإختلافات الطبقيّة ( قبل بضعة آلاف من السنوات ) خُتمت ليس العلاقات الجنسيّة بين الرجال و النساء فحسب بل كافة العلاقات الجنسيّة بما فيها العلاقات المثليّة بختم البطرياركيّة الإضطهادية . و لأنّ العلاقات بين البشر في المجتمع البرجوازي تعكس بصفة واسعة و تهيمن عليها إيديولوجيا تفوّق الذكور و " الحقّ الذكوريّ " ، أضحى إطار البطرياركيّة مندمجا تماما مع النظام الرأسمالي الإمبريالي . إنّه يتخلّل كلّ العلاقات الحميميّة الإجتماعيّة و الجنسيّة ، و السلوك الذى يمضى ضد الضوابط السائدة أو لا يدافع عن الإخضاع افجتماعي للنساء لا يمكن القبول به .
و اليوم ، مع نموّ الحركات الفاشيّة و صعود الأحزاب الفاشيّة ، حول العالم ، نشاهد إحتداما للهجمات المنهجيّة و المنظّمة على النساء و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا . و يتّخذ إشتداد هذه الهجمات شكل منع حقّ الإجهاض و في حال المثليّين و المتحولين و المزدوجين جنسيّا ، يهاجم أيّ شكل من أشكال التعبير الذاتي . و هذه الهجمات على النساء و على المثليّين و المتحوّلين و المزدةوجين جنسيّا ليست أحداثا عرضيّة بل هي جزء من برنامج و بيان لكتلة من الطبقة الحاكمة الرأسماليّة أسسها مبنيّة في التفوّق الذكوري لمتغاير الجنس ، و تعزيز الأدوار الجندريّة التقليديّة و العائلة البطرياركيّة .
و قاعدتهم الإجتماعيّة تدلّ بصورة خاطئة على أنّ إنتشار البطالة و الفقر و الحروب التي لا نهاية لها هي نتيجة تحدّى الضوابط العائليّة الدينيّة التقليديّة من طرف النساء المستقلاّت و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا . أجل ، يجب تحدّى ضوابط العائلة الدينيّة التقليديّة لأنّها أساسيّة للعلاقات المتغطرسة الذكورية / البطرياركيّة . و مع ذلك ، مصير جميع المشاكل التي تقع في أحابيلها الإنسانيّة هو سير النظام الرأسمالي – الإمبرياليّ فالبطرياركيّة و العنصريّة متداخلتين مع مصنعه الاجتماعي و لهذا يمكن للفاشيّين إستخدام ذلك لإنشاء حركة رجعيّة . و هم مصممون على الحفاظ على النظام القائم الرأسمالي – الإمبريالي المتجذّر في التفكير الفتوّقي و التديّن القروسطي المعادي للنساء .
يتعيّن على الجميع أن يعرفوا و أن يعوا أنّ هذه الهجمات جزء من محاولة جادة لتركيز نظام فاشيّ دينيّ في العالم بهدف الحفاظ على هيمنة النظام الرأسمالي – الإمبرياليّ للإضطهاد و الإستغلال . و هذه القوّة الفاشيّة ظهرت من رحم الديمقراطيّات الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، و ليس من خارجها ، و هذا الأمر يجب أن يحذّر الذين لهم أوهام جنونيّة عن الطبيعة " التقدّميّة " و سير الديمقراطيّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة .
و مع ذلك ، نتيجة نضالاتهم ، النساء و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا حقّقوا مكاسبا حقيقيّة في بضعة العقود الماضية فالحكومات الرأسماليّة – الإمبرياليّة إضطرّت إلى تقديم تنازلات تؤثّر على بعض الفئات . و الآن ، تتعرّض هذه المكاسب إلى هجمات منظّمة و تسحب منهم المكسب تلو الآخر . إنّ الهجمات ضد النساء و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا حول العالم علامة وضع في أقصاه أوجدته الرأسماليّة – الإمبريليّة أمام الإنسانيّة . و اليوم ، على كافة لجبهات ، يواجه النظام الرأسمالي إكراهات لا يمكن التعاطي معها إلاّ بوسائل راديكاليّة . لهذا ،عند هذه اللحظة التاريخيّة ، تواجه الإنسانيّة خيارا حيويّا : إمّا حلّ راديكالي ثوري سيحطّم البطرياركيّة و المجتمع الطبقي ، أو حلّ راديكالي رجعيّ سيعمّق عبوديّة النساء و إقصاء و نبذ المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا .
من المهمّ النظر علميّا إلى ما يحدث في كلّ بلد من بلدان العالم ، و في علاقة بكلّ ظلم . تبيّن الأدلّة ليس مجرّد أنّ " الرأسماليّة سيّئة ، و الإمبرياليّة سيّئة ، و الإشتراكيّة جيّدة ! " فالأمر " ليس مجرّد أنّ التناقضات الإجتماعيّة أضحت محتدمة ! " المشكل هو أنّ الإنسانيّة تقف على مفترق طرق .
و الديناميكيّة المحرّكة للنظام الرأسمالي الإمبريالي قد غيّرت دراماتيكيّا العالم ، حتّى مقارنة بعقد سابق من الزمن . و قد أدّى هذا إلى إستنتاج أنّه في هذه اللحظة من التاريخ ، نقف في ظرف حيويّ و لدينا طريقان لا غير مفتوحان أمام الإنسانيّة: إمّا مستقبل أكثر فظاعة أو مستقبل تحريريّ حقّا ! (1) لا يمكن فهم و لا حدث كبير في العالم – من الحروب المدمّرة إلى تحطيم البيئة ، إلى صعود الحركات الفاشيّة – دون هذا التحليل . فقط بإستعمال المقاربة العلميّة للشيوعيّة الجديدة يمكننا أن نفهم كيف حدث هذا ، ما فعلته القوّة المحرّكة للفوضى الرأسماليّة لحياة الإنسان و لكوكب الأرض . و فوق كلّ شيء ، يجب أن نستوعب واقع أنّه ، ضمن هذا الوضع السريع التطوّر و التفجّريّ ، هناك إمكانيّة ثورة فعليّة لوضع نهاية لكافة عذابات الإنسانيّة غير الضروريّة ،و للتصرّف إنطلاقا من ذلك .
في هذا الإطار ، هناك أهمّية خاصة لمزج تعيير المثليّين ( وهو مظهر من البطرياركية ) كجزء من نضالنا ضد البطرياركيّة بما هي جزء لا يتجزّأ من النظام الرأسمالي نفسه . و مجدّدا ، بهذا الفهم يجب على المرء أن يقاتل ضد النزعات التي تفكّر في أنّ هذا النوع من الإضطهاد يمكن أن يقع إجتثاثه ضمن إطار النظام القائم ، دون ثورة . و النضال المخاض دفاعا عن هذه الحقوق يُعدّ أيضا الأرضيّة لتكريسها من اليوم الأوّل في المجتمع المستقبلي . لهذا ، مشروع " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة لإيران " ( 2017) يؤكّد أنّ في الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة المستقبليّة : ما من نوع من السلوك الجنسيّ غير قانوني . و سيتمتّع المثليّون و المتحوّلون و المزدوجون جنسيّا بجميع الحقوق المدنيّة بما فيها حقّ الزواج القانوني و حقّ تبنّى الأطفال . و سيجرى قتال رهاب المثليّة و ثقافة إهانة توجّهات جنسيّة مختلفة ( ص 194).
حركة المثليّين جنسيّا يمكن أن تكون جزءا هاما من بناء حركة من أجل ثورة فعليّة – أي ثورة لتجاوز كافة العلاقات الاجتماعية الإضطهاديّة ،و لإلغاء كافة الإختلافات الطبقيّة في صفوف البشر ، لتغيير علاقات الإنتاج التي تولّد هذه الإختلافات الطبقيّة و اللامساواة الإجتماعيّة ، لتغيير العلاقات الإجتماعيّة بين البشر بغضّ النظر عن الجنس و الجندر أو التوجّه الجنسيّ ، و لتغيير كلّ الإيديولوجيّات و القيم المعادية للمثليّين و العنصريّة و البطرياركيّة التي تتماشى مع حاجيات و ممارسات و مبادئ النظام الرأسمالي و التي عزّزته . إنّ إضطهاد النساء و إضطهاد المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا متداخلين . كلاهما مركزيّان ليس للثورة الفعليّة فحسب بل في المجتمع الإشتراكي هما جزء من النضال حول التناقضات التي لم يقع حلّها و التي ستجعل من الممكن التقدّم بالإشتراكيّة نحو الشيوعيّة و إلغاء الطبقات و الدولة و كلّ أصناف الإضطهاد .
نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ، بينما ندافع عن نضالات مجموعات المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ، نقف بأنفسنا في مواجهة الهجمات الفاشيّة على هذا القسم من الناس و ندعو المثليّين و المتحوّلين و الزدوجين جنسيّا و هم يناضلون من أجل كلّ حقّ من حقوقهم الأساسيّة ، إلى القيام بذلك بهدف إستراتيجي هو الثورة و لا شيء أقلّ من ذلك !
يجرى الهجوم على المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا لكونهم كذلك غير أنّ هذا لا يعنى أنّه محكوم عليهم النضال ضد هذه الهجمات ضمن إطار سياسات الهويّة . ففي الواقع ، مثل هذا الإطار يقف حجر عثرة أمام بلوغ تحدّى الإمكانيّات الهائلة للنضال ضد النظام برمّته . سياسات الهوية و " اليقظة " تتجاهل الواقع الموضوعي و تركّز على " الأنا " بدلا ن القتال من أجل الجميع . و تبحث عن موقع في هرم السلطة ل " المهمّشين " بدلا من بناء نوع جديد من سلطة الدولة . و تمنع الأشخاص بدلا من الإطاحة بالنظام ؛ و تحجز المضطهَدين في " مساحات آمنة " بدلا من مدّهم بالجرأة على مواجهة الطبقة الحاكمة و قوانينها القمعيّة . و التركيز على قسم ضيق من لمثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ذوى الإمتيازات في البلدان الإمبرياليّة قد أفضى إلى بقاء حركة المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ضمن حدود النظام الرأسمالي – الإمبريالي البطرياركي ، فيما تمّ غضّ الطرف عن قسوة النظام عينه و قمعه البطرياركي و سحقه للمثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا حول العالم .
ليس أصحاب الإيديولوجيّات الفاشيذ وحدهم الذين يحاولون دفع الشيوعيّين الثوريّين خاج مسرح حركات متنوّعة بما فيها حركة حقوق المثليّين و المتحوذلين و المزدوجين جنسيّا . أولئك ذوو الإيديولوجيّات الأخرى ( اليقظة و فكر التقاطعات ) يقومون بالشيء نفسه . و النشطاء الثوريّون في حركات المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا يجب أن يقفوا بصلابة ضد كلّ هذا ، و أن يفتحوا الأبواب لإبلاغ الجماهير الحلّ الفعلي : الثورة الشيوعيّة ؛ تحرير الإنسانيّة حول العالم من آلاف السنوات من عبوديّة الأدوار الجنسيّة و الجندريّة الضيّقة سيتطلّب ثورة شيوعيّة ، لا شيء أقلّ من ذلك .
هامش البيان :
1. Bob Avakian, Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility Of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed: A Necessary Foundation, A Basic Roadmap For This Revolution, revcom.us, December 13, 2021.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني