الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث صور للتحولات

أمل سالم

2023 / 8 / 23
الادب والفن


-تجربة
أحس الكاتب الكبير الذي يجلس بين كتبه جل يومه بأن شيئا ما ينقصه؛ هو لا يقوم من مكتبه إلا لقضاء الحاجة أو للصلاة. صحيح أنه يعرف كما من المعلومات والحقائق التي لا يجاريه في معرفتها أحد، كما أنه متحدث لبق، يطلقون عليه المفوه؛ فهو لا يسكن الكلمات أثناء حديثه حتى لا ينشغل باللغة عن مجموعة الأفكار التي يطرحها كما يدعي كتّاب آخرون، كما أن أفكاره مرتبة ويقدمها متدرجة، لكنه اليوم أحس بشيء ما ينقصه. نهض من مكتبه، أغلق الباب خلف، ثم اتجه -ولأول مرة في حياته- إلى حانة.

-اعتراف
بعد أن قضى عمره كله تقريبا- قديسا- في تلقى اعتراف المذنبين من الرجال والنساء؛ إذ يأتي كل يوم آثم ليجلس على الكرسي الواقع على يمينه ويعترف، بينما حائل خشبي قائم بينهما ليس به سوى كوة صغيرة تسمح بمرور الأصوات. وعندما ضاقت به الحياة؛ إذ خلت من المعترفين، غادر كرسيه فجأة؛ ليجلس على كرسي الميمنة، لكنه افتقد ما يقوله عبر الكوة.

-حلم الفراشة
صغيرًا كنت أهوى الفراشات الملونة، المحنطة في "فاترينات" العرض؛ أنظر إليها كثيرًا، بكفي الصغير أنقر زجاج الدواليب المحفوظة فيها، تتّابع الطرقات، تعلو، تصبح كسيمفونية: "ضربات القدر"، يهتز الزجاج، يتتابع الطرق، يشتد كضجات كارل أورف في "كارمينا بورانا"، تنوّع أصابعي من عزفها كأنها على أصابع بيانو تدق.
مع كل نقرة كنت أتوقع طيرانها، أشاهد رفرفة أجنحتها الملونة، تزداد، أسمع أزيزها، فجأة تحلق! أحلق معها بيديّ، تأخذني، نطير، نحلق "حول المصباح –كما قال الشيخ- إلى الصباح" يا ألله! أنا فراشة أشاهدني وأنا معلق فارد يديّ جناحين، وحولي تموّج ملايين الألوان، أغوص، أطفو، أشهق إثر الألوان في رئتيّ. كان الشفق ينسج ألوانه من أجنحة الفراشات؛ فراشة فراشة تهبه ألوان جناحيها، يشكل منها قوس قزح بحجم سماء، ثم تسقط.. "يا ألله أيهما كنتُ، وأيهما كان الآخر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل