الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستشار -الفطن-... حسناً فعل

ماجد علاوي

2023 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


المستشار "الفطن"... حسناً فعل
"الغبي عدو نفسه"
22/8/2023

المستشار "الفطن" لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الأمنية أراد أن يكحلها... عماها، أراد أن ينفي التحشد الأمريكي في العراق، ولكنه ثبّت أن العراق بإدارة السلطة التنفيذية القائمة، هو المنطلق لاحتلال الأراضي السورية، حيث أكد في تصريحه(*): "يجري استبدال القطعات الأمريكية المتواجدة في سوريا وليس تحشيدها داخل العراق"... فبعد أن كنا نسمع ونقرأ بيانات سورية أو نقلا عن مشاهدات عن تحركات القوات الأمريكية المحتلة عبر الحدود العراقية، وبعد نفي الناطقين باسم الحكومة أو تجاهلهم لهذه التحركات، يخبرنا اليوم المستشار "الفطن" لرئيس مجلس الوزراء ويعترف على رؤوس الأشهاد بأن الدولة العراقية والأراضي العراقية هي منطلق للاحتلال الأمريكي لأراضي دولة عربية شقيقة، ومقر لقيادة هذا الاحتلال والتحشد والتموين العسكري لإدامته والطريق لنقل سرقاته. أي أن العراق يعترف بلسان هذا المستشار "الفطن" بمشاركته في هذا الاحتلال، ويتحمل، بكافة المعايير، كامل مسؤولية هذه المشاركة في احتلال أراضي دولة جارة شقيقة وما يترتب عليها، حاليا ومستقبلا، سواء داخليا من خلال مساءلة المشاركين في هذا القرار، أو خارجيا بتبعاته الدولية والمطالبة بالتعويضات عن الأضرار والسرقات للثروات السورية، خاصة إن جميع السرقات للنفط وللحبوب السورية جرت عبر الأراضي العراقية، مثلما هو حق مستقبلي للعراق في ظروف توازن دولي جديد أكثر عدالة، بمطالبة كل الدول المشاركة في الاحتلال الأمريكي غير الشرعي للعراق أو انطلقت قوات الاحتلال من أراضيها، بالأضرار والتعويضات عن الخراب الذي نزل بالعراق جراء ذلك الاحتلال، وبكارثة اليورانيوم المنضب الذي فتك وسيفتك بالإلاف من العراقين وبأجيالهم المستقبلية.
إن هذا إقرار من السلطة القائمة بلسان مستشارها "الفطن" بخرقها الفاضح للدستور [مادة 8: يرعى العراق مبدأ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النزاعات بالوسائل السلمية، ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية.] ولكل المعايير في العلاقات مع الأشقاء ودول الجوار، ولقرار المجلس النيابي، الذي صاغته أطراف الإطار التنسيقي عندما كانت خارج السلطة، بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
ويرد السؤال لكل النواب المتصدين للمخالفات الدستورية، هذا اعتراف من السلطة التنفيذية بخرقها للدستور في مادته الثامنة ولقرار المجلس النيابي بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي، أما من إجراءات للسلطة التشريعية إزاء ذلك، أما من لجوء إلى المحكمة الاتحادية للتثبيت القضائي لخرق السلطة التنفيذية للدستور بمادته الثامنة.
ويرد السؤال كذلك لكل الصامتين ممن يسمون أنفسهم شيوعيين ويساريين وديمقراطيين ومدنيين ووطنيين ومن كل الأطياف: لم هذا الصمت المريب على استعمال الأراضي العراقية منطلقا للعدوان وخنق وتجويع الشعب السوري وإدامة احتلال أراضيه وسرقة نفطه وحبوبه التي كانت سوريا مكتفية ذاتيا منها، وتهريبها عبر الأراضي العراقية. هل هذا جزاء احتضان سوريا لكم لعشرات السنين!! وإذا لم تجد قضية مواجهة هذا العدوان على شعب شقيق انطلاقا من الأراضي العراقية مكانا لها في القلب من كل سياساتكم وشعاراتكم وائتلافاتكم السياسية المعلنة، أليس ذكرها، ولو بشكل خجول، فيه بعض الاحترام لتاريخكم أو على الأقل من باب رفع العتب ورد لبعض الجميل!!
وأخيرا... أمننا بخير بمثل هذا المستشار الأمني "الفطن"!!

(*) https://www.alamssar.com/289822








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من