الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحلل مفاهيم العقل البشري ..الحمله المثيليه ...أنموذج

ليث الجادر

2023 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم تعد الانسانيه , لم يعد , البشر بكافة تلاوينهم الاجتماعيه ..يقفون عند حافة الهاويه التي كانت تدفع بهم الراسماليه نحوها ..بل البشريه الان انزلقت فعلا في اتون البربريه الجديده التي تضمحل فيها خطوط الفصل بين الانسنه وبين الحيوانيه ’ ’ هذه الحيوانيه التي غادرها الانسان منذ الالاف السنين وكان ما يزال في نشاط دؤوب وحرص على ادامة عزلته وانعتاقه منها..الى ان وقع اخيرا في كماشه النظام الاجتماعي الراسمالي ...ذاك الانعتاق لم يكن متاصلا في الانسان كدوافع غريزيه ولا هو نزعات وجدانيه متساميه بل كان نتيجه حتميه وافراز حتمي لطبيعة نشاطه في مجرى ادامة وجوده واعادة انتاج نوعه في اتجاهات متشابكه ومترابطه ولكنها تتمركز منطلقه من الكيفيه الخاصه لاداء نشاطه الاقتصادي ..فالخصيصه التي يحوزها جهده الانتاجي التي هي بالاضافة الى محاكاة الطبيعه تكون بالضروره - محوره - وليست - متأقلمه - كما هو الحال في عالم الحيوان ..هذه الخصيصه شملت كل مفرده وجوديه للانسان وادخلت كل واحده منها في علاقة جدليه معقده ...وبالتالي كان الانسان كائنا محور ومحور ( بضم الميم وفتح الحاء وفتح الواو, ضم الميم وفتح الحاء وكسر الواو !) ..فاعل ومفعول ...الانسان كمفهوم شامل قام خلال مسيرته التاريخيه وبشكل دوؤب بابتكار نفسه كموجود مستقل ومهيمن .....ومثلما حور الصخره لتكون مطرقه او منجل ومثلما حور ارض الغابه لتكون حقلا ومثلما حور مجر النهر ليكون قناة ..فان الانسان ايضا حور كل مفردات وجوده بما فيها من سلوكيات غرائزيه ..ونحن هنا وبقولنا الانسان انما نستخدمه مجازيا كاشاره لهذا التغيير الدوؤب , لان المحرك الجوهري لهذا الانفصال عن العالم الحيواني انما يعود سببه الى ماهية الجهد والنشاط الانتاجي الخاص بالانسان ..وعلى سبيل المثال فان غريزة الخوف كان تترجمها سلوكية الهرب في نمط الصيد , لتتحور وتتحول الى سلوكية التحصن لاحقا في عهد الزراعه والاستقرار ..ايضا في مرحلة الصيد والاقتناء كانت سلوكية اشباع الغريزه الجنسيه واعاده انتاج النوع تميل الى المشاعه بينما تحورت سلوكيتها في عهد الزراعه الى نوع من انواع الملكيه الخاصه التي اشترطتها مستلزمات الانتاج الزراعي !والتي تتمحور في شكلها النهائي بشرط التكوين الاسري ..هذا التكوين شهد اولى انواع السلطه الموضوعيه بعد ان كانت سلطه ذاتويه تعتمد على استجابة الذات بتطوعيه تامه ,هنا ظهرت السلطه الجينالوجيه ( الامومه ’ الابوه ) وكان هذا جوهر المبدأ العام الذي حكم البشريه في تصنيف الوظيفه الاجتماعيه تبعا لتصنيف الاحاديه الجنسيه (الذكر والانثى ) مع ان الكثير من الحقائق سواء التاريخيه منها او العلميه تقول بان سلوك الغريزه الجنسيه للانسان ليس نقيا بما يكفي لان تصنف غريزته بانها احاديه ..وبينما القانون البايلوجي قد فصل الانسان عن الكائنات الخنثيه – مزدوجة الوظيفه الجنسيه – امثال السلاحف البحريه الخضراء والضفادع وطير الكاردينال والافعى ذو الراس البرنزيه التي تتوالد عذريا بدون شريك ..فان جزء من البشر بقى وحسب الكثير من المؤشرات قريبا لممارسات وسلوكية قرد البونوبو والبجع الاسود ومعشر الاسود بذكوره واناثه ! ان هذا الجزء من الانسان , اعتبر على مر المراحل التاريخيه جزءا شاذ بكونه خارج نطاق قنونة الممارسه الجنسيه التي ابتكرها الانسان في مجرى تنقيته لها تحت شروط انعكاسات عمليته الانتاجيه وتداخلاتها ,انه حكم ليس بجائر بل انه العدالة والجق بذاتها ’ فما دام بقاء الانسان , ديمومه المجتمع ’ تعتمدان على نشاط الانتاج الذي بدوره كان مشروطا ومقيدا ومحكوما بقوة الجسد والمطاوله , سواء كان يمارس الصيد او يمتهن الرعي او الزراعه .وعلى مدار لحظات الزمن التاريخي كان بحاجه الى بأس وشده وعدوانيه ..فانه كان بحاجه مصيريه لان يحافظ على ذكوريته وان يتقن بشكل صارم عملية حفظ انعكاسات هرمون الذكوره المسؤول عن ذلك ’ وبالمقابل كان وبنفس درجة الحرص يوجه عنايته لادامة عملية انتاج نوعه التي لايمكن من ان تتم بوجه سليم ما لم تقنون ممارسة الجنس وفق مبدئها الاحادي الغيري ’ دام هذا الحال عشرات الاف السنين , حتى حل عصر الانتاج الصناعي الذي تغيرت فيه مفردات الشروط الانتاجيه وانعكاساتها ..وكان اعادة تنظيم اشباع الغريزه الجنسيه واحد من واجهات تخلخل التوازن القديم الذي بدى يعتري مجمل القيم والمفاهيم ..وكان كيان الاسره بما يتضمنه من مفاهيم ازليه قد بدى يتعرض لهجوم الحركه التغيريه باعتبار ان الاسره هي معقل القنونه الغريزيه ..المصانع الضخمه كانت بالمقابل تشهد ولادة الدعوه الى تحرير الجنس من قبضة الزواج ..وما هي فتره زمنيه قصيره حتى ظهرت على السطح ظوابط تنظم الجنس الحر بعد ان كان خطيئة مجرمه ..وبالتدريج ومع ظهور دوله الرفاه في مراكز السطوه الراسماليه بدء مفهوم الجنس الاحادي الغيري يتحلل ..لابل ان نمط الجنس المثيلي ذاته قد شهد تغيرا غير عقلاني وغير مبرر ..والا كيف تفهم قنونة ( زواج المثيلين ) ؟ انها مزاوجه لفظيه غريبه بين بنيتين وظيفيتين متناقضتين ! الا ان يكون فهمها بانها نسف لمعنى الزواج ومعنى الاسره وما يتشعب من هذا النسف من انعكاسات ..قد يكون من المعقول جدا حماية (المعاشره الجنسيه ) من طائلة القيم القديمه ..لكن من غير المعقول الابقاء على نصفها الميت ولصقه بما هو جديد ..ان هذا لهو معنى عميق يدلل الى محاوله تدمير كل اسس المنطق العقلي وما يتكور حولها من مفاهيم وقيم عامه ..وبالمعنى الفلسفي بامكاننا ان نؤشر الى ان المثليه الجنسيه بما هي ظاهره استثنائيه او طارئه خارج نطاق النمطيه السلوكيه الا انه لم تكون كذلك الا بكونها تعطيل لوظيفة الجنس الاجتماعيه ! و اذا كان الانتاج وتراكم الثروه في مراكز راس المال قد تجاوزت الشروط القديمه لها بما في هذا من اشتراط التكوين الاسري وبشكل نهائي . يكون ادراك علة هذا الحراك القانوني امرا معقولا بما هو خاص بتلك المجتمعات , لكن يبقى التساؤل المحير عن ماهية ودوافع تصدير المثيليه المقنونه الى الى مجتمعات الاطراف ؟! ان التشخيص القائل بان الجنس المثيلي صار مسيسا من قبل قوى راس المال , انما هو امرا نافلا لا جدال فيه ..لكن شئنا ام ابينا فنحن مطالبون بتناول قضية الجنس المثيلي بموضوعيه وحس وجداني ..وان الاطار المناسب لتناول هذه القضيه يجب ان يكون محددا بالاتي
1- المثيليه هي استثناء وليست شذوذ بمعناه السلبي واكيد انها لاتصلح للقنونه لان هذا من شانه ان يجعل المفهوم الخاص مفهوما عاما ولايمكن ان يتم هذا الا قسريا
2- التصدي لمشروع تسيس الجنس المثيلي جنبا الى جنب في التصدي لفوضويه الممارسه
الجنسيه والاتجار الجنسي
فما معنى اعتبار المثليه استثناءا وليس شذوذ ؟ وما الفرق في استخدام كل من اللفظتين ؟ الجواب على هذا التساؤل لابد وان يقودنا للخوض في ماهية المثليه التي تتشكل بصوره متعدده ..فهي ليست شاذه عن الطبيعه الموضوعيه ودليل هذا هو وجودها كممارسه ممكنه لدى عشرات انواع الكائنات الحيه وفي عالم الحيوان بشكل خاص ..لكنها شاذه عن نمطيه السلوك الجنسي الانساني كاداء وليس كبنيه , فالذكر والانثى المثيليين متطابقين مع حيث البنيه الجنسيه مع نمطية نوعهما وهما لايمتلكان جهازا جنسيا مزدوج ( خناث ) والا فما هي المشكله ؟؟ انها شكل الممارسه لا اكثر ولا اقل ! وبهذا تصبح استثناءا وليس شذوذا وبمعناه السلبي الشائع ..كما ان هذه الممارسه لم تنفصل عن مبدأ الثنائيه والجمع بين النقيضين الجنسيين ( o ,o- وهما اشارتين لنوع الجنس يساخدمهما العلماء في الدلاله الى الذكر والانثى ) بشكل نهائي فالشريك الذي ياخذ دور (o- ) يكون نزاعا لان يتحلى بهيئة دوره التي تميل الى النوعمه والجماليه ...وهكذا هو الحال للشريك من نوع (o-) الذي ياخذ دوره المغاير (o) فيميل للخشونه والصلابه ..واضح اننا هنا نتكلم عن المثليه المعقوله او المثليه المتعارف عليها وليست المثليه المفتعله الموظفه سياسيا او التي يتم استثمارها تجاريا بعد ان تطمس بشتى انواع الاساليب الغرائبيه مثل (الدراغ كوينيه ) والتي في الغالب يكون فيها الذكر متقمصا هيئة الانثى مع الابقاء على لحيته !؟ وتكاد تكون هذه الحاله محصوره في اوساط نجوم الفنانين , لكن من الملاحظ ان هذه النجوميه نالوها بعد ان صاروا (دراغ كوينيه ) وليس العكس ..نحن هنا امام حاله يكون فيها الرفض باقصى معاني العدوانيه ..فان ترفض نوع جنسك فمن الممكن ان يكون هذا في اطار حريتك الشخصيه . لكن ان تصر على تشويه نوع الجنس فهذا ما يجعلك معتديا وعدواني اتجاه الطبيعه الانسانيه..وان يقوم بدفع هذه الممارسه وتوفير امكانيات وصولها الى اكبر قدر من الناس , فهذا يعني توظيف الغرائزيه لاغراض سياسيه مغرضه , كما هو الحال وعلى سبيل المثال , لا الحصر ..مع المطرب النمساوي كونشيت الذي وصلت حدود دعمة اعلاميا الى حد استقباله من قبل الامين العام للامم المتحده السابق (بان كين مون )...من يدفع الاقطاب السياسيه العالميه وقممها الهرميه لان ينبروا بحماسة صلده في فرض الممارسه المثليه ؟ وايضا على سبيل المثال لا الحصر , ماهي الاسباب المعقوله التي جعلت الرئيس الامريكي باراك اوباما وحسب ما وصفته مجله متخصصه وخاصه بالمثليين والمتحوليين ب( الحليف العام للمثليه ) ؟! في 10حزيران من عام 2016 الرئيس اوباما يقيم حفلا خاصا في البيت الابيض --الذي اضيء بالون العلم المثيلي --, محتفيا بالتقدم الذي احرزته الحركه ومشيرا بذلك الى قرار المحكمه الفدراليه العليا بجواز الزواج المثلي !..( “التغيير قد يكون بطيئًا”، مؤكدًا، “ولكننا أثبتنا معًا أن التغيير ممكن) هكذا يشخص اوباما الحاله امام مستمعيه وضيوفه ’ لقد خانته بلاغته الخطابيه المميزه في مواراة المعاني الحقيقيه , ففحوى هذه العباره تنم عن ان هناك مقاومه قويه وصلده لقنونة هذه الممارسه ولعل هذه الكبوه الخطابيه متعلقه بتعابيره الغرائبيه في وصف مشروع الحركه . حينما عبر عن ذلك ب (“إن الجيل القادم، أولادنا … يعرفون بفطرتهم أن البشر هم بشر وأن العائلات هي عائلات. وأن التمييز، هو من مخلفات القرن الماضي البالية. وقد ولى عليه الزمن. ولا يعني شيئًا بالنسبة لهم.) اذن التغير البطيء المؤكد كان قد صار هكذا عند اوباما لانه يدرك بان مشروع المثيليه انما يستهدف التلاعب بارسخ المفاهيم الانسانيه قدما وعموميه ..( الاسره وماهية السلوكيه البشريه ) ..ان كان اوباما بدعمه للمثليه وحماسته المنقطعة النظير قد تجد ما يبررها سياسيا بشكل موضوعي مباشر , فان موقف البابا من القضيه يثير التوجس والحيره , حيث اضطر تحت سطوه قوة ما لان يفرج قدميه واضعا واحده تحت لافة عدم امكان الكنيسه بمباركة الزواج المثيلي ودافعا قدمه الاخرى في المطالبه لقنونة الزواج المثلي وحمايته ؟؟!! موقف شاذ وغير مفهوم على الاطلاق ,فلو اقتنعا بان تصريحات واحتفاليه اوباما بالمثليين كان تدعمها وبشكل مسبق دراسه احصائيه نشرها عام 2015معهد – غالوب – المتخصص بالاحصاءيات والتي ذكر فيها بان 60% من الامريكيين يدعمون تشريع قانون الزواج المثلي ..ولو افترضنا ان السيد اوباما يثق بمعهد غالوب اكثر من ثقته بالكونغرس ودوائره الاحصائيه التي اؤكد بان المثليين الامريكين يتجاوز عددهم النصف مليون فقط ! فاننا والحال هذه نتلمس بشكل ما دوافع حماسة اوباما ..لكن كيف اصبح بامكان اوباما ان يثق بان 60% من الامريكيين يطالبون بتشريع الزواج المثيلي وهو بنفسه يقر بان (التغير سيكون مؤكدا بطيء )..!! مع هذا لنفترض انه حدث ’ لكن ما هو المطب العصي على التجاوز والذي جعل البابا في موقف المهرج الفارج بين قدميه والمباعد بينهما لدرجه انه يبدو بلا رجلين ؟ الامر يحتاج الى مزيد من التفحص لمعرفة ما هي حقيقة هذه الحمله المثليه ..ومعرفة فيما اذا كانت طبيعيه ام انها مصطنعه للتوظيف السياسي ام انها مصطنعه للاستغلال السياسي ’ فهناك فرق واسع وجوهري بين ان توظف وبين ان تستغل ..وهو الفرق بين ماهو موجود فعلا وبين ما هو مخلق عمدا ....فرق بين قضية حقوق المراه والتي تمثل ما يزيد عن نصف عديد البشر والتي مازالت بالكاد تنزع جزء من قدمها المطموسه في سجيل العبوديه . ليوظفها من يريد ان يوظفها سياسيا . وبين فئه عدديه من البشر يراد لها ان تفرض تغيير مفاهيم البشر على البشر ؟ هناك ممكن ان يفهم التوظيف وهنا يتضح معنى الاصطناع للاستغلال السياسي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟