الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُيُونٌ بِأَلْوَانِ آلْفَرَحِ لَمَّا كَانَ لِلْفَرَحِ عُيُون

عبد الله خطوري

2023 / 8 / 23
الادب والفن


●عينٌ مُرابطة :
أَجلسُ القرفصاءَ كعادتي.أبحثُ في الرؤوس المنَُكَّسَةِ عن وجوه أعرفُهَا عن وُرَيْدَاتِ بُحَيْراتٍ وعرائسَ وأمواه ووُعول وبُزاة وذئاب وأيائل .. وها آنذا .. اليوم هنا وَحْدِي يسخرُ مني زَمَنِي يهدي إِلَيَّ ضمورا في أحشاء من وَهَنِ .. مُحَاصَرا مُطَوَّقا أراني ليس في يَدي قدرةً في قَدَرِي ليس لَدََيَّ بعد كل هذا العُمْر إلا أشياء باردة مُحتضرة أبْتَاعُها تَبِيعُنِي في بُرودٍ سُكونٍ وجحودٍ .. وإِنِّي هُنَا وَاجِمٌ أجْأَرُ أُعَانِي مستمرا أرابط لا أبَالِي ..

●عينٌ تنهارُ :
ما أبْهَاكَ أيّها الدينصُورُ الأخير .. ما أفجعَكَ يا دُونْكِشُوتنَا المُنْهَار قبلَ الانهيارِ .. أبْهِجْ بِصَفَائِكَ وأنتَ تنْفَجِرُ مُقَطِّبا مُتجعِّدا حِذاء فرسكَ الوَجيفِ بعد كل ذاك العُمر آلخسيف الذي قَضَيْتَهُ على سَطْحِ كُوَيْكِبِك الْفَاتِرِ المُسَمَّى خطأ : حياة .. تُرى في ماذا يفكرُ الفارسُ الساكنُ فيكَ ليلَ نهار .. أَمازال ثمَّةَ أَمَلٌ في زمن لا يؤمنُ أُهَيْلِيه بالملاحم وسِيَرِ الأبطال المَغاوير وتُحَفِ الانتصار ؟؟ أَلا زال هناك مكان تجْأَرُ فيه صَوْلاتُكَ يشْدُو عَبيرُكَ من جديد في غسق اللظى و خسف الجمار أم أنَّ جَلْجَامِيش قرر أخيرا أنْ يكفَّ عن معاقرة السُّحب السحيقة، أنْ يستسلمَ للكسوف، يَسُوسَ الخيل الرَّجيفةَ، وينهار قبل الانهيار .. ؟؟ ..

●عينُ آلزرقاءِ :
لَمْ يأتِ أوليسُها آلمازيغي، فآسترسلَتْ تَرْتِقُ بينيلوب ما تبقى لها من تجاعيد عسى خريفها آلتسعون يجود بما لم تجد به آلمنون .. سيأتي من وراء آلسنين .. سوف تراه .. هذا ما نبأتْها به حِدَاقُها آلزرقُ و شفيف آلذكريات .. لكن الزرقاء شاخت بها الظنون وآلريب، فرُكِنَ وميضها على عتبات من حجر وظلت رغم حناديس الإهمال ثابتة في قمة ربوتها آلمنسية، لم تك تنتظر أحدا، فقط تتذكر عرسها آلقريب إيهٍ يا تيخينْ (١) إيييه .. ولم يك في العتبة وراء الباب الا هوام ودواب يتزلزلون ذات اليمين ذات الشمال يخطبون ودا معلقا يصدرون أصواتا تتحشرج بشكل مرتبك فيه نشاز ما بين مبحوح أجش صديان جَعَلَتْ أفواههُم تضبح تُبرز غيرانا بلا أتربة كهوفا بلا حجارة مَرْوٍ عرصات بلا صواعد بلا نوازل مشرعة على الفراغ تقيءُ نبرات جوفاء في كتلة واحدة جائرة مهموسة رجيفة بلا معنى محدد، مجرد آرتدادات أوادم صعقَتْها .. أوووف .. جمرات آلحياة ... أما هي، فكانت تصدح حداءَها آلموالَ المائلَ العاثرَ بحبور يعانق ما تبقى في الحياة من حيااااة ...
آيَـازِلي يْغُودَا سُـــوطِيلادْ
يُوسَـدْ أوزَطَّانْ يَتْسَالْ وِيتيلينْ...
أيـزَطَّا وُولْمَانْ أورْ يَتِّـيلي بْلاَ تِـيجَـبَّادينْ
أيلّعَابَنْ آنْلْوَقْـتَـا لُولاَدْ دَاكسن تيحرودينْ
أتاسليتْ أمْ تزيري تْضَــوَّادْ خْ لْــوَاشونْ
أسُّوغَـمْ الرضى أدَشَمْ يْعَاوَنْ أكَدْ بَـابْـنمْ
فْغَـدْ غْري فْــغَـدْ غْري ألـــلاّ الحورية..
إلاّعَبَنْ تَـــرَجَّــانْ ألـــلاّ الحورية..
دْبَــابَمْ أشَمْيَــوْشينْ سَلْميّــاتْ دو قنطارْ (٢)

●عينٌ مكلومة :
كان جأش الصبايا والعذارى ينشد بقوة وحماس يترنم ... وآلآن، الذين أعطوها آستلموها دراهم معدودات سَلْميّاتْ دو قنطارْ كلهم رحلوا، وبقيتْ هي وحيدة مع حملها آلثقيل .. هل تضحك هل تبكي هل تستمر في الانتظار هل تقطع الرجاء من الرجاء هل تضع يمناها على خدها تفكر في وفي .. هل هل .. تتناسل آلأسئلة كفواجع بلا إجابات بلا بدايات بلا نهاية للنهايااااات بلا شيء بلا أي شيء والطامعون بالأبواب كثر كالجذام يتناسلون ...

●عينٌ مفقوءة :
آشْ يَجْــرَانْ آمُوحَنْدْ آشْ يَجْــرَانْ
تَــقَّــانْ تَاووُرْتْ لَاخَـــرْتْ
انْقَــطْعَـــنْ ايبَــرْدَانْ
ترَاعِــــيـــت خْلَهْــنَــا أورْتُـــوفيــتْ
تْرَاعِيــتْ خْــيَــوْدَانْ
تَــسُّــورْ الدُّونَشْتْ
سُورَانْ لعبادْ
ترَاحْ تاوْماتْ
أورْيَقِّيمْ أمُدوكلْ ..
يَمُّوت وُولْ ،
مُوتَانْ ايركازنْ
مُوتَنْ ايسْشَانْ ...
تِيقَّادْ إِي السَّرْبِيسْ ،
تِيقَّادْ اِي لاَنَتْرِيتْ ،
تِيقَّادْ اِي وُوسَّــانْ (٣)

☆إشارات :
١_تيخينْ : المآسي
٢_أهزوجة تنشدها الصبايا في الأعراس تحاكي عواطف بلسان أم يختلط لديها الحبور بالشجا وهي تعاين زفاف فلذتها التي ستفارقها الى بيت زوجها (الزمن هنا كان زمنا عصيا يعسر فيه لقاء الأهل بشكل متواتر على فترات متقاربة، فالعروس إذ تزف الى بيتها الجديد قد لا ترى أهلها الا بعد سنيييين، من هنا نبرة الحزن في مثل هذه الترانيم التي كانت تصدح بها حناجر الأوليات والأمهات في الأعراس المازيغية القديمة) ...
_آيَـازِلي يْغُودَا سُـــوطِيلادْ : ما أحلا الداليات بعنبها الناضج
_يُوسَـدْ أوزَطَّانْ يَتْسَالْ وِيتيلينْ :
يُوسد اوزطا(ن) نون زائدة، جاء الناسج أو الحائك يسأل عن صاحبه..
_أيـزَطَّا : أزطا جمعها : إزطوان، أزطا هو المنسج، مثل أزطا ن تحلاست منسج الزربية، وأزطا ن تجلابت منسج الجلباب، وأزطا اوحايك منسج الحايك أو البرنوص وهو ما يشبه البردة
_وُولْمَانْ أورْ يَتِّـيلي بْلاَ تِـيجَـبَّادينْ : المنسج لا يمكن أن يكون بلا أعمدته وقواعده
_أيلّعَابَنْ آنْلْوَقْـتَا لُولاَدْ دَاكسن تيحرودينْ : العذارى يزينن صفوف الراقصين في رقصة (آحَيْدوس)
_أتاسليتْ أمْ تزيري : العروس مثل البدر
_تْضَــوَّادْ خْ لْــوَاشونْ : تنير سبيل الفتية
_أسُّوغَـمْ الرضى : بسطتُ لك الرضى يا بنيتي (العروسة)
_أدَشَمْ يْعَاوَنْ أكَدْ بَـابْـنمْ : أعانك الله في حياتك مع زوجك
_فْغَـدْ غْري فْــغَـدْ غْري ألـــلا الحورية :
اظهري يا حوريتنا الجميلة (المقصود العروسة)
_إلاّعَبَنْ تَـــرَجَّــانْ ألـــلا الحورية : الراقصون يستشرفون التملي بطلعتك البهية
_دْبَــابَمْ أشَمْيَـوْشينْ سَلْميّــاتْ دو قنطارْ:
أبوكِ قبل زواجك بمهر ثمين

٣_الأسطر جمل من اللغة الأمازيغية حاولتُ فيها التكلم بلسان رجل يتقاعدُ بعد سنين طويلة من الخدمة والواجب ليجد نفسه وحيدا دون عائل ولا معين يلعن الأيام والليلي والزمن المقيت الذي لا يرحم فيه أحدٌ أحدا، ويمكن ترجمتها كما يلي ...
_آشْ يَجْــرَانْ آمُوحَنْدْ آشْ يَجْــرَانْ :
يا لمصيبتك يا موحند ما أقسا ما يقع لك
_تَــقَّــانْ تَاووُرْتْ لَاخَـــرْتْ :أبواب الآخرة موصدة في وجهك
_انْقَــطْعَـــنْ ايبَــرْدَانْ : سُدَّت الطرقات
_ترَاعِــــيـــتْ خْلَهْــنَــا أورْتُـــوفيــتْ : دون جدوى جعلتَ تبحث عن عيش الهناءة
_ترَاعِيــتْ خْــيَــوْدَانْ : تبحث عن خِلان
_تَــسُّــورْ الدُّونَشْتْ : تكدر صفو الدنيا
_سُورَانْ لعبادْ : اختلط الأنام بالأنام
_ترَاحْ تاوْماتْ : انقرضت الأخوة
_ أورْيَقِّيمْ أمُدوكلْ : لا صديق وفي فيها
_يَمُّوت وُولْ : ماتت الحلوم
_مُوتَانْ ايركازنْ : مات الرجال
_مُوتَنْ ايسْشَانْ: ماتت الخيول الصافنات
تِيقَّادْ إِي السَّرْبِيسْ : تبا للتجنيد
تِيقَّادْ اِي لاَنَتْرِيتْ : تبا لتقاعده
تِيقَّادْ اِي وُوسَّــانْ : تبا لأيامه ولياليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي