الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعال معي نطور فن الكره رواية ج3

كاظم حسن سعيد

2023 / 8 / 24
الادب والفن


دخل غرفتها , لحظ انه اعتنت بحاجبيها وقصّرت تنورتها الرمانية ... تتدلى سلسلة ذهبية تنتهي بمجسم مستطيل ذهبي فقرا ( القران الكريم ) يستقر اعلى صدرها على قميص سماوي قصير الاردان ما اظهر اكتنازا في العضدين وقد طرزت في اعلاه زهرة بلون احمر , ورغم المبّيض الكثيف على وجهها فقد برزت بعض الكدمات .
ـ مرحبا ابتهال
ـ اهلا استاذ ايمن , انتظرتك تأتي .. وعدلت من حجابها البيجي الذي ضغط بقوة فابرز خديها .
دفعت اضبارة امامها دون ان تنظر اليه ورفعت كابسة الاوراق ثم وضعتها على المكتب ..
ـ كيف حالك : قالت
ـ حمدا لله وجلس على الكرسي قبالتها .
ـ تدري
ـ ماذا
ـ (شكت كثيرا منه , ماذا في هذا الزمان , لا شيء بلا مقابل , اليس لديه اخوات , هل ضميره متخشب , صحيح هي فتاة حلوة , يتمناها الكثير لكنها على الاقل فقدت ساقها , والمطر يتسرب من سقفدارهم , ومع ذلك فهي تعمل , تقاوم قسوة الحياة ... ضربت ابتهال بقبضتها على الحائط ولمست ارنبة انفها ... وضعت يديها على المكتب وانحنت قليلا ثم رفعت وجهها ونظرت ايمن لاول مرة بعيون تقاوم القطرات .
فجأة دخل السيد وقد صبغ شاربيه وتقلد محبسا بفص فيروزي كبير .. في جيب دشداشته شيء ثقيل .
ـ السلام عليكم , كيف انت ابتهال ... مشتاااقين
اهلا وسهلا كيف حالك ؟
ـ تلفنت اليك ليلة امس ولم تردي
ـ فقدت شاحنتي , اأمرني مولاي
ـ لا شيء , فقط رغبت اسأل عن حالك
وانتبه لاول مرة لوجود ايمن ( مرحبا ايمن ) والتفت سريعا محدقا فيها بشغف وهو يكاد يبتسم ويفرك يديه .
ـ استرح سيد
ـ لا يا ابتهال في ساعة اخرى سأمر.. قالها وهو يرمي نظرة باردة الى ايمن وحين استدار شيعته بعيون مستهجنة تنضح كرها مسيطرا عليه ونفخت خديها دون ان تفتح فمها .عادت تتفحص ايمن النجدي بعدما تحسرت فابتسمت .
ـ اسمهان ضحية , قال ايمن, لكن ماذا حدث.؟
ـ تلفنت لي ليلة امس قالت (دعاني رئيس جمعية الوفاء بحجة ان لديه مساعدات انسانية وصلت من دولة خليجية ولما دخلت غرفته كان وحده فتهلل وجهه , كان مثل من ربح جائزة ثمينة .. يفيض فرحا .. وبعد لحظات قال (ان وجهك مشرق اليوم , ما شاء الله ) , ثم ضغط زر الجرس فاتى لنا رجل مسن ببعض العصائر . فقام وتقدم نحوي واقترب من الوجه كثيرا فجفلت , وضع يده على رأسي فملت عنه وسمعت هيجان نبضي , غرقت بالعرق وشحب وجهي , وانقذتني عجوز دخلت تجر جسدها بتثاقل وهي تستند بعصا وفي يدها كيس من النايلون , تسحه بصعوبة .
ـ السلام عليكم , امي سمعت انكم توزعون مساعدات .
ـ حاجة , لا شيء وصلنا تعالي بعد اسبوع , فادارت ظهرها ودبت باتجاه السلم وقد تلونت عباءتها المتهرئة ببقع كثيرة , سمعتها تقول وهي تغادر ( رحمة الله واسعة ) .
ـ اخي ايمن تصور هذا العالم تخيل هؤلاء
نظرها واخرج سيجارة وسحب نفسا عميقا وقال
ـ احيانا بعض الاماكن لا تفرق عن الغابة... ابتهال بلا احراج هل انت حزينة لاجلها فقط .. اليوم لا اراك على طبيعتك .
ـ اخي اكرم عاطل وبطران , اهلي فقط يأكلون , جبل العائلة على اكتافي , لكن من اين ااتي لهم بالمال؟ صحيح الاستاذ كانون لم يقصّر لكنه ليس كفيلا بنا ويصعب ان اطلب منه باستمرار, مهما تنحني المرأة تبقى متمسكة بالكرامة بقطرة الحياء , وان كان صاحبك حلو فلا يصح ان تأكله كله كما يقول المثل .انا تجاوزت العشرين وبلا زواج, من اين ااتيهم بالمال قل لي يا استاذ ايمن .
ـ رحمة الله واسعة لا تيأسي , وتدثر وجهه بالاسف والالم.
ـ الله رحيم , لكن اكرم اخي الاكبر كسّر سلعا كثيرة ليلة امس وضربني بلا رحمة , جرني من شعري ودفعني على المغسلة ولولا صراخ امي وتدخل اخي رائد اخي الاصغر لقضى علي ...(مائة دولار او احطّم رأسك ) .... هههه كأني فاتحة بيتا للغجر .
وعادت تنحني باسطة يديها على المكتب مرة اخرى ورقب ايمن ان الكلمات خرّمت بخط النسخ حين تدلت السلسلة حتى كادت تلامس سطح المكتب,
ـ ابتهال !!
رفعت رأسها وهي في حالة مزرية , وجه محتقن وقطرات عينيها استقرت على الاوراق , امسكت جبينها موجهة عينيها الى زاوية الغرفة متحاشية النظر الى ايمن.
ــ لدي اقتراح ,, لماذا لا اصحبك الان الى بيت اقاربي في قرية السبيليات , انهم طيبون وتعلمين بساتين ابي الخصيب , رائعة , اقلها تشمين هواء وتتغلبين على هذا المزاج ؟!
نفخت وسرحت قليلا ثم قالت :
ـ ( حسنا فكرة طيبة تعاال نغادر هذا السجن وهؤلاء الاحبة الحاقدين هنا ... هيا نستريح ولو قليلا من فيضان الكره والنفاق .).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان