الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنيّة والمواطنة ومسؤوليّة الأقليّة: مشروع تدجين طوعي (14)

زاهر بولس

2023 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يتوغّل أيمن عودة في تنظيره الديماغوغي تجهيزًا لشرعنة التحالف مع اليسار الصهيوني، فيكتب في صفحة 110 و 111 من كتابه: "إن طرح شعار "دولة إلى جانب دولة" يضع سؤالًا إضافيًا حادًا، وهو: إذا أراد المواطنون العرب الفلسطينيّون داخل إسرائيل مساندة شعبهم الفلسطيني بإنهاء احتلال العام 1967، فهل من مصلحة هذا النضال أن يكونوا فلسطينيين فقط أم مواطنين متفاعلين في إسرائيل أيضًا؟ أن يكونوا جزءًا من المجتمع الإسرائيلي مع الاحتفاظ بكامل هويتهم الوطنيّة والتاريخيّة والحضاريّة الفلسطينيّة، أم الانسلاخ عنه؟ وتطبيقًا لمفهوم د. توما "تعاون واستقلال" المُشار إليه سابقًا هل بناء شراكة مع قوى مناهضة للاحتلال، وجزء منها "يسار صهيوني" أم الانعزال عنها؟". (انتهى الاقتباس) ليخلص عودة إلى نتيجة مفادها أن على فلسطينيّي الداخل أن يساهموا بالقضايا الكبرى. وما هي القضايا الكبرى برأيه؟ السلام، المساواة، الديمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة، وفي سائر القضايا الحياتيّة.

تعقيبي:
1- إنّ استعمال "مساندة شعبهم الفلسطيني" توحي بأنّ فلسطينيي الداخل وصلوا إلى مبتغاهم السياسي- قومي، وبقي عليهم مساندة إخوانهم في الضفّة والقطاع وباقي أصقاع الأرض وكأنّهم شعب آخر يحمل قضايا أخرى. ولا توحي بأن الشعب العربي الفلسطيني في الداخل جزء من حالة ثوريّة نضاليّة واحدة ترفد تيّارًا تقدّميًا عالميًا، في مواجهة الاستعمار العالمي ومجروراته.

2- الفلسطيني لا يبحث عن هويّة خارج المكان، خارج أرض الوطن، خارج السيادة على الأرض وبواطن الأرض بكل ما تمنح الجيومورفولوجيا والجغرافيا والأجواء والديمغرافيا من معانٍ لسيادة الوطن.

3- ومرّة أخرى وليست بأخيرة نُذكّر بأنّ من قاد عمليات التهجير المبرمجة من قِبَل بريطانيا والاستعمار الغربي هم "اليسار الصهيوني" إيّاه، الذي ينظّر له أيمن عودة في كتابه كحليف للعرب، بل الجزء "العلماني!" من العرب، وتحديدًا جمهور مصوّتي الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة بالأساس، رغم فتح الدعوة لكل من يرغب بأن ينضوي طوعًا تحت راية التدجين والأسرلة، ناهيك عن القمع المستمر والسيطرة على الأرض ومصادرة ما تبقّى منها وبناء المستوطنات وتهويد الجليل والنقب والمثلّث وخوض الحروب المستمرّة وهدم البيوت وتقتير الميزانيّات وسياسة التجهيل من خلال مناهج ظلاميّة مزوّرة.. والقائمة تطال كلّ مناحي الحياة السياسيّة والمطلبيّة اليوميّة. فما هذا الكرم في غير مكانه يا أيمن؟! وما هذا التفريط بالخدّ الأيمن والأيسر يا أيمن؟! وما سرّ عشق العين للمخرز؟!

4- وحين تتحدّث عن السلام، لا تتحدّث بالعموميّات، حدّد لنا ولو مرّة واحدة في كتابك يا أيمن ما هو سلامك، وحدّد لنا هل حقّ عودة الفلسطيني إلى بلدته التي هُجّر منها قائمًا كما تخطب من على منابر مسيرات العودة؟ أم غير قائم كما تخطب من على منابر مظاهرات "اليسار الصهيوني" في الأيالون وفي كابلن المطالبة باستمرار هيمنة اليهود الأشكناز ونخبويّتهم تحت مسمّى الحفاظ على ديمقراطيتهم الموهومة؟!

5- إذا كانت المنظومة المؤسّساتيّة الرسميّة للكيان تتحدّث عن احتلال الناصرة وحيفا ويافا وعكّا وغيرهم، لماذا يصرّ أيمن عودة التحدّث عن الإحتلال فقط بما يتعلّق بالمناطق التي احتلّها الكيان عام 1967 ضمن حملته لشرعنة "اليسار الصهيوني"؟!
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس