الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المحامي الذي أراد أن يكون بورقيبة!!

كريمة مكي

2023 / 8 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أنا أعرف أنه لا يتابعهم إلا من يتمنّى كل التمني أن يكون مثلهم و خانته الظروف و الإمكانيات أو منَعهُ الخوف الدفين من حسد أصحاب المهنة... خاصة و أنّ مِهَنُهُ هو بالذات عديدة: فساق في المحاماة و ساق في الإعلام و أكبر همه في الحقيقة هو الوصول إلى السلطة ليتحكّم كما يشاء في البلاد و العباد.
لطالما قال و أكّد طويلا بأنه سيخوض الانتخابات... و لم يخضها !!
طبعا لأنه يعرف هو و أمثاله أنّ السياسة الحق ليست لهم و لن تكون، فهي التي تختار من يمارسها و ليس العكس حتى و لو كان الوصول إلى الحكم هو حلمه الأكبر و الدائم منذ أن كان صغيرا.
ألم تقل والدته مرّة و هي تتحدّث عنه أنها حين كانت تسأله: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ كان يرد بقوّة و بإصرار: أريد أن أصبح بورقيبة!!!
فتقول له أمّه: و لكن بورقيبة ليس مهنة!!
فيزداد إصراره: نعم و لكني أريد أن أكون بورقيبةʺ.
إنّه هنا يُذكّرني بمن تذهب إلى جرّاح التجميل و تقول له: أريد وجه هيفاء وهبي على و جهي!!
هي لا ترى وجهها جميلا و لا حتى تريد أن تكون جميلة!! هي فقط تريد أن تأخذ وجها أدار أعناق الرجال، و لو أحبّت نفسها كما هي و أفاضت من حبّها على من حولها لعرفت كيف يُحبّها الرجال و لكان حالها أفضل من حال هيفاء وهبي في الحب و الزواج و الطلاق.
هو أيضا يريد أن يأخذ نصر بورقيبة بعد أن رآه يخطب في الجماهير من فوق كرسي الحكم و لكنه لم يرى عذابه في رحلة كفاحه إلى أن حاز النصر و دانت له تونس بما فيها.
كذلك هم المهووسون بالمال و الجمال و السلطان لا يملكون أهم مَلَكة لدى المثابرين بحق: مَلَكة الصبر و النّفَس الطويل، و لأنّ هذا المحامي كان في صغره يرى فقط يوغرطة الذي نجح كما قال عن نفسه بورقيبة فانه قال في نفسه بتفاؤل أهل الزّيف و الغرور:ʺ و ما هو سبب شهرة بورقيبة في النهاية؟ أليست هي مجلة الأحوال الشخصية التي منع فيها بورقيبة تعدد الزوجات...
أما أنا فسآتي بما لم يأتِ به بورقيبة أو غيره...و سأفرقع العالم الإسلامي شرقه و غربهʺ وخرج علينا يقول إنّه ينوب امرأة تونسية قرّرت أن تتزوج بأكثر من رجل واحد في نفس الوقت و هو يساندها بشدّة لأنه محامي و يفهم في القانون... فالمشرّع التونسي في مجلة الأحوال الشخصية منع تعدد الزوجات على الرجال و لم يمنع تعدد الأزواج على النساء و بالتالي فلا عقوبة لمن تأتي بهذا الفعل!!
و طفق يتحدّث في الموضوع ليُسمع حتى الموتى في القبور...
و لكن يا لخيبة المسعى الخبيث...باءَ مشروعه الفريد بالفشل الذريع و أعرض الناس عن الخوض فيه... و ذلك هو مصير كل المخادعين المتلاعبين بالأخلاق و القيم و الأصول.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو