الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية هوليودية 2002(وودي ألن):الصدف المنبعثة

بلال سمير الصدّر

2023 / 8 / 25
الادب والفن


إلي(تيا ليوني)،مطلقة من مخرج سابق يدعى فال واكسمان(وودي ألن)،حاصل على جائزة الأوسكار مرتين،ولكن كالعادة،وصل نجمه الى الأفول،وهي على علاقة الآن مع منتج كبير يمتلك شركة جالاكسي للانتاج(تريت ويليام)،وهي تحاول اقناعه أن يتولى زوجها السابق مهمة الاخراج ليس إلا لأنها لازالت تملك شيئا من الاهتمام به،أو شيئا من الشعور بالذنب...
وبالطبع،إن كانت أفلام وودي ألن تشترك جميعها بالسمة الفنية نفسها من شخصيات كثيرة الكلام لحد الثرثرة،مع ميلودراما وصدف غير متوقعة،فلابد أن يكون هذا المخرج الذي يلعب دور البطولة في الفيلم،مجنون وغير مؤهل وعصابي وكثير التطلب وفوق كل ذلك مصابا بالصداع.
ولكن،وعلى الأقل،فشوارع نيويورك هي أختصاصه،مع عبارات تهكيمة ذات سمة عالية من السهل الممتنع على شاكلة:فيلمي القادم الذي يتحدث عن الاجهاض المتعدد الأعراق وتلاحم الجينات.
هذه عبارة تبدو مكررة ولكنها ليست مبتذلة لأنك تشاهد الآن فيلما لوودي ألن...
هال ياجر سرق زوجته،وهو مضطر للتعامل معه،ليس من اجل سمعته الفنيةفقط،بل من أجل نصف مليون دولار...أنه أحد أنواع الصراع الديني كما عبر فال واكسمان عن ذلك بنفسه
لكن،أليس هناك شيء من الهواجس المشتركة بين هذا الفيلم وكل أفلام وودي ألن السابقة وحتى اللاحقة...لازال وودي ألن يتحدث عن نفسه،يستمد من آني هال ومانهاتن وحنا وأخواتها وفي حواره مع آلي لازال ألن يتحدث عن زيجاته الفاشلة...عن ديان كيتون عندما حللت معه في يوم من الأيام وعندها قالا الكثير وحققا شيئا من الاوسكارات.
كما انه لايزال يفكر بالموت،والنهاية السوداء ...هذه السلسلة التي لايمكن أن تنتهي لأنها تخص ودي ألن أكثر مما تخص أفلامه وتخص أكثر حالته اليهودية...
الفيلم فيه الكثير من الحوارات الملفتة للنظر...أشياء،على ما اعتقد،يجب قولها واقتباسها:
في أحد الاحتفالات المنزلية يقول أحد الضيوف:
لقد كنا نتحدث عن الفريد هيتشكوك،قال تروفو أن نوتوريوس كان أفضل أفلامه
يرد فال واكسمان:أتفق معه...أنه ممتاز
صديقة فال الحميمة تقول:ما الذي تتحدث عنه...نهاية الفيلم تقود الى الجنون
فال:نعم،لأن هذا الفيلم قطعة فنية،في كل مرة أشاهد الفيلم خاصة عندما يقوم كاري جرانت بحمل أنجريد بيرجمان على السلالم دائما اعتقد ان الألمان سيمسكون بهم...مهما كانت عدد المرات التي شاهدت فيها هذا الفيلم،دائما أظن بان الألمان سيمسكون بهم
المضيفة:لقد كان فنانا،ولكنه فنان تجاري
في الحقيقة،فهذه وجهة نظري عن هيتشكوك...أنه فنان تجاري

لكن،ماذا لو اصيب فال بالعمى...حالة العمى
لقد عدت الى المنزل وبدأت بكتابة بعض الملاحظات لأننا سنبدا التصوير في يوم الثلاثاء وأردت أن...وبعدها شعرت بالتوتر فجلست على الكرسي،لقد كنت أقوم بتمرين التنفس العميق حتى أبقى هادئا
لقد نجح الأمر وبدأت اشعر بالارتياح،وبعدها شعرت بالنعاس فنمت قليلا...لم استطع رؤية شيء...أنا اعمى طبعا ...ومن دون اطالة فالعمى هو عمى نفسي
بعد أن يقنعوه من حوله يقوم بمتابعة اخراج الفيلم...ولكن البداية كانت غير متوقعة:
عندما تراقب أخراج فال واكسمان ستعتقد بأنه لايعرف ما الذي يفعله،لابد وانه من احد العباقرة الذين يعملون بفوضى مثل فليني
دائما ما يبدو مشتتا،فهو لايرى أحدا في عينه مباشرة ولابد بانه يفكر في مليون شيء مرة واحدة...من السهل أن ترى لماذا هو مشهور...أنه غريب الأطوار
هذا اسقاط متوقع،نوع من سيطرة واحكام وودي ألن على كل عناصر الفيلم،حتى لو كان على شاكلة ميلودراما أو اسقاط أو أي شيء آخر يريده وودي ألن
ما حصل في الفيلم هو شيء أكثر ابداعا من ميلودراما أو كوميديا،أو كوميديا سوداء...ما حدث هو التهكم بحد ذاته الصفة الأكثر انفعالية للفيلم برمته...النهاية...النهاية التي نصل اليها بشيء من المنطق الأعوج
الفيلم لايبدو له علاقة باقتباس فال:
صدقيني..يمكنني التعامل مع الأمر،بيتهوفن ألف سيمفونيا عندما كان أطرشا
تسير الأمور،ويستعيد فال بصره ويستعيد زوجته،فقم قال أن وودي الن مخرج سوداوي،وها هو ينهي فيلمه بكليشيه القبلة ...قبلة الاربعينات والخمسينات
فيلم وودي ألن هذا هو عن الصدف المنبعثة...الصدف المنبعثة
يقول فال عن فيلمه بعد ان شاهده:يبدو لي انه من صناعة رجل أعمي،والاستقبال النقدي الأمريكي كان سيئا جدا
ولكن،هذه الجملة الأخيرة كانت مقطوعة بالتهكم...التهكم الذي يفتح الباب واسعا للتأويل
الأمر يشبه عندما تلطخ لوحة بشيء من الألوان ويتحول الأمر برمته الى شيء أشبه بالتحفة الفنية...أي شيء من تلك النظرة المسطحة غير المكتملة للفن
الفرنسيين شاهدو فيلمك في باريس ويقولون بأنه اعظم فيلم امريكي في الخمسين سنة الماضية...ماذا يعني ذلك؟!
هل يسخر وودي ألن من النقد الأروبي والفن الأوروبي وهو من ابرز المعجبين ببيرغمان...؟!
هنا أنا فاشل...ولكن هناك عبقري...؟ّ
شكرا لله على وجود فرنسا وينتقل للعيش في باريس
بالتأكيد،فلا كرامة لنبي في وطنه،ولكن،ان قام هذا النبي بصناعة فيلم وهو اعمى،اي ليس من صناعته أصلا،فلا اعتقد أن هذه الكرامة تستحق في اي مكان.
28/04/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غبار النجوك.....
مراد سليمان علو ( 2023 / 8 / 25 - 18:25 )
درست مُقرر الفلسفة الوجودية، وفي الاختبار النهائي منحوني عشرة أسئلة عن الوجود، لم أعرف إجابتها، تركت الصفحة فارغة، وأحرزت الدرجة الكاملة.
وودي آلن

من فيلم: ذكريات غبار النجوم
أحيييييييييييكم على هذه الإضاءة

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا