الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام ثم الاعلام ثم الاعلام

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يطنب الصحفي المصري الراحل " محمد حسنين هيكل " في كتابه القيم " افاق الثمانينات " كثيرا حول دور الاعلام في سياسات الدول ويضرب لذلك مثلا دورهُ في السياسة والسلطة داخل الولايات المتحدة الامريكية ، إذ يدلي بشهادة له جاءت نتيجة حضوره احد مؤتمرات الرئيس الامريكي " ايزنهاور " وكان هيكل يعرف هذا الرئيس الامريكي معرفة دقيقة منذ ان كان قائد قوات الحلفاء في اوربا فينقل استغرابه حينما رآه في المؤتمر حتى انه كاد ان لا يعرف شكله نتيجة وضع مساحيق المكياج على وجهه وشفتيه وتعديل حواجبه وتغطية صلع رأسه بمسحوق خاص يطفئ بريقها كي لا ينعكس عليها وهج لمبات التصوير القوية ، ثم يذكر عن الرئيس الامريكي " نيكسون " كيف تم تدريبه على مواجهة عدسات التصوير وضرورة ان يبدو طبيعيا امامها فلا يتكلف في حركاته و لا يشد بالتوتر تقاطيع وجهه ، ليصل في الكتاب الى خطورة الاعلام وتأثيره على سياسة الولايات المتحدة الامر الذي جعل الرئيس الامريكي " جونسون " ينصح مرشح الرئاسة " آجينو " حيث يخبره بأن لديهم قناتين كبيرتين في البلد هما " سي بي اس و ان بي سي " و صحيفتين كبيرتين هما " نيويورك تايمس و واشنطن بوست " ووكالتين للأنباء هما " اب و ي ب " يقول له هذه مؤسسات كبيرة نصيحتي ان لا تدخل معها في معركة !!
انتهى اقتباسنا من كتاب " افاق الثمانينات " الذي اتمنى ان يقرأه كل مثقف ليعرف جزء من الية ادارة الامور في اي دولة ، والتي هي اشارات تبين قوة الاعلام وتأثيره خاصة اذا استثمر في تبني قضايا الوطن والشعب ولا يكون مجرد اداة حزبية او اداة مخابرات دولية !
ووجهة نظري الخاصة مع اعترافي بالأخطاء الكارثية التي وقعت ولا زالت فيها حكومات ما بعد ٢٠٠٣ و وجود الفساد المالي في كثير من مفاصلها الا ان الانصاف ينبغي ان لا يغمط نتائج ادارتها التي اسهمت في توفير جزء من الخدمات و الحفاظ على مزيد من حرية التعبير والانتقاد و وصول الكثير من المواطنين الى سدة السلطات من خلال الانتخابات والعمل ، المهم ما اضعف هذه الحكومات و سخّر المواطن منها ليست اخطاءها فحسب بل المؤسسات الاعلامية التي لم تستطع التصالح معها فبقيت مؤسسات كبيرة تتخذ من الدول المجاورة مقرات لها و تغدق عليها الاموال من مصادر شتى تلهج ليل نهار بأخطاء الحكومات الجديدة و تسلط الضوء اكثر على اخفاقاتها وتجّمل بفترة نظام ما قبل ٢٠٠٣ او تتناسى فترته شيئا فشيئا لتوصل الجيل الذي بلغ بعد ٢٠٠٣ ان يصل بمقارناته الى مدح الفترة الظلامية التي هي سبب كل بلاء العراق اعني نظام ما قبل ٢٠٠٣ بجرائمه ومفاسده وتأثيره على منظومة الشعب على كافة الصعد .
الاعلام اساس نجاح اي مشروع وربما اساس فشله ، خاصة وان وسائل الاعلام اليوم قد تعددت وما عادت تحصى ببضعة قنوات وصحف واذاعات ، بل صار كل مواطن يملك مؤسسة اعلامية بفضل مواقع الانترنت وبالتالي من الصعب جدا ان يتصدى احد للسلطة و يخلص من انتقادات الناس وتنمرهم و معارضتهم فيجب على من يتصدى ان يتكيف مع الواقع الجديد ويحاول استثمار الاعلام في مشاريعه ايضا والا صار اضحوكة الامة وسبب تعاستها و اسوء حاكم جاء للبلد بفعل عمل الاعلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون