الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلتحيا السويداء ...فإنها سويداء القلب لسوريا ....!

عبد الرزاق عيد

2023 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


فلتحيا السويداء ...فإنها سويداء القلب لسوريا ....!

!السويداء جعرافيا حسب الخريطة السورية... فهي تفع في أقصى عمق أعماق سوريا جنوبا ، لكنها أول عضو في الجسد السوري تشتعل ضد تقسيم سوريا الذي صممته اتفاقية سايكس بيك الذي دافع عنه الجد الأسدي (سليمان ) في الوثيقة المطالبة ببقاء الاستعمار الفرنسي في سوريا المقسمة ، إذ لا تزال ذريته الأسدية تواصل مشروع التقسيم لسوريا بالتقسيط بين إيران وروسيا البربرية العجوز وفق تسمية جدهم (لينين) الذي كان المتلمس ألأول لجذور ذهنية (حفيده الكي جي بي بوتين الراعي الأول الرث للأسدية الرعاعية المتوحشة..)
أما سوريا مجازيا وطنيا فهي قلب العروبة ، لكن السويداء تبقى هي "سويداء القلب" من الجسد السوري، أي عمق الأعماق منه ) الذي بدأته بأمير أمراء الثورة السورية الأولى (سلطان باشا الأطرش) ونهضت مع ثورة سوريا الراهنة ، كأول من انتزع عن العسكرية الأسدية صفتها الوطنية والسيادية ، بل أبرزت الأسدية بوصفها حرب إبادة ضد سوريا الواحدة الموحدة ضد الانعزالية الطائفية الأسدية المقسمة والممزقة لجسد الوطن وراثيا وجينيا من الجد للولد تحت شعار (سوريا لينا وما هي لبيت الأسد ) التي أسس لها في الروح الشعرية شعبيا واحتفاليا لمسيرات الثورة السورية الشاعر الحوراني أبو تمام ، وذلك بعد كل هذه المزادات العلنية لعرض شرف سوريا للبيع للروس والإيرانيين وللدافع أكثر عن حماية المراحيض الأسددية المقدسة المتجانسة ثقافيا بين (شعرية أدونيس المستعربة المستغربة، والدراموية الشعبوية الميلودراموية لدريد لحام تحت راية فقهاء الظلام وأسرارهم المخنثة الممانعة المماتعة....
أما شخصيا فقد ربطتني بالسويداء منذ السبيعنات علاقة خاصة غامضة فيها شيء من كيمياء السحر، إذ غدت المدينة الأكثر جاذبيىة لي،
كانت المدينة السورية التي زرتها مرارا وتكرارا ، خارج مدينتي (حلب) وكنت دائما أستشعر هذا الود الخالص الغامض مع أهل هذه السويداء ( سويداء الروح ) التي تجدد روح ثورتنا السورية التي طالما كدنا نردد أن كل الثورات في تاريخ البشرية تسير عبر موجات وترددات كما هو مثال الثورة الفرنسية ، وأن سويداء قلب سورية منحها التاريخ شرف قيادة هذه الثورات ، ولهذا فنحن نصدق حقا أنها الموجة الثانية الذروة في سير سوريا نحو الجلجلة ومن ثم سقوط الوباء الأسدي الوحشي إلى الأبد وانتهاء زمن عصابة بيت الأسد مع هؤلاء الرجال الذين يواصلون مسار حركة التنوير وشجاعة العقل والفؤاد أمثال الشيخ حكمت الهجري الذين نتمنى عليهم مواصلة مسار الشيخ الإمام الكوكبي الذي منعه الاستبداد العثماني من مواصلة مسيرته البطولية في مقارعة الاستبداد والاسعباد
هذه العلاقة الحميمية مع سويداء قلب سوريا كنت أحاول تفسير سرها الداخلي ، فقد فسرها لي أحد الأصدقاء تفسيرا باطنيا طريفا وفق المناهج السحرية للعقائد الباطنية الممتعة في طرافتها ككل العقائد الباطنية للطائفة الدرزية وغيرها من الطوائف الباطنية
من الذين تعرفت عليهم يومها والذي كرس لدي قناعة بأن أهل السويداء قطاع بشري لديهم أفق واضح وفاصح يضاف إلى الروح الثورية لديهم أنهم أصحاب ظل خفيف ورشاقة وخفة دم ومزاج ساخر كما يقدمه شاعرنا المبدع ماهرشرف الدين يشابه المزاج الادلبي (الكيالي) في هذه المحافظة التي كان والدي رئيسا لرابطة مجاهديها ، حيث كان مراسلا شابا لابراهيم هنانو مع سلطان باشا الأطرش الذي ظل يزوره سنويا في عيد الجلاء 17 نيسان ، فافترضة بإحدى المرات أن حبي لهذه المدينة يعود إلى تكرار اسمها على مسامعي منذ الطفولة من خلال أحاديث الوالد عن الثورة وعلاقته بابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش ، لكني تساء لت أن والدي لم يكن يذكر اسم السويداء ، إذ كان دائما ما يردد اسمها بجبل العرب الأشم ..لكن على الأغلب كانت رابطتي بالسويداء بوصفها سويداء قلب سوريا ، أنني في أول دخولي إلى مدينة السويدا شاهدت لافتة تحمل أسم مطعم أو مقهى (أفلاطون )، فدهشت متسائلا أمام الأصدقاء من أهل البلدة وهل لديكم مطاعم بأسماء أجنبية ، ودفعني هذا السؤال لمتابعة محاولة فهم الظاهرة الاستثنائية في سوريا وربما عربي ، فعرفت لا حقا مع نضج معرفتي وتعرفي على موسوعة الراحل محمد عابد الجابري أن المذهب الدرزي تسللت له الباطنية الأفلاطونية والا فلوطينية المحدثة حيث توازت معه الغنوصية والعرفان الصوفي مما أبهرني لأول مرة هذا الثراء الديني للبنية الثقافية الإسلامية ،الذي أمحلته وأجدبته الواحدية الفقهية
الأصولية التي انتهت آلى السلفية والتي وجدت مآلها في الوهابية .....والتي نأمل أفولها نهائيا مع الاندفاعة العقلانية التجديدية لولي العهد السعودي الشاب محمد بن سليمان في أن ترتقي تجديداته هذه إلى شكل من أشمال الثورة الثقافية الشاملة.... وذلك بالتوازي مع تجدد ثورتنا السورية وانبعاثتها المجددة للضمير السوري والعربي والعالمي ، منتظرين المبادرة النوعية الجديدة لأخوتنا الأكراد في ابداعهم ما يثري مد الثورة الثانية المتوجة لانتصاره ما دام حركة رجال الدين الدروز قد عادوا إلى شعبهم وأهلهم ....وألف تحية للشيخ حكمت الهجري ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية