الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحم الله طلال سلمان وتقبله في جنان الخلد

محمود سعيد كعوش

2023 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


رحيل عملاق الصحافة اللبنانية وأحد عمالقة الصحافة العربية طلال سلمان عن عمر ناهز الخامسة والثمانين
اخترت من مقالاته البارزة "الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط"

توفي ظهر اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت، الصحفي اللبناني ناشر وصاحب صحيفة السفير اللبنانية طلال سلمان.
يعد طلال سلمان أحد أبرز الصحافيين العرب، ومؤسس صحيفة السفير التي تُعد إحدى ألمع التجارب الصحافية التي عرفها العالم العربي في تاريخه المعاصر.
يعد طلال سلمان من بين الصحافيين العرب القلائل الذين انحازوا منذ بداياتهم المهنية،للقضايا الوطنية والقومية والاجتماعية. وحين تمكّن من تحويل حلمه بتأسيس صحيفة مستقلة إلى حقيقة بعد 18 سنة من عمله الصحفي، عمد إلى جعل صحيفته منبرًا حقيقيًا لقضايا العرب ولقضية فلسطين.
لقد كانت فلسطين الهم الأكبر، وربما الوحيد لطلال سلمان، وكان يؤمن بتحريرهاا وقد جعل "السفير" الصحيفة الأولى لهذه القضية، من خلال احتضان نخبة من كتّابها ومثقفيها كانت موهبتهم أكبر وأعمق من صحافة الثورة الفلسطينية وفصائلها المتعددة.
وطلال سلمان صحافي لبناني أصدر في 26 آذار/مارس 1974 جريدة "السفير" في بيروت، وهي يومية سياسية مستقلة – حملت شعار "جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان"، وشعاراً مواكباً برسم الكثرة الغالبة "صوت الذين لا صوت لهم"، فشكّل منذ عقود مرجعية إعلامية في الشؤون العربية واللبنانية تحظى بالتقدير، وبالتأثير في الرأي العام.
ولد طلال سلمان في بلدة شمسطار (غربي مدينة بعلبك في البقاع اللبناني) عام 1938. والده إبراهيم أسعد سلمان. ووالدته فهدة الأتات. تزوّج عام 1967 من عفاف محمود الأسعد، من بلدة الزرارية في جنوب لبنان، ولهما: هنادي، ربيعة، أحمد، وعلي.
في أحدث مؤلفاته كتابة على جدار الصحافة (دار الفارابي، 2012) وهو أقرب إلى الجزء الأول من سيرة حياة (Semi-autobiography)، يصف طلال سلمان خطواته على الطريق إلى الصحافة بمقدار ما يصف حال الصحافة اللبنانية وتطوّر مسيرتها لتصير “صحافة العرب الحديثة.
أما مسيرته فمسيرة شاقة، بدأت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي لـ"واحد من متخرجي بيروت عاصمة العروبة”، كما يصف نفسه في سيرته، استهلها مُصحّحاً في جريدة "النضال"، فمخبراً صحافياً في جريدة "الشرق"، ثم محرراً فسكرتيراً للتحرير في مجلة "الحوادث"، فمديراً للتحرير في مجلة "الأحد".
وفي خريف العام 1962 ذهب إلى الكويت ليصدر مجلة "دنيا العروبة" عن "دار الرأي العام" لصاحبها عبد العزيز المساعيد. لكن الرحلة لم تطل لأكثر من ستة أشهر عاد بعدها إلى بيروت ليعمل مديراً لتحرير مجلة "الصياد" ومحرراً في مجلة "الحرية" حتى تفرّغ لإصدار “السفير” في 26 آذار/مارس 1974، وكان عضواً في مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ العام 1976 حتى العام 2015. اشتهر أيضاً بحواراته مع غالبية الرؤساء والقادة والمسؤولين العرب.
ظلّ القارئ يترقب افتتاحيات طلال سلمان بعنوان "على الطريق"، والتي تميّزت بالوضوح السياسي وصلابة الموقف. كما يترقبّه بحماسة مماثلة في "نسمة"، الشخصية التي ابتدعها في “هوامش” يوم الجمعة (الملحق الثقافي لـ”السفير”)، وهي شخصية ذات دفء وجداني حميم ترسم “بورتريهات” للمسرح السياسي والثقافي والأدبي، وتصوّر صدق المشاعر الإنسانية وشغفها بالحياة وحماستها لها ولأخلاقيات الذوق الرفيع. ربطته صداقات بطيف واسع من المثقفين والفنانين العرب.
تتميّز شخصيته كإعلامي بمزيج من رهافة الوجدان السياسي والصلابة في الموقف، ما عرّضه إلى ضغوط متزايدة بلغت أوجها في نجاته في 14 تموز/يوليو 1984 من محاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجراً تركت ندوباً في وجهه وصدره.. وكانت سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير لمطابع “السفير” في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1980.
حاز جائزة الدبلوماسي والمستشرق الروسي فيكتور بوسوفاليوك الدولية المخصصة لأفضل نقل صحافي روسي وأجنبي للأحداث في الشرق الأوسط. وتسلم الجائزة في 7/11/2000. وفي سنة 2004 وفي الذكرى الثلاثين لإصدار “السفير” كرّمته المؤسسات الثقافية والنوادي في أنحاء لبنان كله.
اختاره منتدى دبي الإعلامي “شخصية العام الإعلامية” لسنة 2009.
وفي 7 أيار/مايو 2010 منحته كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لدوره المتفرّد في الصحافة والإعلام والأدب الصحافي.
في الرابع من كانون الثاني/يناير 2017، إختار طلال سلمان بملء إرادته إطفاء شمعة “السفير”، وأراد أن تكون إفتتاحية العدد العشرون قبل 43 سنة، هي إفتتاحية العدد الأخير “لعلّها تكون أطيب تحية وداع”، وجاء فيها “يحق لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكراً”.
منذ كانون الثاني/يناير 2017، حتى العام 2022، ظلّ طلال سلمان مواظباً على كتابة “على الطريق” في الموقع الذي حمل وما يزال إسمه: طلال سلمان (https://talalsalman.com). هذا الموقع كان أيضاً منبراً أطل من خلاله عدد كبير من أصدقاء “السفير” وطلال سلمان، من لبنان والعالم العربي.
مؤلفات طلال سلمان:
• مع فتح والفدائيين (دار العودة 1969).
• ثرثرة فوق بحيرة ليمان (1984).
• إلى أميرة اسمها بيروت (1985).
• حجر يثقب ليل الهزيمة (1992).
• الهزيمة ليست قدراً (1995).
• على الطريق.. عن الديمقراطية والعروبة والإسلام (2000).
• هوامش في الثقافة والأدب (2001).
• سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق (2004).
• هوامش في الثقافة والأدب والحب (2009).
• لبنان العرب والعروبة (2009).
• كتابة على جدار الصحافة (2012).
• مع الشروق (2012).
• هوامش في الثقافة والأدب والحب (2014).
• مع الشروق (2014).
تيمناً بمقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر:"إرفع رأسك يا أخي لقد ولى زمن الاستعباد" أقول:"إرفع رأسك ياأخي فإنك فلسطيني" فتحية لشعب الجبارين, شعب الرباط وصانعي المجد ومبلوري هذه الجوهرة السرمدية والأسطورية, "فالفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط" كماأسماهم الأستاذ طلال سلمان.
فهذا بحث مشرف نعـتز به كفلسطينيين، فشكرا لجريدة السفير اللبنانية، ورئيس تحريرها الإعلامي الكبير المخضرم الأستاذ طلال سلمان.
========================================
الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط
من أبرز مقالات الراحل الكبير طلال سلمان في إنصاف فلسطينيي لبنان
لا يتخيل الكثير منكم حجم الدور الذي لعبه ومازال الفلسطينيين يلعبوه حتى اليوم في اقتصاد لبنان وإن كان ذلك عليه تعتيم شديد فالفلسطيني في لبنان إن كان مخطئا فهي فضيحة وعليها شهود وإن كان منجزا فتكتم على الأمر ولا تعلنه.
هذه هي الحقيقة فهل تعلمون أن فلسطينيي لبنان في الإمارات يحولون سنويا إلى لبنان وهذا بحسب جريدة الخليج 368 مليون دولار، وهل تعلمون أن خريجي الجامعة الأمريكية في لبنان من الفلسطينيين إما يساوون أو يزيدون عن اللبنانيين.
وعندما تدخل الجامعة، هذه قاعة طلال أبو غزالة وهذه قاعة حسيب صباغ وهذه قاعة كمال الشاعر، جميعهم فلسطينيون من ساهم في بناء وتطوير الجامعة فلسطينيون بتبرعات خاصة منهم.
وإليكم بعض من الأسماء التي تنحدر من أصل فلسطيني في لبنان ولعبت دورا كبيرا فيه، وأكرر هناك تعتيم كبير على ذلك وإن ظهر هؤلاء فيظهرون كلبنانيين بسبب تجنيسهم وليسوا كفلسطينيين وطبعا أقصد أغلبهم وليسوا كلهم (لم يبدأ الازدهار اللبناني، فعلا، إلا بعد نكبة فلسطين في سنة 1948).
قبل تلك الحقبة، وحتى ثلاثينات القرن العشرين، كان لبنان مجرد مجموعة من القرى المتناثرة في الجبل تتميز بهواء صحي ملائم للمصطافين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، لكن بسقوط فلسطين سنة 1948، حمل اللاجئون معهم إلى لبنان دفعة واحدة نحو 15مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 15 مليار دولار بأسعار هذه الأيام.
وهذا الأمر أطلق فورة اقتصادية شديدة الإيجابية، فاليد العاملة الفلسطينية المدربة ساهمت في العمران وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، والرأسمال النقدي أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع.
وكان لإقفال ميناء حيفا ومطار اللد شأن مهم جدا في تحويل التجارة في شرق المتوسط إلى ميناء بيروت ثم في إنشاء مطار بيروت الدولي بعدما كان مطار بئر حسن مجرد محطة متواضعة لاستقبال الطائرات الصغيرة.
وفي هذا السياق لمع في لبنان الكثير من الفلسطينيين الذين كان لهم شأن كبير في الازدهار اللبناني أمثال:
يوسف بيدس (مؤسس بنك انترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط وأستوديو بعلبك).
حسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولين).
رفعت النمر (البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك انترناشونال).
باسم فارس وبدر الفاهوم (الشركة العربية للتأمين).
زهير العلمي (شركة خطيب وعلمي).
كمال الشاعر ( دار الهندسة).
وريمون عودة (بنك عودة).
توفيق غرغور (توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخري كبيرة).
أول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان أسسها فلسطيني هي شركة (فرج الله).
وأول سلسلة محلات لتجارة الألبسة الجاهزة هي (محلات عطا الله فريج) الفلسطيني.
وأول الذين أسسوا محلات السوبر ماركت في بيروت هو السيد اودين ابيلا الفلسطيني وهو ذاته صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي وكازينو لبنان.
وأول من أسس شركة لتدقيق الحسابات في لبنان هو فؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيان.
وأول من بادر إلى إنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان هما الفرد سبتي وتيوفيل بوتاحي الفلسطينيان ، علاوة على عبد المحسن القطان ومحمود فستق وغيرهم الكثير.
واشتهرت، في البدايات الأولى بعد النكبة، بعض العائلات الفلسطينية التي كان لها شأن بارز في تطوير بساتين الجنوب مثل آل عطايا.
كما كان لليد العاملة الفلسطينية حضور في معامل جبر وغندور وعسيلي واليمني، و من بين أساتذة الجامعات الفلسطينيون نقولا زيادة وبرهان الدجاني ونبيه أمين فارس وصلاح الدباغ ونبيل الدجاني ويوسف الشبل وجين مقدسي وريتا عوض وفكتور سحاب ويسرى جوهرية عرنيطة ورجا طنوس وسمير صيقلي ومحمود زايد وعصام مياسي وعصام عاشور وطريف الخالدي.
وبرز من بين الفنانين التشكيليين جوليانا سيرافيم وبول غيراغوسيان وناجي العلي وإبراهيم غنام وتوفيق عبد العال ومليحة أفنان وإسماعيل شموط ومحمد الشاعر وكميل حوا.
وفي الصحافة ظهرت كوكبة من الفلسطينيين في لبنان كان لها شأن وأثر أمثال: غسان كنفاني ونبيل خوري ونايف شبلاق وتوفيق صايغ وكنعان أبوخضرا وجهاد الخازن ونجيب عزام واليأس نعواس وسمير صنبر واليأس صنبر واليأس سحاب وخازن عبود ومحمد العدناني وزهدي جار الله. وأول من وصل إلى القطب الجنوبي في بعثة علمية ورفع العلم اللبناني هناك هو الفلسطيني اللاجئ إلى لبنان جورج دوماني.
ومن رواد العمل السياحي في لبنان سامي كركبي الفلسطيني الذي كان أول من جعل مغارة جعيتا على مثل هذا البهاء وأول من قاد طائرة جمبو في شركة طيران الشرق الأوسط MEA هو حنا حوا الفلسطيني.
ومن أوائل مؤسسي مراكز البحث العلمي في بيروت الفلسطيني وليد الخالدي.
وفي مجال النقد الأدبي اشتهر الدكتور محمد يوسف نجم والدكتور إحسان عباس.
ومن رواد العمل الإذاعي كامل قسطندي وغانم الدجاني وصبحي أبو لغد وناهدة فضلي الدجاني وعبد المجيد أبو لبن وشريف العلمي ورشاد البيبي.
ومن رواد الفرق المسرحية والعمل الإذاعي أيضا الأستاذ صبري الشريف الذي كان له الفضل الكبير على الأخوين رحباني وعلى مهرجانات بعلبك.
ومن رواد علم الآثار الحديث في الجامعات اللبنانية الفلسطيني ديمتري برامكي مدير متحف الجامعة الأمريكية.
ومن رواد تدريس الرياضيات في لبنان كل من جميل علي وسالم خميس وعبد الملك الناشف ووصفي حجاب.
وكان أحمد شفيق الخطيب وقسطنطين تيودوري رائدي العمل القاموسي، وسعيد الصباغ أول من تخصص في رسم الخرائط.. وأول من أطلق فكرة تأسيس مدارس تعليم اللغة الانجليزية كان الفلسطينيان اميل اغابي وادي جمل.
وأول رئيس عربي مقيم للجامعة الأميركية هو الفلسطيني الدكتور إبراهيم السلطي .
ومن رواد الموسيقى في لبنان الفلسطينيون فريد وحنا وريشارد السلفيتي وحليم الرومي وأبنته ماجدة الرومي إن أرادت ورياض البندك وسلفادور عرنيطة والفاريس بولس ثم سليم سحاب وعبد الكريم قزموز وعبود عبد العال ومحمد غازي .
واشتهر في التربية قيصر حداد وصادق عمر وجورج شهلا .
وأول فرقة للرقص الشعبي أسسها الفلسطينيان مروان جرار ووديعة حداد جرار .
وأول من أسس الفرق الكورالية الموسيقية كانا الفلسطينيان الفاريس بولس وسلفادور عرنيطة، وهذا كله غيض من فيض .
ـــــــــــــــــــــ
ملاحظة: نقلا عن جريدة السفير اللبنانية، وكل ما سبق يلقي قليلاً من الضوء على الدور الفلسطيني المعتم عليه في لبنان.
محمود سعيد كعوش - الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم