الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكتل الاقتصادي لمجموعة دول البريكس، إحدى تجارب التكتلات الاقتصادية الحديثة

مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق

2023 / 8 / 27
الادارة و الاقتصاد


كان عنوان المبحث الثاني من الفصل الثالث في كتابي (التكتلات والمنظمات الاقتصادية)، الذي يُدرس لطلاب السنة الثالثة، قسم الاقتصاد – كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، التكتل الاقتصادي لمجموعة دول البريكس. أعيد نشره بمناسبة اجتماع القمة الخامسة عشرة لمجموعة دول البريكس في جنوب افريقيا، خلال الفترة 22/08 – 24/08/2023.

المبحث الثاني
التكتل الاقتصادي لمجموعة دول البريكس
إحدى تجارب التكتلات الاقتصادية الحديثة
الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
أولاً – أسباب نشوء وتطور تكتل دول بريكس.
ثانياً – الدول الأعضاء في تكتل الـ بريكس.
ثالثاً – دور الاقتصادات الصاعدة.
رابعاً – اللقاءات الرسمية لتكتل دول الـ بريكس:
مؤتمر القمة الثالث لمجموعة دول البريكس إبريل 2011 وإعلان سانيا،
مؤتمر القمة الخامسة لمجموعة دول البريكس – ديربان جنوب أفريقيا آذار 2013.
الخاتمة.


هيمنت القوى الاقتصادية الرأسمالية التقليدية، كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان، من خلال تمتعها بقرار فاعل في المنظمات الاقتصادية والمالية العالمية الرئيسة، كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، ولوقت طويل على النظام الاقتصادي العالمي. مع تأسيس تكتل دول مجموعة البريكس ومعدلات نموها الصاعد والسريع يزيد من بدأ نوع من التحول التدريجي في التوازن الاقتصادي العالمي من الدول الرأسمالية المتقدمة إلى الدول الصاعدة، وهذا يدعم وجهة النظر في إعادة هيكل النظام الاقتصادي العالمي الحالي، والاتجاه نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب بدلاً من القوة المطلقة للدول الرأسمالية المتقدمة صناعياً. [1]

مجموعة البريكس تكتل اقتصادي يتكون من مجموعة دول صاعدة، عٌقدت القمة الأولى لهذه المجموعة من الدول المؤسسة: البرازيل وروسيا والهند والصين في يوليو/ تموز عام 2008 في اليابان على هامش قمة الثماني الكبار. ثم عُقدت القمة الثانية في روسيا الاتحادية في يونيو/ حزيران 2009، وفي بداية عام 2011 انضم إلى التكتل عضو خامس وهو دولة جنوب إفريقيا. ظهر كلمة البريك لأول مرة كمفهوم اقتصادي في عام 2001، أطلقها جيم أونيل (اقتصادي بارز في مؤسسة جولدمان ساكس)، وترمز كلمة بريك “BRIC” إلى الأحرف الأولى من أسماء الدول الأربع المؤسسة وبعد انضمام دولة جنوب أفريقيا تم إضافة حرف S لتصبح بريكس “BRICS”، وقد تنبأت بعض المؤسسات الاقتصادية بأن الحجم الإجمالي لاقتصادات هذه المجموعة من الدول سوف يتفوق في عام 2050 على الحجم الإجمالي لاقتصادات مجموعة الدول السبع الكبرى، أما بحلول عام 2025 فستتقدم اقتصاداتها على اقتصاد الولايات المتحدة. وأصبحت كلمة “بريكس” اليوم من المصطلحات المتداولة في التحليلات الاقتصادية. [2]

وتعد مجموعة بريكس منصة هامة لإجراء الحوار والتعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والإنمائية بين الدول الأعضاء. والدول الأعضاء مصممة على مواصلة تعزيز الشراكة من أجل التنمية المشتركة فيما بينها، ودفع التعاون بطريقة تدريجية وعملية وفي ضوء مبادئ الانفتاح والتضامن والمساعدة المتبادلة. هذا التعاون شامل وغير تصادمي. والدول الأعضاء منفتحة وتؤكد على تعزيز التواصل والتعاون مع الدول الأخرى، ولا سيما الدول الناشئة والنامية والمنظمات الدولية والإقليمية. [3]

تعود ظاهرة الأسواق الصاعدة في تاريخها إلى أواسط الثمانينات، عندما بدأ وول ستريت تشخيصها كمجموعة أصول متميزة. في البدء سميت بـ “الغريبة” أو الشاذة، حيث رأينا عدة دول صاعدة فتحت أسواقها المالية للأجانب لأول مرة، على سبيل المثال فتحت تايوان أسواقها في عام 1991، والهند في عام 1992، وكوريا الجنوبية في عام 1993، وروسيا في 1995. واندفع المستثمرون الأجانب مطلقين العنان لطفرة في أسعار أسواق الأسهم في الدول الصاعدة بلغت أحياناً نسبة 600% (بسعر الدولار) بين عامي 1987 و1994. خلال هذه الفترة ازدادت كمية النقود المستثمرة في الأسواق الصاعدة من اقل من 1% إلى ما يقرب من 8% من إجمالي سوق الأسهم العالمية.

أثناء طفرة العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، تضاعف متوسط الميزان التجاري في الأسواق الصاعدة كحصة من الناتج الإجمالي المحلي إلى ما يقرب 6%. ولكن منذ عام 2008، انخفضت حصة التجارة مجدداً دون نسبة 2%. تحتاج الأسواق الصاعدة الموجهة للتصدير إلى إيجاد وسائل جديدة لتحقق نمواً قوياً، والمستثمرون يدركون أن العديد من تلك الدول ستفشل في تحقيق ذلك: (في النصف الأول من عام 2012 ارتفع الفرق بين أفضل أداء وأسوأ أداء في سوق أسهم الدول الصاعدة من 10% إلى 35%. وخلال السنوات القادمة سيكون النمو في الأسواق الصاعدة شبيهاً بنمو الخمسينات والستينات حين كان بنسبة 5% بينما ترك السباق العديد من الدول إلى الخلف. هذا لا يعني إعادة ظهور عصر السبعينات لدول العالم الثالث. حتى في ذلك الوقت، بعض الأسواق الصاعدة مثل جنوب كوريا وتايوان كانتا تبدأن الطفرة، ولكن نجاحهما كان معتماً بسبب البؤس في الدول الأكبر كالهند، ذلك معناه أن الأداء الاقتصادي في الدول الصاعدة سيكون مختلفاً جداً).

في عام 2003 بدأت الأسواق الصاعدة الإقلاع كمجموعة. وارتفعت حصة هذه المجموعة من الناتج الإجمالي العالمي GDP بسرعة من 20% إلى 34%، بينما ارتفعت حصة الأسواق الصاعدة في سوق الأسهم العالمية من اقل من 4% إلى أكثر من 10%. [4]

(بدأ التفاوض لتأسيس مجموعة دول “بريك” في عام 2006، وعقد أول مؤتمر قمة لهذه المجموعة في عام 2009. وكان أول اجتماع لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/ أيلول 2006 على درجة كبيرة من الأهمية حيث أعطى طابعا رسميا للتجمع الجديد. وتعد كل دول مجموعة بريكس الخمس – ربما باستثناء روسيا الاتحادية – دولاً نامية أو دولاً صناعية جديدة ناشئة، وتتميز بضخامة اقتصاداتها. وقد حققت دول المجموعة – باستثناء روسيا الاتحادية – نموا عالياً ومستديما أكثر من معظم البلدان الأخرى حتى خلال فترة الكساد. وتبدو أهمية هذا التجمع في الاقتصاد العالمي بسبب ارتفاع نصيبها من احتياطيات العملة الأجنبية، حيث تحتفظ هذه الدول الأربع باحتياطيات تصل نسبتها إلى نحو 40% من مجموع احتياطيات العملة الأجنبية في العالم. وتملك الصين وحدها أكثر من 2.4 تريليون دولار، كما تعد ثاني أكبر دائن بعد اليابان. يشكل عدد سكان مجموعة دول بريكس (الدول الخمس) حوالي نصف سكان العالم، ويوازي الناتج الإجمالي المحلي للدول مجتمعة ناتج الولايات المتحدة (13.6 تريليون دولار) ويبلغ مجموع احتياطي النقد الأجنبي لدول المنظمة أكثر من أربعة تريليون دولار. وتتميز دول المجموعة بأنها من الدول النامية الصناعية ذوات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة). [5]

لمن يرغب رابط البحث كاملاً:

المبحث الثاني التكتل الاقتصادي لمجموعة دول البريكس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24


.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و




.. تقرير أميركي: طموحات تركيا السياسية والاقتصادية في العراق ست


.. إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز




.. خبير اقتصادي: الفترة الحالية والمستقبلية لن يكون هناك مراعي