الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس الجمهورية الصحراوية يلقي خطابا سياسيا بجنوب افريقيا ، أمام الوفود التي حضرت قمة ( البريكس ) .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ان اكبر ضربة تلقاها النظام المخزني ، كانت قمة Bricx ، التي حضرها إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية شخصيا ، واستفاد من نفس البروتوكول الذي حضي به رؤساء الدول والحكومات التي حضرت القمة . فرغم ضربة Bruxelles ، عند حضور الجمهورية الصحراوية لقاء القمة ، واستِفادت رئيس الدولة الصحراوية من نفس البروتوكول الذي حظي به رؤساء الدول ، ورؤساء الحكومات الاوربيين والافارقة ، ورفرف علمها ورايتها عاليا ، فوق سماء عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، الاّ ان صدمة قمة Bricx كان لها بالغ الأثر ، على نفسية النظام المخزني المغربي ، بسبب النتائج السلبية المسلطة على نزاع الصحراء الغربية.
ان ضربة لقاء Bricx ، كانت اقوى بالنسبة للصراع بين النظام المخزني ، والنظام الجزائري . فتناول رئيس الجمهورية الصحراوية الكلمة امام حشد من رؤساء الدول ، ورؤساء الحكومات ، ومن دون حصول احتجاج او انسحاب من قبل بعض الدول المفروض فيها انها تساند أطروحة النظام المخزني ، لم يكن سهلا ، ولا بالأمر العادي . فإلقاء الخطاب الصحراوي من قبل إبراهيم غالي ، وامام حشد من الحاضرين ، كانت له تأثيرات على مستوى الصراع الدائر بالمنطقة ، في غير صالح النظام المخزني الذي رغم توجيهه طلبا لحضور قمة Bricx ، فانه لم يفلح ، في حين كان المؤتمر سيد النظام الجزائري ، الذي رغم فيتو الهند الذي حرمه من عضوية منظمة Bricx مؤقتا ، فقد نجح في فرض حضور الجمهورية الصحراوية ، وكان النجاح كبيرا حين اخذ إبراهيم غالي الكلمة ، ووجه خطابا للحضور الذي لم يمانع او انه عارض حضور الدولة الصحراوية ، والقاء رئيسها خطابا باسم الدولة الصحراوية التي اعترف بها ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار شخصيا ، الملك محمد السادس في يناير 2017 ، ونشر الاعتراف بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 .
انّ وجه الخطورة هنا ، هو انّ التفسير الوحيد الذي يمكن اعتماده ، هو ان حضور وفود الدول التي حجت الى مدينة Johannesburg ، وعددها يزيد عن أربعين وفد دولة ، لم يعترض واحدا من الوفود ، على وجود الدولة الصحراوية ، رغم انها ليست دولة عضو بالأمم المتحدة ، وهو المعيار الذي ركز عليه الرئيس الروسي Vladimir Poutine ، عندما لن يبرق دعوة الحضور للجمهورية الصحراوية ، اللقاء الذي جمع بين موسكو ، وبين الاتحاد الافريقي مرتين متتاليتين . في حين انّ عدم حضور الجمهورية الصحراوية اللقاء الروسي الافريقي ، كان نتيجة اتفاق غير معلن عنه ، بين القيادة الروسية ، وبين قيادة الجزائر ، وهو ما تمت ترجمته في الحين ، عندما لزمت الجزائر الصمت ، ولم تعترض على خرق الروس للبروتوكول الذي يقضي بحضور اللقاء مع الاتحاد الافريقي ، وليس مع الدول الافريقية كل على حدى . وهو ما تم ترجمه الصمت والسكوت الصحراوي الذي لم يحتج على استثنائه من حضور اللقاء الروسي مع الاتحاد الافريقي .. فكان الوعد الروسي بإخراج المفاجئة الكبرى للجزائر ولجبهة البوليساريو ، والتي ستكون الضربة القاضية للنظام المخزني المغربي ، هو العمل على حضور الجمهورية الصحراوية لقاء قمة Bricx ، والخطورة في الضربة ، التزام موسكو بحضور الدولة الصحراوية ، والقاء رئيسها إبراهيم غالي كلمة الجمهورية الصحراوية ، وليس كلمة جبهة البوليساريو التي اعتبرها تقرير الخارجية الامريكية ، بمثابة حركة تحرير وكفاح مسلح ، وهو نفس اعتراف النظام المخزني بالجمهورية الصحراوية ، ومنها اعترافه بالجبهة كحركة تحرير وكفاح مسلح ، مما يفسره إضافة الى هذا الاعتراف ، جلوس النظام المخزني مع الدولة الصحراوية في اللقاءات القارية الدولية ، وعندما يجالسها بالولايات المتحدة الامريكية ، وبسويسرة للتفاوض على استقلال الصحراء الغربية .. فالوعد الروسي للجزائر عندما سكتت ، وسكتت قيادة الجمهورية الصحراوية عن الاستثناء من حضور اللقاء الافريقي الروسي ، ضمن الاتحاد الافريقي ، كان هو الوعد الذي تكون القيادة الروسية قد قدمته للجزائر ، وللدولة الصحراوية ، بحضورها الاستثنائي قمة Bricx ، وأخذِ الرئيس الصحراوي الكلمة امام الوفود الحاضرة ، من رؤساء الدول ، منها من يتمتع بالعضوية الدائمة بمجلس الامن ، ومن رؤساء الحكومات التي حضرت لقاء مؤتمر منظمة Bricx ، التي ستنضاف رقما صعبا في العلاقات الدولية . فالوعد الروسي ، الذي تم بالاتفاق مع الجزائر ، للتعويض عن (اقصاء) او ( استثناء ) حضور الجمهورية الصحراوية اللقاء السنوي بين روسيا وبين الاتحاد الافريقي ، كان هو الحضور الكبير للدولة الصحراوية كجمهورية ، اللقاء الكبير لمنظمة ( وقد أصبحت منظمة ) Bricx ، وتمكين رئيس الجمهورية الصحراوية السيد إبراهيم غالي ، من القاء كلمة الجمهورية الصحراوية امام الحاضرين من مختلف الدول كرؤساء للدول ، وكرؤساء للحكومات ، وبما فيهم رئيس الصين ، ورئيس روسيا .. وهذا طبعا سيكون له بالغ الأثر السلبي ، على نزاع الصحراء الغربية . فالدول التي قبلت حضور الجمهورية الصحراوية ، وقبلت الانصات على خطاب إبراهيم غالي ، وعددها يفوق الأربعين ، هي دول تعترف بالجمهورية الصحراوية . ومنْ لم يكن يعترف بها رسميا ، فهو يعترف بها على الطريقة التونسية عندما استقبل رئيس دولة تونس قيس سعيد رسميا ،إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية ..
ان خطورة المقلب الروسي – الجزائري ، من عدم حضور الدولة الصحراوية اللقاءات بين موسكو، وبين الاتحاد الافريقي ، وكان خديعة روسية للدولة المخزنية ، متفق عليها بين " الكرملين " Le Kremlin ، وبين قصر المرادية .. ، هل كان للجزائر ان تلتزم الصمت من استثناء حضور الصحراويين ، لان التصرف سيكون اخلالا وخروجا عن المسطرة ، عند عقد اللقاء بين موسكو وبين الاتحاد الافريقي . وهل كان لجبهة البوليساريو ، والجمهورية الصحراوية ، ان يصمتا دون احتجاج ، على خرق سافر للمسطرة المتبعة في مثل هذه اللقاءات .. فالحاصل كله كان متفقا عليه ، وكان حضور الجمهورية الصحراوية قمة Bricx ، والقاء رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي لكلمة الجمهورية الصحراوية ، داخل قمة المؤتمر ، والوفود الحاضرة تقبل بحضور الجمهورية الصحراوية ، وتذهب في ذلك كثيرا عندما تقبل الجلوس في القاعة ، وابراهيم غالي يلقي الخطاب باسم الدولة الصحراوية ..
ان اكبر ضربة تم توجيهها ( لأطروحة ) النظام المخزني ، وهنا استعملنا مصطلح ( الاطروحة ) على سبيل التجاوز ، لان النظام المخزني ليست له ، ولم تكن له في السابق ( أطروحة ) للاشتغال عليها في نزاع الصحراء الغربية ، وهو الذي اتخذ مواقف كثيرة ومتضاربة من قبيل " الصحراء في مغربها والمغرب في صحراءه " ، قبول " اتفاق الاطار والتراجع عليه " ، التشبث بالاستفتاء وتقرير المصير ، والتخلي عنه ، التقدم بحل " الحكم الذاتي " واستبداله ب " الجهوية الموسعة الاختصاصات " ، والتخلي عن الجهوية الموسعة الاختصاصات " وتعويضا ب " الجهوية المتقدمة " ، وصولا في انتحاره الى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 بظهير وقعه محمد السادس بخط يده ، ونشر الاعتراف هذا الذي حصل امام العالم ، بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 ... ، وهي ضربة كما قلت أعلاه ، مدروسة ومتقنة ، وحصلت بالعمل والتنسيق بين قصر المرادية وبين Le Kremlin ، وتمت ترجمتها بحضور الدولة الصحراوية قمة منظمة Bricx ، والقاء إبراهيم كرئيس دولة كلمة الجمهورية الصحراوية امام حشد الدول الحاضرة .. فهل استشعر النظام المخزني البليد ، صعاليك " البنية السرية " ، بالمقلب الروسي الجزائري ، وهو الذي فقد الصواب ، وتاه يضرب في كل الاتجاهات ، وبدون مقود سليم ، لتنتهي اللعبة الروسية الجزائرية بحضور الجمهورية الصحراوية ، وطرد النظام المخزني من حضور القمة ، رغم انه راهن على ذلك ، ولم يصل . وهو نفس الرهان الفاشل حصده ، عندما حضرت الجمهورية الصحراوية لقاء Bruxelles عاصمة الاتحاد الأوربي ، واستقبل إبراهيم غالي كرئيس دولة حضي بنفس البروتوكول الذي حضي به رؤساء الدول ، ورؤساء الحكومات الاوربية والافريقية .. والسؤال : ماذا يعني رفع علم وراية الجمهورية الصحراوية بسماء عاصمة الاتحاد الأوربي ، الى جانب رايات واعلام دول الاتحاد الأوربي ، ودول الاتحاد الافريقي ، الى جانب راية وعلم النظام المخزني المغربي ؟ . شئنا ام أبينا كان اللقاء بمثابة اعتراف بالجمهورية الصحراوية التي لها مكاتب إعلامية ، وسياسية ، ودبلوماسية بعواصم ومدن الاتحاد الأوربي ، وبالولايات المتحدة الامريكية ، وبالأمم المتحدة ب New-York ...
ولا يزال النظام المخزني البليد ، تائها ، فاقدا للاتجاه الصحيح ، يضرب في جميع الاتجاهات من دون نتيجة ، فوضعه الآن ، وكيفية معالجته لنزاع الصحراء ، تشبه الصياد الذي صوب البندقية نحو شجرة التّين ، لكن عندما اطلق الرصاصة ، اخطئت كل الجنان ، وليس فقط شجرة التين ..
مؤتمر ( منظمة ) Bricx ، الذي لعبت فيه الجزائر وموسكو دور التأثيث ، وقد نجحوا عندما اصابت الغشاوة اعين النظام المخزني ، كان اكبر ضربة للنظام المخزني .. بل يمكن اعتبارها قد اسست للعدد او الرقم الأخير للعد العكسي الذي سيفض وسيحل صراع الصحراء الغربية الذي جاوز سبعة وأربعين سنة دون حل ، والحل الآن ليس على الأبواب ، بل يطل من شقوق الدار .. ولن يتجاوز الحل الذي سيكون أمميا سنة ونصف المنتظرة ، وفي ابعد تقدير لن يتعدى سنتين ..لان هناك حربا تدور منذ 13 فبراير 2020 ، وإدخال أسلحة نوعية ساحة المعركة ، ويجب انتظارها .. ستبشر بسرعة الحل ، على طريقة تيمور الشرقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟