الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الهقار تدخل الرعب في قصر المرادية

كوسلا ابشن

2023 / 8 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أعلن ثوار الهقار سنة 2022, الثورة ضد جماعة العسكر المرتزقة المحتل لبلادهم. الصحراء من محيط الأطلسي الى حدود دولة التشاد, هي المجال الجغرافي الأمازيغي الطوارقي, و مجال اللسان الأمازيغي المهيمن على التراب الصحراوي. و الطوارق ليسوا عربا و لا ينتمون الى إثنيات الجنوب السوداني.
ضربات المقاومة الطوارقية الباسلة أجبرت الإحتلال الفرنسي على الإنسحاب من الصحراء, و إنتقاما من الثورة الطوارقية, قسم الإستعمار الفرنسي بلادهم على الأوطان المصطنعة, بين الجنوب السوداني و الشمال البربري بقناع عربي. و التقسيم كان عامل ضمان التبعية الإقتصادية و السياسية و الثقافية للدول المصطنعة لفرنسا, لنهب الثروات الباطنية الهائلة المتوفرة في بلاد الطوارق, و لم يكن ليرضى به الطوارق أحرار الصحراء, الذين قاتلوا الإستعمار و قدموا شهداء من أجل نيل الإستقلال و تقرير المصير, و المقاومة الباسلة للطوارق كانت أحد أسباب الإنتقام الفرنسي منهم, بتقسيم بلادهم على الأوطان المصطنعة. بالإنسحاب العسكري الفرنسي, وجد الشعب الطوارقي نفسه أمام أنظمة إستعمارية, أكثر وحشية و عنصرية و تخلف, و لهذا وجهت المقاومة بنادقها الى الإستعمار الجديد, خاصة ضد الدويلات المصطنعة جنوب الصحراء ( مالي, بوركينافاسو و النيجر), بينما ساد الهدوء الجبهة الشمالية لأسباب إيديولوجية تضليلية, حول الأخوة الدينية.
ردا على سياسة النظام العنصري الإستعماري المالي, إنطلقت ثورة كيدال سنة 1962 م, قمعها الجيش العنصري المالي بوحشية و آبادة جماعية للطوارق, و مصادرة أملاكهم و مواشيهم, و تسميم الآبار, و التهجير الجماعي للأهالي نحو مورتانيا و ليبيا و دزاير. جماعة المرتزقة لقصر المرادية المتعاونة مع النظام المالي, إعتقلت قيادة ثورة أزواد و سلمتهم سنة 1963 للنظام الفاشي المالي. و في ليبيا أثناء إستحواذ الدكتاتور آل قدافي على الحكم, إستغل اللاجئين الطوارق بإدماجهم في تشكيل مليشياته العسكرية للدفاع عن نظامه الإستبدادي العنصري.
بعد كل ثورة أزوادية و أزواغية, مثل ثورة 1991 أو ثورة 2007 -2009, او غيرهما, تتدخل الأنظمة العسكرية الإحتلالية في الشمال لوقف الثورة, خوفا من وصول شرارتها الى بلاد الطوارق في الشمال. التوسط بين الطوارق و سلطتي مالي و النيجر, كان دائما صوري بهدف الى إتفاقيات ورقية موقوفة التنفيذ, لا تقدم السلام للمنطقة و لا تلبي مطالب الطوارق, و لا تغير سياسة التمييز العنصري لأنظمة الإحتلالية السودانية. الفشل كان دائما مصير كل الإتفاقيات المبرمة, بسبب تجاهل المطالب الأساسية للشعب الطوارقي, و إستمرارية سياسة التمييز العنصري و الإستبداد المطلق, المنتهجة من طرف الأنظمة الإستعمارية لبلاد الطوارق. في ظروف المعانات و الذل تندلع كل مرة الثورة ضد الإستعمار, و لجبن الجيش الإستعماري في مواجهة الثوار, يهاجم المدنيين العزل, بإستهداف أرواحهم و ممتلكاتهم. لتبدأ العملية الروتينية بتدخل أنظمة الشر الشمالي لمنع الثورة في أزواد و أزواغ من الإمتداد الى بلاد الطوارق في الشمال. التوسط الذي كان دائما يهدف الى إركاع الشعب الطوارقي, و حبسه في مخيمات الفقر و المعانات و الإستبداد. مؤامرة قصر المرادية كانت وراء فشل المشروع التحرري الطوارقي في تأسيس دولتهم المستقلة في أزواد سنة 2012, بالقضاء على جمهورية أزواد المعلنة من طرف الطوارق. جماعة مرتزقة قصر المرادية التي حاولت منع إنتقال شرارة الثورة الى الهقار, المجال الطوارقي الغني بالنفط و الغاز و الموارد المعدنية الآخرى, الذي تستغله و تنهبه جماعة مرتزقة قصر المرادية و الشعب الطوارقي يعاني من الإضطهاد القومي و الإجتماعي, الى درجة الآبادة الجماعية, بسبب شبه إنعدام للموارد الغذائية و المائية, و الإستبداد المطلق و إنعدام البنية التحتية. في هذه الظروف المأساوية اللاإنسانية, و من معانات الشعب برزت الى الساحة سنة 2022, حركة تحرير الهقار, المناضلة ضد طغيان النظام العسكري المحتل لبلاد الطوارق. الحركة التي تطلق على نفسها ( حركة تحرير جنوب الجزائر), المعلنة عن هدفها الإستراتيجي, في تحرير بلاد الطوارق من الإحتلال و تقرير مصير الشعب الطوارقي بتأسيس جمهورية مستقلة و حرة. منذ تأسيسها إنطلقت عملياتها الحربية ضد الجيش الإستعماري, مع تستر قصر المرادية عن أخبار ثورة الهقار. قبل أسابيع نفذت المقاومة الطوارقية عملية ناجحة إستهدفت تجمع عسكري إحتلالي, أسفرت عن سقوط قتلى و جرحى في صفوف جيش الجنرالات, ما أرعب مرتزقة قصر المرادية و أسرع تبون الى عقد إجتماع المجلس الأعلى لآمن الإحتلال, الذي أسفر على الإستنجاد بالخارج. لقد إنتشر خبر العملية الجريئة للمقاومة عبر الإعلام الرقمي, الخبر الذي لم تسطيع مخابرات الجنرالات التستر عنه.
التاريخ فضح أكذوبة أخوة الدين المشترك, الذي أستخدم بهدف إركاع الشعب الطوارقي لسياسة الإستعمار الجديد, و عرى سياسة إنتهاكات حقوق الإنسان و الإستغلال الفاحش لثروات المنطقة التي يستفيد منها الإستعمار و الشعب المحلي يعيش الفقر المدقع. لقد لبى الأحرار إستغاثة الشعب المنكوب, نتيجة سياسة الإضطهاد القومي و الإجتماعي التي يمارسها الإحتلال. لبى أحرار الطوارق للواجب القومي و الإنساني في التصدي للإحتلال بتأسيس حركة تحرير الهقار, لتنضم الى حركة تحرير أزواد و حركة تحرير أزواغ, لتشكل في المستقبل حركة واحد, هي حركة تحرير بلاد الطوارق من المحيط الأطلسي غربا الى حدود التشاد شرقا, وهو المجال الترابي الطوارقي الغني بالثروات الباطنية المنهوبة من طرف الإستعمار الجديد و الإمبريالية الغربية.
رغم القمع الوحشي الذي تعرض له الشعب الطوارقي, آثر الإنتفضة الأخيرة التي نضمتها القوى الشعبية نتيجة سياسة تهريب العائدات المالية لحقول النفط و الغاز لبلاد الهقار, و إستمرار في سياسة التهميش و التفقير و الإضطهادي القومي, الممنهجة ضد شعب الهقار, لم يفلح سعيد شنقريحة قائد المرتزقة في إسكات صوت الأحرار بوسائله الوحشية, لأن بربريته مدت الأحرار بشحنة حرارية و جهتهم لمقاومة النار بالنار, و ذلك بإعلان المقاومة المسلحة ضد جماعة المرتزقة لقصر المرادية.
الهجوم المسلح الأخير لمقاتلي حركة تحرير الهقار, على تجمع عسكري و قتل العديد من عناصره, يعد تحول كبير في سياسة التعامل بين الطرفين, الإستعمار و الشعب المستعمر (فتح الميم), فالبارود لا يواجه إلا بالبارود. لقد تغيرت الموازين لم يبقى الشعب المقهور و المضطهد, الذي يعيش أوضاع اللاإنسانية منذ عقود من زمن الإحتلال, ينتظر رحمة الدين المشترك أو التدخل الأممي و لا الإتفاقيات الورقية, لإنصاف الشعب الطواريقي المحروم من كل مقومات اللازمة للحياة البسيطة. الحرية و العيش الكريم و السيادة, لا تعطى هدية, بل تؤخذ بالقوة كما سلبت بالقوة.
الزيارات المتتالية لجماعة المرتزقة الى موسكو في الشهور الأخيرة, قد تكون ليس فقط لعقد صفقات شراء الأسلحة المتطورة, لكن قد تكون لصفقة إستقدام مرتزقة فاغنير الى الهقار, كما إستقدمهم الإحتلال المالي بهدف آبادة طوارق أزواد. إرادة جماعة مرتزقة قصر المرادية, الهادفة الى إستقدام مرتزقة فاغنير لآبادة طوارق الهقار, لم تتحقق حتى الأن, لأن فعل تمرد المرتزقة على الرئيس بوتن, و مقتل رئيس المرتزقة, قد يؤجل الصفقة أو عدم الترخيص بوتن لها, بسبب ما تتعرض له سياسة روسيا دوليا بسب أعمال فاغنير الوحشية في إفريقيا.
جماعة المرتزقة لقصر المرادية قد أوصلت دزاير الى طريق مسدود, نتيجة سياسة الإضطهاد الإجتماعي و الإضطهاد السياسي, فالفقراء يزيدون فقرا و القلة من الأغنياء يزيدون غناء, فالفوارق الإجتماعية كبيرة بينهما, والبركان الإجتماعي سينفجر عاجلا أو آجلا, وهذا ما يرعب جماعة المرتزقة و يشعل التناقضات بينهم, و من الممكن أن تؤدي الى صراعات حول المناصب العليا في الجيش خاصة. الحالة التي قد يستغلها أحرار الهقار في عملياتهم الفدائية ضد الإحتلال, في آفق التحرر و الإستقلال و العيش الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة