الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!

عادل احمد

2023 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قتل مؤسس شركة فاغنر الروسية، يفيغيني بريغوجين، في حادث طائرة غامض قبل أيام في روسيا. ان فاغنر هي شركة عسكرية خاصة ومربحة، فإلى جانب خدماتها للأجندة الروسية في اوكرانيا، كانت هذه الشركة تخدم اجندة وتواجد روسيا في مختلف انحاء العالم وخاصة في القارة الأفريقية. وبالإضافة الى الأموال التي تحصل عليها مقابل تقديم خدماتها العسكرية والأمنية الى الحكومات المختلفة، فهي تحصل على ملايين الدولارات من الدول والشركات التي تستثمر في قطاع الألماس، والذهب والنفط وغيرها. طبعا يوجد لأمريكا أيضا هذه الأنواع من الشركات بكثرة تعمل في ميادين ومناطق مختلفة مثل شركة بلاك ووتر وبلاك شيلد، ونفس الشيء ينطبق على دول أخرى مثل فرنسا.

يشرح الخبير السويسري اليكسندر فوترافيرس، المدير بقسم العلاقات الدولية بجامعة ويبستر في جنيف، ورئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية، الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة قائلاً: "تهتم الشركات العسكرية الخاصة بأسواق محددة وهامة، أي النشاطات التي لم تعد القوات العسكرية التقليدية راغبة، أو قادرة على القيام بها. إذ أصبح القادة العسكريون يعتبرون توظيف جنود لعدة سنوات للقيام بمهام معينة أمرا غير مربح، لذلك أصبحوا يفضلون تكليف هذه الشركات العسكرية الخاصة بجملة من المهام مثل الإمداد والتموين. فعلى سبيل المثال قامت القوات الأمريكية، خلال حرب العراق، بمنح عروض مربحة للغاية في مجالات مؤسسات الغسيل، والتنظيف…" ويقول أيضا:" هناك أيضا العديد من الشركات العسكرية الخاصة التي لها مقرات في افريقيا أو في دول الخليج، وفي الواقع هي في معظمها شركات أمريكية تعمل بطريقة مُقنّعة حرصا منها على ألا يظهر لها اتصال بمقرات في الولايات المتحدة."

وفي كتابه "المرتزقة الحديثة"، يقول جون ماكفيت الذي كان مرتزقاً سابقاً،" أن تجارة الحرب تحولت من استثمار بملايين الدولارات إلى سوق بمليارات الدولارات. مثلاً في السنة المالية 2017، أعطى البنتاغون 320 مليار دولار للعقود الفيدرالية، منها 71 في المئة للشركات العسكرية الخاصة. وهذا يُعد مبلغاً كبيراً جداً في عالم الشركات المسلحة التي تكاد تطغى على الجيوش الرسمية. وحتى منظمة الأمم المتحدة تستعين في بعض أعمالها بالشركات العسكرية الخاصة، بما في ذلك شركة "الخدمات الأمنية متعددة الجنسيات"، وقد استأجرت إسرائيل المجموعة نفسها لتوفير الأمن في فلسطين..

وصرح البروفيسور شون ماكفيت من جامعة جورجتاون ومؤلف الكتاب The New Rules of War، أن "المرتزقة أقوى مما يدركه الخبراء، فالشركات العسكرية الخاصة مثل مجموعة فاغنر تشبه إلى حد كبير الشركات متعددة الجنسيات المدججة بالسلاح أكثر من مشاة البحرية الأميركية المارينز. ويتم تجنيد موظفيهم من بلدان مختلفة وتكون الربحية هي كل شيء"…

تقوم الشركات العسكرية الخاصة بمساعدة الدولة المعنية لتجد مكانتها السياسية ومناطق نفوذها.. أي ان المهمات التي لا تستطيع الحكومات إنجازها، توكل الى هذه الشركات لإنجازها بدلا عنها. ان هذه الشركات الخاصة تقوم بأقذر الاعمال وتقتل بكل وسائل القتل المتاحة، ولا يهمها حقوق الانسان او القوانين الدولية .. ولهذا السبب تكون أشرس القوى العسكرية وأكثرها وحشية..

عندما ننظر الى دور هذه القوات الوحشية نرى خطورة عالمنا الحالي! نرى خطورة وجود واستمرار النظام الرأسمالي وسيطرة الطبقة البرجوازية على كافة أمور الحياة. ان بقاء النظام الرأسمالي يعني ادامة الماسي وتفاقم المعاناة البشرية، وهنا تكمن انية قول روزا لوكسمبورج "اما الاشتراكية او البربرية"!!

ان خطر هذه القوات الرجعية على الحركة العمالية والاشتراكية قوي جدا، اذ ليس مستبعدا في أية لحظة عندما تنزل الطبقة العاملة الى الشارع، ان تستوظف هذه الشركات العسكرية الخاصة في قمع الطبقة العاملة وثورتها .. علينا ان نحسب ألف حساب في المراحل الثورية في مجتمعاتنا، وان ندرك تمام الادراك إمكانية استخدام هؤلاء المرتزقة، للصدام مع حركتنا ومحاولة قمعها بالقوة. ان قتل بريغوجين، والدور والنشاط الذي مارسه على راس شركة فاغنر، يشير بان العالم الذي نعيشه يتجه بخطى متسارعة نحو البربرية، وعلى الإنسانية ان تقف بوجه هذه البربرية الرأسمالية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان