الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصاعد المقاومة يدفع المزيد من المستوطنين للهجرة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الصهاينة الذين أقاموا دولة الاحتلال عام 1948 لا جذور ولا تراث لهم في فلسطين؛ إنهم دخلاء عليها، إذ انهم هاجروا إليها من شتى بقاع العالم بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بتآمر ودعم غربي وتخاذل وصمت رسمي عربي؛ والأقلية اليهودية التي عاشت فيها خلال مرحلة معينة من تاريخها كانت تشكل جزأ هامشيا من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وان الدولة الصهيونية، أو ما يسمى بإسرائيل هي دولة هجرة واحتلال واستعمار استيطاني لا علاقة لها بفلسطين وشعبها وتاريخها.
ولأن الهجرة اليهودية لفلسطين كانت وما زالت تشكل أساس واستمرار وجود دولة الاحتلال، فإن قادتها يعتقدون أن ابطاء أو توقف هذه الهجرة، وتفاقم الهجرة المعاكسة يشكلان تهديدا وجوديا لدولتهم؛ فلا غرابة إذا لشعورهم بالهلع من التقارير الأخيرة التي تشير إلى تراجع غير مسبوق في الهجرة إلى دولة الاحتلال، وإلى ارتفاع في الهجرة المعاكسة خلال النصف الأول من هذا العام 2023 بسبب تصاعد المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية، وبسبب عدم التجانس بين سكانها والأزمات الداخلية التي تعصف بها.
فرغم مرور 75 سنة على إنشاء دولة الاحتلال ودعم الغرب لها عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ازداد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ومقاومته لوجودها واحتلالها، وما زالت أسيرة لمعضلتها الوجودية المتمثلة في أزمة الهوية والانتماء للمنطقة، وفي تباطؤ الهجرة لها وتصاعد الهجرة المعاكسة. فبحسب بيانات وزارة الهجرة والاستيعاب والوكالة اليهودية فقد انخفضت الهجرة إلى فلسطين بشكل حاد في النصف الأول من هذا العام حيث تراجعت نسبة استقدام اليهود بنجو 20%؛ وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن حوالي 33% من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة، وينوي 59% من السكان تقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، وان الكثير من العائلات اليهودية تسدي النصائح لأولادها بالهجرة.
وأفادت سفارات فرنسا، هولندا، اسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، رومانيا، البرتغال، ودول البلطيق بارتفاع كبير في الطلبات المقدمة من المستوطنين الصهاينة لإصدار جوازات سفر أوروبية، أو تأشيرات من أجل الانتقال إلى أوروبا. ونقلت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن أحد السفراء الأوروبيين قوله ان " المزيد من الإسرائيليين يطلبون إصدار جوازات سفر في طوابير لم نشهدها في السابق."
لا شك ان أهم العوامل التي تدفع الإسرائيليين وبصورة خاصة المستوطنين للهجرة أو التفكير الجدي بها هو تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة حيث ان العمليات المؤلمة التي نفذها أبطال المقاومة في الضفة الغربية منذ بداية هذا العام في محافظات جنين وطولكرم ونابلس والخليل والقدس قد قلبت المعادلة، وأرعبت المستوطنين، وأثبتت لهم ان هذا الشعب الفلسطيني الأبي عصي على الكسر، ولن يتنازل أبدا عن حقوقه المشروعة في وطنه، ولا يهاب منازلتهم رغم كونهم مدججين بالسلاح ومحاطين بجيش وشرطة الاحتلال لحمايتهم، وسيستمر بتقديم قوافل الشهداء والتضحيات الجسام حتى يتمكن من دحر احتلالهم لوطنه.
سماحة الشيخ المناضل حسن نصر الله كان على صواب عندما قال " إن إسرائيل هذه التي تملك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة هي أوهن من بيت العنكبوت." فالصهاينة الذين هاجروا لفلسطين من معظم دول العالم يدركون ان المجتمع الإسرائيلي الذي يعيشون فيه هش وغير متجانس ويعاني من أزمة هوية لا حل لها، وأنهم احتلوا وطنا لا علاقة لهم به، ولا حق لهم فيه بقوة السلاح وبمساعدة دول الغرب وتخاذل وتآمر الكثيرين من الحكام العرب، وأن الشعوب العربية تعتبرهم دخلاء على المنطقة ولن تقبلهم كجزء منها أبدا.
ولهذا فإن المقاومة الفلسطينية الشاملة المسلحة والسلمية هي الرد الوحيد الناجع على عربدة الإسرائيليين حكومة وشعبا، خاصة المستوطنين، وهي التي اثبتت أن ضرباتها الموجعة ستدفع المزيد منهم إلى العودة إلى الدول التي هاجروا منها لفلسطين، أو إلى الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وإنها، أي المقاومة تمثل إرادة وأمل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في التخلص من الاحتلال الصهيوني لفلسطين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |