الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنثى وأثرها على الكاتب في -لقاء الياسمين بين الآهات والحنين- سماحة حسون

رائد الحواري

2023 / 8 / 28
الادب والفن


الأنثى وأثرها على الكاتب في
"لقاء الياسمين بين الآهات والحنين"
سماحة حسون
تتكون هذه النصوص من مائة وعشرين نصا، وغالبيتها جاءت متعلقة بالحبيب والحبيبة، فالكاتب يبدي مشاعره تجاه الحبيبة، وهذا ما نجده في نص العنوان: "لقاء الياسمين
لقاء أنثى الياسمين، تعشق الياسمين من نبض الياسمين، من براعم الياسمين وبتلاتها وكأنها حور عين، من جنات النعيم، كسنبلات خضر تسر الناظرين" ص19، نلاحظ تكرار لفظ "الياسمين" ثلاث مرات، وهذا له علاقة بالعنوان الكتاب، وبالأثر الذي تركته الحبيبة على الكاتب، فهو من خلالها وجد الياسمين فيها وفي اسمها، لهذا انعكس حضورها على كتابته، فنجد الطبيعة حاضرة: "الياسمين، براعم، بتلاتها، جنات، سنبلات، خضر" وهذا الخضار الجميل والناعم جاء ليؤكد الأثر التي تركته الأنثى فيه، فهي امرأة خصبة، جميلة، تتماثل مع عشتار في صفات، من هنا نجد حضوره المباشر أقل من الأثر الذي تركته فيه: "أنثى، تعشق، نبض" وبهذا يكون الكاتب قد تناول عنصرين من عناصر الفرح الطبيعة والمرأة، تاركا الكتابة والتمرد ليتناولهما لاحقا بقوله في نص "أنثى الياسمين":
"يبدو أن قلمي وقافيتي وأنامل يدي لا تكفي لأكتب هذا الكم الهائل عنك... أحتاج إلى أناملك ليكتمل اللحن والعزف على الوتر لتكتمل الصورة، وانسدال شعرك العمودي ليناسب قافيتي وبحرها" ص20، في هذا المقطع نجد أثرها على الكاتب بصورة جلية، فمن أوجد "سماحة حسون" ككاتب هي "أنثى الياسمين" من هنا نجد هذا الكم من الألفاظ المتعلقة بالكتابة/الفن: "قلمي، قافيتي (مكررة)، بحرها لأكتب، اللحن، والعزف، الوتر، الصورة" هذه اللغة تشير إلى تماهي الكاتب مع أثرها، أثر الحبيبة، فبدا عاجزا عن الكتابة دونها، بمعنى انه يفقد مكانته/دوره ككاتب إذا لم تكن حاضرة أو إذا فقدها أو فقد أثرها عليه.
الجميل في هذه النصوص أننا نسمع صوت الحبيبة، تتحدث قائلة في "قالت لي:
"ملهمي يغني كالبلبل بين العينين، وجفن الوردتين، ملهمي بنى قلبي وأزهر، ملهمي أول مولود تشهد به أنوثتي" ص33، اللافت في هذا المقطع وجود لغة أنثى حقيقة وليست متخيلة، فالكاتب لا يتقمص دورها بل نقل صوتها، من هنا كانت اللغة مطلقة البياض، تجتمع الألفاظ والمضمون في خدمة الفكرة التي يُراد تقديمها، كما نجد صواتها حاضرا في: "أول مولد تشهد به أنوثتي" فهذا التعبير صادر عن أنثى حقيقة وليست متخيلة، فغريزة الولادة تؤكد هذه الحقيقة، كما استخدامها لفظ المذكر "كالبلبل" يؤكد حقيقة كونها أنثى واقعية، لكن تم تقديمها بصورة أدبية.
شكل تقديم النصوص جاء قصيرا، وهذا سهل على القارئ تناولها، لكن هناك نصوص جاءت على شكل ومضة كما هو الحال في هذه المقاطع:
"من شدة حسنها تنافست ألوان الورود عليها"
"هل تعلمين في كل مرة أحادثك وتكلميني أرغب في احتضان صوتك" ص93، الجمالية في هاتين الومضتين ليس في الصورة الأدبية فحسب، بل في صدق المشاعر التي فيهما، ففي الومضة الثانية يركز على الكاتب على الكلام من خلال: "أحادثك وتتكلمين، صوتك" وهذا ما جعله يرغب باحتضان صوتها وليس باحتضانها، فالكلام جعله يخرج عن المنطق/العقل ويحتضن الصوت!!، فيا له من مجنون هذا الذي يريد احتضان صوت، وبهذا يكون "سماحة حسون" قد تمرد على المنطق/العقل، فبدا مجنونا، لا يتحدث بمنطق أو من خلال العقل!!.
الكتاب من منشورا دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى2024.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب