الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعفاء وزيرة الخارجية الليبية مؤقتا من من مهامها بعد اجتماع إسرائيلي أثار احتجاجات ليبية وأمريكية

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 8 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


أوقف رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مؤقتا بعد الكشف عن اجتماع غير رسمي مع نظيرها الإسرائيلي في روما.
وأثار اللقاء، الذي عقد دون اعتراف دبلوماسي بين البلدين، احتجاجات في عدة مدن ليبية. ولوح المتظاهرون في طرابلس ومناطق أخرى بالأعلام الفلسطينية، وأغلقوا الطرق، وأعربوا عن معارضتهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.
وأعلن رئيس الوزراء الدبيبة، مساء الأحد، عن الإيقاف، مؤكدا أنه سيتم إجراء تحقيق إداري من قبل لجنة برئاسة وزير العدل لمعالجة الأمر. ويأتي القرار وسط مخاوف بشأن تأثير الخلاف على الاستقرار الداخلي في ليبيا.
وبينما وصفت وزارة الخارجية الليبية اللقاء بأنه حدث غير مقصود وغير رسمي، أشادت وزارة الخارجية الإسرائيلية به ووصفته بأنه حدث دبلوماسي تاريخي. ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اللقاء بأنه "الخطوة الأولى" نحو إقامة العلاقات بين البلدين.
وبحسب ما ورد تطرقت المناقشات إلى مجموعة من المواضيع، بما في ذلك إمكانية التعاون في مجالات مثل الحفاظ على التراث الثقافي، وتجديد الكنيس، والزراعة، وإدارة المياه.
هذا، وسلطت ردود الفعل على الاجتماع الضوء على التعقيدات المستمرة المحيطة بعلاقات إسرائيل مع جيرانها العرب. ورغم أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية مع بعض الدول العربية من خلال اتفاقيات توسطت فيها الولايات المتحدة، فإن هذا الحادث يميط اللثام عن المشاعر العميقة والالتزام العاطفي بالقضية الفلسطينية التي لا تزال سائدة في أجزاء من العالم العربي.
وأعرب المجلس الرئاسي الليبي، وهو هيئة تتمتع جزئيا بسلطات تنفيذية، عن قلقه إزاء الحادث، مؤكدا أنه يتعارض مع السياسة الخارجية الليبية والقيم الوطنية الأساسية.
للإشارة، تتمتع ليبيا بتراث يهودي تاريخي، لكن عقودا من الحكم في عهد معمر القذافي أدت إلى طرد الجاليات اليهودية وتدمير المعابد اليهودية.
ومع استمرار ظهور تداعيات هذا الاجتماع، يرصد المراقبون الإقليميون والدوليون عن كثب تداعيات هذا الحدث على الاستقرار الداخلي في ليبيا وعلاقاتها الخارجية، فضلاً عن الديناميات الأوسع ضمن السياق العربي الإسرائيل.
في موضوع ذي صلة، بعثت الإدارة الامريكية احتجاجا شديد اللهجة الى إسرائيل حول التصرف الذي أدى الى الكشف عن الاجتماع بين وزير الخارجية ايلي كوهين مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، جاء هذا نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تحدثوا إلى موقع "والا" الإسرائيلي.
وذكر التقرير أن الإدارة الأمريكية عملت خلال العامين الماضيين على دفع انضمام ليبيا الى الاتفاقيات الإبراهيمية والنشر عن الاجتماع يمس بصورة شديدة بهذه الجهود، لذا فإن الأمريكيين قلقون بأن الكشف رسميا عن الاجتماع من جانب إسرائيل، والأحداث التي وقعت في أعقاب ذلك خلقت تأثيرا على دول أخرى يجري حثها للانضمام الى عمليات التطبيع.
وصرح مسؤول أمريكي بأن ما حدث :"دمر قناة الاتصالات مع ليبيا وجعل جهودنا لدفع التطبيع مع دول إضافية أصعب بكثير". وقال مسؤولون أمريكيون إن الإدارة الأمريكية كانت على إطلاع على الاستعدادات لعقد الاجتماع بين كوهين والوزيرة الليبية وشجعت الليبيين على إجراء اللقاء.
وكانت إدارة بايدن تدرك أن الحديث يدور عن اجتماع سري فقط في هذه المرحلة، لذك ذهل المسؤولون الأمريكيون من قيام وزير الخارجية كوهين أمس بنشر بيان رسمي حوله.
ونقل التقرير عن مقربين من الوزير كوهين قولهم إنه لدى عقد الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية تفاهم الطرفان على أنه سيتم الإبلاغ عن إجرائها بعد حين، حتى أن مصدرا آخر في وزارة الخارجية قال إن نشر البيان كان مخططا له يوم الثلاثاء 29 غشت الجاري.
في حين ذكر مسؤولون أمريكيون أنه بعد نشر بيان كوهين، أصيب الليبيون بحالة من الهلع وقالوا إنهم لم ينووا الإبلاغ عن الاجتماع. بينما أشار مسؤول أمريكي بأن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكة وسفارة الولايات المتحدة في إسرائيل توجهوا مساء الأحد الى الوزير كوهين وإلى مسؤولين آخرين بوزارة الخارجية معبرين عن احتجاج شديد حول تطور الأحداث.
وزعم الوزير كوهين والموظفون في وزارته أمام الأمريكيين بأنه ليسوا هم من سربوا الاجتماع، انما فقط ردوا على معلومات سربت من أحد وسائل الإعلام في إسرائيل. الادارة الأمريكية تشكك في رواية كوهين حول الأمر. وقال مسؤول أمريكي إنه حتى لو كان هناك تسريب، كان على وزارة الخارجية أن تجيب بأنه :"لا يوجد رد"، وليس اصدار بيان رسمي يؤكد وقوع الاجتماع ويتفاخر به.
مسؤولون أمريكيون قالوا إن الكشف عن الاجتماع من قبل وزير الخارجية كوهين لم يمس فقط بالجهود لدفع التطبيع إنما تسبب أيضا في مظاهرات ضد الحكومة الهشة، والتي بالأصل لا تسيطر على كل مناطق البلاد. وقال مسؤولون في إدارة بايدن بأن الإدارة تحاول من فترة طويلة دفع خطوات لحل الأزمة السياسية في ليبيا. وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن تصرف كوهين ألحق الضرر أيضا بهذه المحاولات وتسبب بضرر كبير على المصالح الأمنية الأمريكية في ليبيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة