الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الفقر في العراق

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نحن الآن في العراق المستباح وشعبه المذبوح في مرحلة تراكمت بها السلبيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى ضاق العقل من زخمها وكثافتها وأفرزت ظاهرة الفقر والجوع والبطالة وتدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) وأصبح البيت البيئة الأساسية في المجتمع متسيب ومنفلت وبسبب لجوء الكليات والجامعات بتخريج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة كما أصبحت التربية والتعليم لا تربية ولا تعليم إضافة إلى ظاهرة الفقر المدقع وارتفاع تكاليف المدارس الأهلية والقرطاسية والملابس المدرسية إضافة لأسباب الفقر والجوع دفعت رب الأسرة إلى سحب أبناءه من كراسي الدراسة ورميهم في العمل بالسوق أما عتالين أو بائعي أكياس النايلون أو متسولين في الشوارع والمقاهي من أجل مساعدة آبائهم في توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ... وكان أحد الأطفال المتسولين في المقاهي يذهب ويطلب الصدقة من روادها وكان أحد الأطفال قضى يومه في التسول حتى المساء ولم يحصل على مبلغ من المال وأصبح يسيطر عليه القلق والخوف لعدم حصوله على المال ومعاقبة والده بسبب ذلك فلجأ الطفل إلى أحد الجالسين في المقهى وهو شيخ كبير مد يده إليه يطلب منه المساعدة فنهض الرجل وهو يفتش في جيوبه عن مبلغ كي يقدمه إلى الطفل فلم يجده واعتذر الرجل من الطفل وطلب منه الذهاب ولكن الطفل بقي يتوسل بالرجل أن يقدم له ويعطيه ولو فلس واحد وبقي يتوسل بالرجل على مساعدته فأصبح الرجل بحالة عصبية وأخذ يفتش في جيوبه أمام الطفل وهو يقول لا أملك حتى فلس واحد ... فتركه الطفل وهو يضحك ويقول : هه ... هه ... هه ... رجل كبير ولا يملك فلس واحد ...!!؟؟
من ينقذ العراق ويزيل هذه الغمة عن هذه الأمة التي ابتليت وصنعت هذا الكابوس الذي يجثم بثقله وآلامه على الطفل والشيخ الكبير بين من يبحث عن الفلس وبين من لا يملك الفلس ولذلك الشعب العراقي يحتاج إلى تغيير واقعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الوقت الذي أصبح فيه التركة والإرث ثقيل ومرض مزمن على مدى عشرين عاماً من الحكم الفاشل الذي أوصل العراق على ما نحن عليه الآن والمستقبل أسوأ وأظلم ولذلك الحكومة التي يرأسها السوداني تكونت وتأسست حسب قاعدة المحاصصة لا يمكنها أن تغير من الواقع لأن هذه الحكومة هي صنيعة ومسيرة وموجهة من القوى التي صنعت هذه الكارثة وفاقد الشيء لا يعطيه والذي سبب وصنع هذه الكارثة لا يستطيع تغييرها وإصلاحها ولذلك ليس أمام الشعب العراقي سوى التغيير والتبديل بعناصر جديدة ومؤمنة ومخلصة من أصحاب الأيادي البيضاء حسب قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب ولذلك إن الشعب يحتاج إلى دولة يتبوأ فيها مواقع السلطة عناصر منتخبة من كل شرائح المجتمع بمختلف أطيافه الدينية والقومية يعبرون عن رغباته وتطلعاته ويستطيع فيها الشعب ممارسة المراقبة والمحاسبة وتغييرهم في الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة ولذلك تصبح العلاقة تصالحية بين سلطة الحكم والشعب وعند ذلك تصبح الأحزاب والكتل والتيارات الوطنية التي تتنافس وتتصارع للوصول إلى السلطة من أجل مصلحة العراق وطن وشعب وليس من أجل المصالح الخاصة الأنانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك