الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتصالات لا يمكن تفسيرها - مترجم

أحمد زايد

2023 / 8 / 29
الطب , والعلوم


ستيف تايلور

في عام 1985 بدأت أغرب مباراة شطرنج في التاريخ. قرر (Wolfgang Eisenbeiss)، وهو لاعب شطرنج سويسري هاوٍ مهتم بالباراسيكولوجي، محاولة ترتيب مباراة بين لاعب شطرنج كبير متوفي وآخر حي. اتصل بالحي، (Viktor Korchnoi) - المعروف باهتمامه بالباراسيكولوجي - والذي وافق على التجربة. ادعى الوسيط الروحي، (Robert Rollans)، أنه اتصل روحياً بلاعب شطرنج كبير يُدعى (Geza Maroczy)، الذي توفي عام 1950. كان ماروسي مجريًا وتم تصنيفه ذات مرة كثالث أفضل لاعب شطرنج في العالم.

لم يلعب (Robert Rollans) الشطرنج بنفسه، لكن ماروسي كان يتواصل معه ويخبره كيف يُحرك قطع الشطرنج. استغرقت المباراة 48 حركة وفاز كورشنوي. أثبت التحليل الذي أجراه خبراء الشطرنج، بما في ذلك (Bobby Fischer)، أشهر لاعب في عصره، أن أسلوب لعب رولانز كان مشابهه لأسلوب لعب ماروسي القديم والمُميز.

بالإضافة إلى اللعبة، "كتب" ماروسي من خلال رولانز نصًا من 38 صفحة يحتوي على العديد من التفاصيل المحددة عن حياته. وأتبع (Wolfgang Eisenbeiss) ذلك بـ 91 سؤالًا تفصيليًا ومحددًا، وجهها إلى ماروسي عبر الوسيط. وجد أحد المحققين أنه من بين الإجابات الـ 81 التي توفرت فيها المعلومات، كانت 79 منها صحيحة.

كيف يمكن أن نفسر هذه الحالة الغريبة؟ على الرغم من أن رولانز ادعى أنه لا يلعب الشطرنج، إلا أنه ربما كان حقًا لاعبًا ماهرًا للغاية. ومع ذلك، نظرًا لأنه سيتعين عليه اللعب على مستوى لاعب شطرنج كبير، يبدو هذا غير مرجح. ربما اتصل الوسيط (أو آيزنبيس) هاتفيًا بلاعبي شطرنج كبار آخرين على قيد الحياة ليطلب نصيحتهم. هذا ممكن من الناحية النظرية، لكن لم يبلغ أي من كبار الأساتذة عن أنه تم الاتصال بهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا لا يتناسب مع أسلوب ماروسي المُميز والقديم.

أو - كما قد يبدو الأمر غير وارد - هل من الممكن أن يكون الوسيط على اتصال بالفعل بروح ماروسي، الذي كان ينقل الحركات إليه؟ ومن الواضح أن هذا يعني أن ماروسي كان لا يزال على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى، في عالم أو بعد مختلف، بعد 35 عامًا من وفاته الجسدية. (لمزيد من المعلومات حول هذه الحالة، انظر https://psi-encyclopedia.spr.ac.uk/articles/maroczy-chess#Criticisms).

– لغز الوساطة الروحية

قد تبدو فكرة أن الوسطاء يمكنهم بطريقة أو بأخرى الاتصال بالأشخاص المتوفين فكرة سخيفة. ليس هناك شك في أن بعض "الوسطاء" في العصر الحديث هم محتالون أو متوهمون. يطرح البعض أسئلة عامة ويقومون بتخمينات ذات احتمالية عالية حتى يبدو الأمر كما لو أنهم يُقدمون تفاصيل محددة. يمكن للسحرة والمشعوذين تكرار أنشطة مثل هذه بسهولة تامة.

ومع ذلك، فإن هذا لا يبطل بالضرورة مجال الوساطة الروحية برمته، كما أن كون بعض الأطباء دجالين لا يبطل مهنة الطب بأكلمها. في الواقع، كان هناك العديد من الوسطاء ذوي الكفاءة العالية ولم يتم شرح قدرتهم على الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة للغاية عن الأشخاص المتوفين. منذ القرن التاسع عشر، تم اختبار العديد من الوسطاء رفيعي المستوى بشكل صارم ومتكرر من قبل العلماء والمراقبين الآخرين - في بعض الحالات لعقود من الزمن - دون وجود دليل على الاحتيال.

واحدة من أشهر هؤلاء كانت ليونورا بايبر، التي ولدت عام 1850. ربما تم اختبار بايبر على نطاق أوسع أكثر من أي وسيط في التاريخ. أجرى عالم النفس الكبير ويليام جيمس العديد من الاختبارات مع بايبر وأرسل 25 من زملائه ومعارفه لرؤيتها بأسماء مستعارة. أذهلت بايبر جُلَسَاءُ جيمس (المصطلح المستخدم للأشخاص الذين يزورون الوسطاء ليتمكنوا من خلالهم من محادثة أقاربهم المتوفين) بأوصاف دقيقة لمظاهر وأنشطة الأشخاص المتوفين. ونتيجة لهذه الاختبارات، كتب جيمس: «أعتقد الآن أنها تمتلك قوة لم يتم تفسيرها بعد». (لمزيد من المعلومات حول هذه الحالة، انظر https://psi-encyclopedia.spr.ac.uk/articles/leonora-piper#Scepticism_and_Controversy).

– البحث التجريبي

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه في السنوات الأخيرة، كانت هناك العديد من الدراسات العلمية الصارمة للغاية للوسطاء رفيعي المستوى، مع نتائج ناجحة، بما في ذلك الدراسات مزدوجة وثلاثية وحتى خماسية التعمية. اتخذ الباحثون، مثل جولي بيشيل في معهد ويندبريدج للأبحاث، تدابير صارمة لاستبعاد أي احتمال للتخمين أو الاحتيال أو "التسرب الحسي" (عندما يتم نقل المعلومات بطريقة لا-واعية بين الوسيط والجليس/الجليسة).

تستخدم مثل هذه الدراسات "جليس وكيل/جليسة وكيلة" بحيث لا يكون للوسيط أي اتصال مباشر مع الجليس الفعلي/الجليسة الفعلية (أي الشخص المرتبط بالشخص المتوفي). يُعطى الوسيط ببساطة اسم الشخص المتوفى من خلال الجليس الوكيل/الجليسة الوكيلة (الذي/التي يعرف/تعرف القليل أو لا يعرف/لا تعرف أي شيء عن الشخص المتوفي) ويُطلب منه الاتصال به. لا يعرف الوسيط الاسم مسبقًا، مما يزيل احتمالية الاحتيال. ثم يُقدم الوسيط أكبر قدر ممكن من التفاصيل حول مظهر المتوفي وشخصيته وهواياته واهتماماته وسبب الوفاة وما إلى ذلك. يتم إعطاء نص المعلومات للجليس/الجليسة الفعلية، ومن ثم يقوم/تقوم بتقييم دقة المعلومات. يتم تكرار العملية عدة مرات في جلسات مختلفة بنفس الوسيط.

أظهرت الدراسات الخاضعة للرقابة الصارمة والقائمة على هذا النوع من البروتوكولات "معدل إصابة" ثابت وذو دلالة إحصائية يبلغ حوالي 75%. وكما كتب مجموعة من الباحثين مؤخرًا، فإن نتائج مثل هذه الدراسات تشير بقوة إلى أنه "يمكن لبعض الوسطاء الإبلاغ عن معلومات دقيقة ومحددة عن الأحباء المتوفين للأحياء... دون أي معرفة مسبقة بالجُلَسَاءُ أو المتوفين، وفي غياب تام لأي ردود فعل حسية، ودون استخدام الاحتيال أو الخداع".

في عام 2020، تم نشر تحليل شمولي لجميع دراسات الوساطة الروحية الهامة من عام 2001 وحتى عام 2019، بما في ذلك فقط الأوراق البحثية ذات الضوابط التجريبية الأكثر صرامة. وأظهر التحليل أن الصدفة لا يمكنها تفسير نتائج هذه الدراسات. وكما علق الباحثون، فإن "نتائج هذا التحليل الشمولي تدعم الفرضية القائلة بأن بعض الوسطاء يمكنهم استرجاع معلومات عن الأشخاص المتوفين من خلال وسائل غير معروفة".

قال ويليام جيمس فيما يتعلق بإلينورا بايبر: “لقلب الاستنتاج القائل بأن جميع الغربان سوداء، يكفي إيجاد غراب أبيض واحد؛ واحد فقط يكفي". في حالة الوساطة الروحية، لدينا العديد من الغربان البيضاء - لذلك قد يتعين علينا مراجعة بعض افتراضاتنا حول الحياة البشرية، بغض النظر عن مدى عدم فهم البدائل.

– المصادر:

1. Myers, F. W. H., Lodge, O., Leaf, W. & James, W. (1890). A record of observations of certain phenomena of trance. Proceedings of the Society for Psychical Research, 1889–90, 6, pp. 436–659, p. 653

2. See Beischel, J. et al. (2015). Anomalous information reception by research mediums under blinded conditions II: replication and extension. Explore, 11(2):136-42. Beischel, J. & Schwartz, G. (2007) Anomalous information reception by research mediums demonstrated using a novel triple-blind protocol. Explore, 3(1):23-

3. Barušs, I & Mossbridge, J, (2016). Transcendent Mind: Rethinking the Science of Consciousness. Washington, DC: American Psychological Association.

4. Rock, A, et al., (2014). Discarnate readings by claimant mediums: Assessing phenomenology and accuracy under beyond doubt-blind conditions. Journal of Parapsychology, 782, pp. 183–194, p. 183.

5. Sarraf, M. et al. (2020). Anomalous information reception by mediums: A meta-analysis of the scientific evidence. Explore online pre-publication. DOI: 10.1016/j.explore.2020.04.002.

6. James, W. (1896). Address of the president before the society for psychical research. Science, 3(77), 881-888, p. 884

مصدر الترجمة:
https://www.psychologytoday.com/us/blog/out-of-the-darkness/202308/inexplicable-communications








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتابعكم
ماجدة منصور ( 2023 / 8 / 29 - 09:38 )
بإهتمام
أشكركم

اخر الافلام

.. ابتداءً من 6 مايو | أثر الطائر الطنان | ناشونال جيوغرافيك أب


.. هكذا نحمي أطفالنا من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي




.. قوات الأمن الأمريكية تمنع وسائل الإعلام من تغطية اعتصام معهد


.. الجزيرة ترصد تزايد أعداد السفن المنتظرة في المياه الإقليمية




.. واشنطن تستعمل التكنولوجيا لكسب تأييد جزر المحيط الهادي