الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة النفطية وسياسة الطاقة في العراق

عبد الستار الخفاجي

2023 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ان السياسة النفطية وسياسة الطاقة بشكل عام الحالية هي مصدرها وزارة الخارجية الامريكية وجرى الاعداد لها لتبنيها من قبل العراق بعد احتلاله وذلك دون نقاش حتى وان ادت الى خسارة اقتصادية عالية وهذه السياسة اعتمدت على حق تطوير حقول النفط الى الشركات المتعددة الجنسية وجرى ويجري تنفيذها من خلال العقود طويلة الاجل مع شركات النفط الاجنبية وفيه لن تخضع تلك الشركات الى المحاكم العراقية ولا للتدقيق ولا للرقابة ،
وان التقديرات الاقتصادية ان النمط الذي عمل ويعمل به كلف العراق مئات المليارات من الدولارات من الايرادات الضائعة بنفس الوقت
يمنح الشركات الاجنبية ارباحا هائلة
تعتبر عقود مشاركة الانتاج اعادة تصميم جذرية لصناعة النفط العراقية تنقلها من الملكية العامه الى الخاصة والدافع الرئيسي لهذا الامر هو سعي الولايات المتحدة وبريطانيا لتحقيق (أمن الطاقة) في اسواق مضطربة وحاجة شركات النفط متعددة الجنسية لحجز وضمان احتياطيات جديدة للمستقبل.
وبالرغم من خطورتها وعيوبها وتاثيراتها المباشرة على الاقتصاد العراقي الا انها فرضت من قبل الولايات المتحدة دون اي مناقشة ،
العقود المبرمة هي نوع خاص جداً في سوق النفط، فلا هي من نوع عقود الخدمة الفنية، التي تعني تأجير خدمات شركة نفطية أجنبية، بما في ذلك مختلف الفعاليات الإنتاجية في عقد أو عدة عقود لقاء أجر محدد، ولا هي من نوع عقود المشاركة في الإنتاج ذات المضمون اللصوصي.

إن عقود المشاركة في الإنتاج هي أسوأ أنواع العقود وذات سمعة كريهة عالمياً، ولهذا فإنّ الحكومة العراقية، أطلقت عليها اسماً «جميلا» آخر هو (عقود التنقيب والإنتاج) في محاولة لتلافي الحرج الذي يثيره الاسم القديم. هذه العقود على نوعين: الأول يسمّى النموذج الليبي، وهو متشدد قليلاً مع الشركات الأجنبية، ويضع الكثير من الشروط، والنوع الثاني هو النموذج الروسي، أو اليلتسني، نسبة إلى الرئيس الأسبق بوريس يلتسن، الذي كان متعجلاً على بيع ثروات تلك الدولة، ومنها النفط بسعر التراب للغرب وشركاته. وقبل أن نفصل في موضوع عقود المشاركة في الإنتاج، ولتوضيح حجم جريمة سرقة الثروات العراقية، نعلم مثلاً أن خسائر العراق بموجب عقود المشاركة من النوع الروسي، وإذا افترضنا أن سعر البرميل هو 30 دولاراً فستكون بين 55 و143 مليار دولار. أما إذا كان سعر البرميل 60 دولاراً، فإن الخسائر ترتفع إلى ما بين 110 مليارات و 300 مليار، فكيف سيكون حجم الخسائر وقد تجاوز سعر البرميل 100 دولار اليوم؟
منذ زمن بعيد وعيون بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية مسلطة على مصادر الطاقة الهائلة في العراق والخليج . وفي عام 1918 كتب موريس هانوي اول وزير للحربية البريطانية يقول( سيحل النفط في الحرب المقبلة مكان الفحم في الحرب الحالية والمورد الكبير المحتمل الوحيد الذي يمكن وضعه تحت السيطرة البريطانيةهو المورد الفارسي( ايران حاليا) وبلاد مابين النهرين (العراق) والسيطرة على مصادر النفط تلك ستصبح هدفا حربيا بريطانيا من الدرجة الاولى) وكذا فقد حققت الولايات المتحدة باحتلالها للعراق حلمها وحلم بريطانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا