الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - ح 15 / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة

أمين أحمد ثابت

2023 / 8 / 30
الادب والفن


يمن قندهار
ســـــبـع بقــرات عــجـاف
. . لا تبقي مسمى وطن






سئمت كل شيء ، حتى وصلت لدرجة لم تعد تجد معنى لوجودك ؛ الموت انعم للمرء من بقائه – تألمت كثيرا مع الانباء الواصلة إليك تباعا بموت اصدقاء ، زملاء ، رفاق وأناس تعرفهم من ازمان بعيدة أو قريبة ، جميعهم مات بالجلطات . . السكتة القلبية . . الفشل الكلوي او السرطان ، من مات سريعا بقهر قاتل اسكت قلبه او دماغه . . ومن مات لفقر مدقع حتى من استلام راتب معيشته واسرته ؛ عانى وتعذب كثيرا منذ انطراحه الفراش في سجن مرضي لا يرحم و . . لم يجد من يتذكره ليعالج . . او حتى لتخفيف الامه من شدة المرض الناهش في جسده لفترة طويلة وهو منسيا . . كما لو انه لم يكن له وجود من قبل ممن عاش معهم او ارتبط معهم في كل مرحلة من مراحل عمره - كانوا شرفاء . . يكافحون من اجل وجود مجتمع سلمي بدولة مدنية غير فاسدة . . حتى في اعمالهم . . رغم الانتهاك الدائم لحقوقهم واشاعة العدائية تجاههم واستفزازاتهم لعقود طويلة من الزمن ؛ منهم رفض الإغراءات و . . كل واحد منهم لم يستسلم تاركا ما آمن به طوال عمره في محيطه ووظيفته ، التي يرى انها تميزه عن غيره و . . حتى اعتزازه امام نفسه – منذ عشرة اعوام حين بح صوتك واغرقت بكلماتك الطويلة والقصيرة وحملاتك وبياناتك مواقع التواصل الالكتروني وصفحاتك العديدة الخاصة بك في النت بأسماء مختلفة بالانكشاف المبكر لوهم ثورة الربيع اليمني والعربي . . بجرها الى فخ التدويل ، يتحكم الخارج بمجريات الاوضاع الداخلية لثورات العاطفة العفوية ، تزلقها تدريجيا بتفريخ وكلاء صراع لها في الداخل . . تحت مظلة التوهيم باستمرار الثورة الشعبية ، تغير سيناريو اللعبة لتجريب الفوضى الخلاقة بتحول المخنق السياسي السلمي المحتدم بشدة التوتر الانفعالي الترقبي بين اطراف الخلاف المصعدين ادوارهم على سطح اكذوبة المواجهة كأطراف اساسية بديلة لأحزاب اليسار ، إدارة الاشراف الدولي تشعب التوسط السمي بين المتخالفين بتقديم التنازلات من هذا لمتشدد اخر من اجل سلام التحول . . وتتغاضى عن التجهيزات الحثيثة عسكريا ، ماليا ودعما لوجستيا لتشكيل كتل بقاعدة مليشاوية موالية لزعيمها الوكيل لطرف خارجي ، تقود توسطات التفاهم من خلال معطيات احداث مفتعلة من الاستهدافات او الاشتباكات بين الاطراف المسيدة في لعبة التفاوض بإشراف المبعوث الاممي الاول ، يتخذ غطاء درء انزلاق الوضع من التفاهمات السياسية الى حرب اقتتالية بتضخيم التخوفات وخلط اوراق التنازلات بالتغاضي عن التشكيلات المسلحة المتكونة لتكون افعالها مغيرة للتفاوض من آن الى اخر – والبلد معلق تحت الاشراف الدولي والفصل السابع – مزيدا من خلط الاوراق والتوتر الانفعالي الحاد في دور المبعوث الاممي . . تسيد واقعا غياب الامم المتحدة بتسيد نزعة التحدي المتربص نحو بدء المواجهة بالقوة المسلحة ، فالوكالة الرمزية آن الوقت لتحولها الى وكالة تنفيذية على ارض الواقع . . تقود الى انتهاء كذبة التوافق السلمي والحوار بسقوط العاصمة وهروب الرئيس ثم ملاحقته ليهرب مرة اخرى ونائبه ومن معه من رجال دولته التابعين الى السعودية وتنتهي الدولة بيد مليشيا التحالف الحوثي وصالح ، يأتي مبعوث ثان غالقا لفترة الاول ، يقود مفاوضات بين الشرعية المعترف بها امميا والمنقلبين . . بعد أن اعطيت اشارة الطابع للفترة الثانية هذه . . بدخول التحالف العربي بطلب من الرئيس الهارب في الحرب ضد مغتصبي السلطة الشرعية ومساندة المقاومة الشعبية في عدن وتعز ومناطق الجنوب التي غزتها الالة الحربية للحوثيين ، شكلت حكومات فاسدة من السعودية مقيمة في الخارج ، وجيوش كانتونات مناطقية للمحافظات تحت توهيم تجهيز الاقاليم بإدارة واشراف سعودي اماراتي . . اعيد تقسم الارض بين الطرفين ، لعب المبعوث الثاني اعادة الاطراف الى مائدة المفاوضات . . خلال اقتتال يلمس تدمير كامل للبلد وتمزيقه وضياع مقوماته وتشرد مواطنيه واذلالهم بعيش دون دخل ، جاء المبعوث الثالث بذات المهمة وبذريعة جديدة ايقاف الحرب رحمة بالشعب وتقديم الطرفين لتقديم التنازلات وغلق عداد المواجهة ، خلط الاوراق ، ما كان غير صريح به سابقا عند الامم المتحدة وبلسان المبعوثين الاول والثاني بلا وجود إلا لشرعية واحدة وأن الطرف الحوثي منقلب غير شرعي . . لكنه يمكن وقف الحرب بالحوار والشراكة ، كان لهذا المبعوث الثالث أن يقوى اطراف التواجه وتمزيق ما بقيت من المدن اليمنية ومناطق السير الرابطة بينها وتعطل كامل لمقومات الحياة و . . ايقاف تقدم طرف للقضاء على الآخر وشيوع شحت الاموال الضخمة لمساعدة اليمن لوسم عمل ادارة المبعوث والمنظمات الدولية بالفساد المالي المنظم وتفريخ منظمات اهلية فاسدة على حساب المتذرع بهم ، مساواة المبعوث بين الشرعية والحوثيين كنهج لمنظمة الامم المتحدة خلق بدور اماراتي قوة ثالثة جديدة مليشاوية جنوبية جديدة غير دينية مقابلة للشرعية ذات القبضة الاخونجية والمؤتمرية عليها بما لا يخالف الارث البلاطي الملكي السعودي في مقابل افساح الطريق لمحمد بن سلمان لمشروعه التوسعي التجديدي المستقبلي للحياة السعودية ، المجلس الانتقالي الجنوبي المنقلب على الشرعية في الجنوب كما انقلب الحوثيين عليها في الشمال . . ليكن طرفا ثالثا موازيا تجمد ازالة أي واحد للآخر للعودة الى التفاوض وانهاء الحرب – حالة من اللاسلم واللاحرب ، النهب المنظم والعشوائي ، انتهاء القيم والعمل ليكون العيش بالارتزاق والفساد او الهروب الى الخارج ، تصبح ما سميت بالمدن قبلا مكانا استبداليا للهمجية والتخلف والاستقواء وقهر السكان بفساد الشللية المليشاوية ، لتبحث عن رفع ضر كمدني عليك باللجوء لفاسد متخلف او قاتل مستقوى يشار إليه . . كعلامة وطنية يفتخر بها ، يأتي المبعوث الرابع كمؤشر انه الاخير باعتراف دولي ضمني بلا فرق حقيقي بين الحوثيين مع الطرفين الاخريين ، كان سفيرا امريكيا في عمان متوافقا مع الشيعية ، مهيئ عمان تكون ارضا محايدة بين الاطراف . . محبة لليمن ؛ مقابل الاطراف الاخرى من مجلس التعاون الخليجي المتورط في اليمن قبل واثناء الحرب الاخيرة ، حتى الكويت مستبعدة لإرثها الكاره لليمن في صفة نظامه عندما وقف مساندا صدام في احتلال الكويت - أما في السنوات الثلاث الاخيرة من اعتزالك محيطك الخارجي . . خاصة اعلان موجة كورونا ووجدت نفسك يملأ صراخك وكتاباتك المجالس والانترنيت من اول يوم من الترويج العالمي له بانه فيروس تنفسي مخلق معمليا بخواص جديدة عن مناعة الجسم ، خطورته في الانتشار عبر الهواء ، ليس بالقوة الابادية للبشرية كما سوق له ، فهو مخلق لتحقيق معادلة حل مالتوسية لخفض الانفجار السكاني والتلوث ونقص الغذاء القادم المعوض بخفض العدد البشري عالميا ، فهو قوي على ضعاف المناعة والقوة الجسدية الناقصة والكهول ، وأن كورونا متفق للعبة دولية بين القوى القابضة على العالم الستة ، لخلخلة العالم واعادة رسم خريطته تهيئة للدخول في اتجاه النظام العالمي الجديد ، ويعنيها تجديد عمر انسانها بإحلالها المهاجرين بديلا عن التخلص منهم من فئة الكهولة والخارجين عن المعاش ومن هم على الضمان الاجتماعي وفئات البطالة والمرضى والمعاقين ، تجديد قوة العمل الاجتماعية وبأجناس متطبعة بالتكاثر في عدد افراد الاسرة مقابل نزعة انسانهم العصرية ضد الانجاب لطفل او ابنين فقط بعد سنوات طويلة من انجاب الاول ، هي ما اسميتها كورونا السياسية الدولية – من يومها الى شهرين ولم تجد سوى نفسك تردد صدد صرخاتك و . . بدأ هلع الناس يحكم وجودهم بجبرية العزل الاجتماعي ؛ اغلقت مجالس اللقاء والتخزين ، فتح منها بعد شهور طويلة باعتماد التباعد مع استخدام سوائل التعقيم والكمامات اثناء اللقاءات ، ثم فتحت المجالس بعد مرور عام بظهور اللقاحات عالميا و . . انتشار دعايات كذبة بعبع كورونا كلعبة دولية واخرى تخويفيه بنشوء انواع تطفرية جديدة من كوفويد19 – عامان من العزلة الكاملة حتى من اسرتك التي لا تجتمع مع افرادها سوى حتى مرة داخل المنزل ، تغرق في متابعة الاخبار والتأمل وكتابة المؤلفات وتفرج الدراما وسماع السمفونيات التي اسرت عمرك الماضي ، كل شيء تغير حتى إن رمت أن تحس مشاعر ابوتك . . تصدمك تخشب المشاعر لديهم وانسياحها في مجار اخرى تعرف أنها موسومة بالجفاف مضمونا ومودة الحب ظاهريا لأغراض انية يحتاجها الاخرين في ذلك المجرى ، يصدمك تغير الذوق والفهم النقيض لما سليم عرف عند الانسان منذ القديم حتى . . في قيمة المرء واخلاقه والعلم والجهد ، المستقبل وصقل الموهبة ، المتعة كيف ترفع وتسمو بك . . لا التي تحط من قدرك أو تضيعك ؛ صحبة الاخيار من صحبة السوء ، الاثراء المعرفي والتسطح الفكري ، شعور المسؤولية والاحساس بها من عدم الاهتمام والتجاهل ، غزو السوقية وانعدام الاحترام وآداب التعامل والخطاب والسلوك الى داخل البيوت بين افرادها ، تنمر الجهل والسطحية والكراهية لعدائية متوهمة او ثأراتية الانتقام لوهم عن استبداد او خطأ ماضي قديم ، كراهية عدائية لممارس الكتابة والاطلاع ، زيف وقلب الحقائق اقوى تحالفا تضامنيا وفعليا منك ، عليك الخنوع لتنمر منحرف المنطق الباحث عن اعذار يصورها حقائق و . . إلا تكون في محاكما دائما بتضامن جمعي ، إن وجدت مدخلا للدفاع او السؤال تلبس الحكم بوهم اعتقادي عن خطا أو طبيعة كنت عليها قبل عشرات السنين . . الان تتحمل وزر ذلك ، او تتهم بقدرتك على تخطئ كل حكم عليك . . لا وجود لنقاش او كلام . . انتهى كل شيء الان ، اخضع . . طنش ، كن نكرة ولا ترد على الاستفزازات المماحكة من وقت لآخر . . وإلا ستبدأ الحرب ، تهدد بعدم الذل بأنك ستقود لدمار الاسرة ومستقبل الاولاد – لا ملاذا تبقى ، كل شيء ينحط حولك . . حتى داخل اسرتك الصغيرة . . آسرا افرادها . . حتى ادنى رائحة من روائحهم . . تصل اليك او ترتبط بك . . داخل المنزل وخارجه - إلى اين تهرب الان . . لا منفذ اخر بين يديك وتدمرك ، غربتك وانك وحيدا هذه المرة اشد من كافة انواع والوان القتل البطيء او السريع ، لم تعد محاصر بهذا الشعور والاحساس في وطنك لتسلط فئة عليه كارهة ومعادية لمن هو مثلك ، ولم تعد مخنوق بأنشوطة الضياع المنسوجة بمعاديات كونك وحيدا غريب في مجتمع غير وطنك الام ، إنك واقع الآن في كماشة خانقة للتنفس . . تقودك حثيثا نحو السقوط المفاجئ في موت صامت ، لم يعد ما يخنقك هو شعورك بوحدتك وغربتك في العالم المحيط بك وبين من توجد بينهم . . بل هي حقيقة نزعة الواقع الجديد بإنسانه اللافظ لزوال من تبقى من امثالك ، فليس من اعدائك أو حاسديك أو ممن يغيرون من شيء فيك فقط ، حتى الزمن لا يحتمل وجودك أو الاخرين او حتى الوظيفة لتقدم عمرك وصرت هرما لا يتقبلك احد ، ما بالك لرب اسرة مثلك . . أن تلامس انطفاء الوجد وشعور رد الجميل لك أو الرضى عنك او العمل على ارضائك فيما توجههم بما هو في صالحهم ؛ وحين ترى انطفاء الثقة منذ السنة السابعة حين افقدتك القدرة على عمل أي شيء – لكونك خارج اللعبة المدارة بتجارة الحرب الكاذبة ولا تريد تكون تابعا لطرف من اطراف وكالة التحكم - لم تعد من الصفات ، الطباع أو الخصائص الجيدة فيك ما يمكن التأثر بها واكتسابها ، فهي تسيطر على فهمهم كعلامات لكبح الانطلاق والتحرر عن القوالب الجامدة ، كابوس للفقر ومسببة لعدائية الاخرين والكره من بعض منهم والنبذ للمرء ، عن اكتسابها ينتج عدم التكيف الذاتي مع الاخرين ، والمسببة لتوهم ذاتي بالعلو ، بينما هو غطاء لنقص او عيب يخفيه المرء بعكس ذلك بشكل مبالغ – انك الان يجدك حتى ابناؤك انسانا غريبا غير مفهوم عندهم وغير مستساغا وجودك . . ما بالك أن تكون موجها وامرا لهم ، انهم يرونك غريبا مدفوعين عفويا دون ادراك مقصود على نبذك قليلا قليلا حتى تجد نفسك وحيدا غريبا في زاوية من منزل اسرتك وانت رب لها . . لا تجد من يتقبل نفسك غير ذاتك العارفة بك . . وانت تتوهم انك من اعتزلت العالم بارادتك ورغبتك الشخصية . . حتى تبالغ لتعتقد انك قمت بذلك لانجاز شيء كان يسيطر على عقلك ، تكتشف حين تزول دوامات الهاجس والكربة والضيق وشعور الظلم والقلق والاستياء ، تجد أن خلوتك وانعزالك لم يعدا يحررانك من سوء العالم حولك . . بل اصبحا يكتمان على انفاسك بموت بطئ . . فأنت مثل غيرك لا تقدر على البقاء مطلقا بدون وجودك في مجتمع – إنك في لحظاتك المسطرة الان ومن زمن غير بعيد ادركت افضلية الموت عن الحياة في ظل مسار الانهيار المسخي لمجتمع وحياة انسان عانى لأجيال الاف السنين من التحنط في متحكمات عالمه القديم ، وحين كتب له التحرر والعودة لمرافقة بقية شعوب المجتمعات البشرية في مسار تطورها الطبيعي ولحظات وجودها ، انقاد في تبعية قصوره الذاتي نحو قولبته الجامدة الجديدة بفقدان هويته وذوبانه في ملحق مركزه المتحكم ، ويكون انسانه خادما مسخرا لغيره المتحكم وبقناعة ذاتيه يتوهم انها حرة – منذ ذلك الوقت ولم اعد الى لقاءات استهلاكات الوقت وزيف العلاقات . . لم اعد احسن بحزن عند سماعي موت . . حتى انسانا مقربا من قلبي واشتاق . . حتى لرؤياه وافتقده من زمن بعيد ، بل اشعر بسعادة لراحته بمغادرته المستنقع القائم الذي اصبح ما يحتويه سوى الضرر والاذى والقبح ، يزداد عذاب المرء منا كلما عاش وقتا اطول – تمنيت المغادرة كأصدقائي ممن رحلوا بهدوء وسريعا دون عذاب – اني موقن بما انا مؤمن فيه بتطلعاتي الموجعة رغبة بعدم بلوغي مستكمل البقرة السابعة لحرب الافغنة والولوج الى الثامنة – اعلم بما لا يخبر به احد . . ليس لها إلا أن تتمدد حتى ازمان بعيدة قادمة – رأيتها في منامي اكثر من مرة وعديد مرات كحلم يقظة في صحوي ك . . أنشوطة تلف . . تلف وتعود لتلف في ذات المدى ، كانت أفعى اسطورية كلما نمى حجمها وطولها . . تصعد الى قمة هضبة عالية تشرف على هاوية عميقة لتنمو اكثر ، ثم تزحف خفية لترى محتلة قمة طود جبلي املس اشد انحدارا وارهب اطلالة على هوة سحيقة ، وهكذا كلما زاد نموها تظهر مجددا باسطة جبروتها على قمم اشد ارتفاعا عن سابقاتها حتى نجد انفسنا جرذانا - وإن كنا اكبر حجما - تحيط بنا على امتداد خارطة البلد ، الذي كان يحتوينا ونحتويه ملصق اسم هويتنا عليه – لم يسبق لاحد التنبه لسر نمو الافعى المتزايد ، فهلع الخوف لدى الجميع بوجوده محاصرا من كل جهة . . وانعدام وجود ثغرة ولو ضيقة لهروب فرد . . حتى لمن يكون ببنية ضئيلة . . جمد العقول عن التفكير ، فما يحضره منه فقط للهروب من بين المجاميع عند زمن تناولها وجبتها الغذائية مننا ، ببداية انسحاب رأسها من القمة الجبلية الساحقة نزولا إلى داخل محيط المصيدة المطوقة لفرائسها – بقدر ما كنت امعن في الوقت بتربص لبدء ظهور اشارات اولية من تحرك يحدث عند مقدمة جسدها القريب من الرأس – مغايرا لحالة الاستلقاء الساكن – ادرك أن وقت وجبتها قد حان ، اتحرك بخلسة سريعا الى زاوية نائية عن المكان الذي يتوجه اليه راسها لابتلاع ما يكفيها من الجرذان البشرية المتسمرة رعبا امام فمها المفتوح كفوهة بركان عظيم ؛ علمت بعد تملصات هاربة عديدة من الالتهام بقدرتي المهاراتية للبقاء لوقت طويل آمنا دون جموع الاخرين الذين كانوا يعتمدون على الصدفة أن لا يكون قدرهم أن يكونوا في مرمى فمها المفتوح أو في ركن يمكن المرء من الهروب الى زاوية ابعد من التقاطه مقابل الوفرة المباشرة امام وجهها ؛ ما يجعله قد تجاوز فقد نفسه في هذه المرة من الافتراس – انك ادركت أن عقلك ما زال يمتلك مساحة من التفكير الحر للرصد والتحليل واتخاذ القرارات قبل قدوم الخطر . . مقارنة بالآخرين ، وجدت نفسك حينها يقودك الفضول حول السبب وراء استمرار قدرة الافعى على النمو المتزايد ، اصطدت عدة ومضات من الاحتمالات ، بعد جهد مضني من الترحل بين كل احتمال بذاته ومن ثم المقارنات بين الاستنتاجات التي خرجت بها عن كل واحد . . انبثقت ومضة شديدة اللمعان والتركيز داخل عقلك ، إن خاصية النمو ذلك بقدر ما هو يقوم علينا كغذاء يمكن الافعى من النمو . . إلا انه استمرارية تحققه في الافعى يقوم على سمتنا على التكاثر . . بغض النظر عن الظروف التي نكون محاطين بها . . ملائمة ام لا ، سلبية نتائجها ام لا – إنه يتغذى على ظاهرة تزايد اعدادنا فيما نحن مطبوعين عليه حبا في التكاثر الجنسي كافتخار بالفحولة عند الذكور والخصوبة عند الإناث ، غير ايمانية الاعتقاد الديني المطلق فهما بأن زيادة التكاثر سنة على مسلمين مثلنا . . يفاخر به الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) بنا أمام سائر الامم الاخرى . . يوم القيامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي