الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنقلابات افريقيا ما السبب؟ السأم أم العدوى أم المؤامرة؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستتسع رقعة وموجة وموضة الانقلابات في أفريقيا!!؟؟ وما هو تفسير هذه الظاهرة الغريبة! وما غريب إلا الشيطان؟؟
في تقديري أن تفسير هذه الظاهرة يكمن في أحد ثلاثة أمور أو هي جميعًا مجتمعة :
(1) السبب الأول: السأم والملل الشعبي العام!
أقصد سأم وملل الشعوب الافريقية من الوضع القائم ومن أداء وفساد (الساسة) الفاشلين (في الحكم والمعارضة) من جهة ومن جهة السأم من التغلغل الأجنبي الذي لم يعد على الشعب بالخير والرفاه والتقدم كما كان مأمولًا !
(2) السبب الثاني: نظرية المؤامرة!
فالمخابرات الروسية وربما الصينية تلعب بشكل ماكر من وراء الكواليس البعيدة منذ زمن في افريقيا من أجل الحلول محل الغرب فيها ، فروسيا(فاغنر) والصين (الزحف الاقتصادي التجاري) تغلغلتا في افريقيا بشكل كبير وربما هذه الانقلابات من تدبيرهما ولكن دون أن تتركا خلفهما أية أدلة تورطهم فيما يحدث!
(3) السبب الثالث :العدوى !!
فكما أن الثورات يمكن أن تنتقل بالعدوى إلى بعض الدول التي جهاز مناعتها ضعيف وهش، فكذلك الانقلابات العسكرية يمكن أن تنتقل بالعدوى، فنجاح انقلاب أو ثورة يغري بلدان أخرى بالتقليد، فمثلًا ظاهرة الانقلابات العسكرية في العالم العربي التي تلت مرحلة الاستقلال، فلا شك للعدوى دور مهم في انتشرها وانتقالها للدول ضعيفة المناعة مثل النظام الملكي في ليبيا ومصر والعراق!، وكذلك الثورات الشعبية الأخيرة في منطقتنا، فهي انتقلت بالعدوى من ثورة تونس للدول العربية الأكثر فشلًا وفسادًا!!
***
فهذه ربما أهم الأسباب في حدوث هذه الانقلابات لكن يظل الأمر الثابت هنا أن معظم الانقلابات العسكرية - انقلاب القذافي مثالًا - ومعظم الثورات الشعبية - ثورة فبراير في ليبيا مثالًا - لا تأتي بخير لشعوبها ، فهي في البداية تثير اعجاب الشعب وخصوصًا الطبقات الفقيرة أو فئة الشباب الراغبة في التجديد ثم ينتهي الأمر إلى أن تقود هذه الانقلابات وهذه الثورات بلدانها لكوارث متسلسلة إلى درجة أن تندم معها الشعوب على ترحيبها بذلك الانقلاب أو تلك الثورة (حيث لا ينفع الندم)!!... فالأمر ، إذن، في الغالب يبدأ بـ(الملل والسأم) من الوضع القائم وينتهي في الغالب بـ(الندم) على إزاحته، لا الندم حبًا فيه - ربما - بل لأن تكلفة التغيير كانت ضخمة وبلا جدوى ولم تحقق تطلعات الشعب وآماله الغالية !! وليبيا مثال واضح وشاهد أمامكم على كلفة انقلاب سبتمبر - انقلاب العسكر بقيادة الملازم (معمر القذافي) 1969 - وكلفة ثورة فبراير! - ثورة الشعب الليبي التي تصدرها الاسلاميون! - مع ضرورة الانتباه أنه عند التحقيق والتدبر الدقيق والعميق فإن ثورة فبراير 2011 ما هي إلا الحلقة الأخيرة في مسلسل انقلاب سبتمر المشؤوم 1969!.. فما يحدث اليوم في ليبيا هو الحصاد الاخير والمر لإنقلاب وحكم العقيد القذافي طوال أربعين سنة، فمن يزرع الشوك في بيته فلن يحصد أهله إلا الألم والدم!
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا