الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثلما تكونون يجزّر عليكم

عماد حبيب

2006 / 11 / 9
الصحافة والاعلام


سأشرب اليوم نخب نظرية المؤامرة حتى الثمالة،

هل وصلنا إلى تلك الدرجة من الانحطاط حقّا ؟ لم أصدّق أنه مرّ علينا و على مدى عشر سنوات كل ذلك الكم من القاذورات على قناة الجزيرة. ألا تبّا لثقافتنا و تاريخنا و تراتثنا و نخوتنا و شهامتنا حين تكون النتيجة أن نجعل الزرقاوي قديسا و نفخر برثائه، و ابن لادين مجاهدا مثله مثل حسن نصر الله، و طالبان أخوة اجتهدوا و اقاموا دولة. لمصلحة من يتم ذلك ؟ مجرّد رغبة في الشهرة ؟ هل حالنا أفضل الآن ؟ و هل قدّمت الجزيرة اجابة واحدة أو حلا لأي مشكلة تواجهنا أم كانت عونا لاسيادها الأمريكان و الاسرائيليين علينا.

ان كنت من السذاجة بحيث تصدق أن الجزيرة مستقلة حقا، و أنها تمثل مشكلة لأمريكا و بريطانيا و أنهم فعلا أرادوا قصفها يوما. فأرجوك لا تواصل قراءة الموضوع و لا تقلق نفسك. هنيئا لكم بطولاتكم الاعلامية.

حلقة فيصل القاسم الأخيرة، وجدت فيها منجما للبرهنة على صحّة كلّ التهم التي تكال للجزيرة، برهانا على أنّهم وجدوا مرّة أخرى كيف يجهضون حلما و أملا و كيف يزرعون موتا و ارهابا و كيف يزوّقون كل ذلك بشعارات فارغة جوفاء لم تجلب سوى التخلف و الجهل و سوى آلاف الذين يرمون أنفسهم في البحر للفرار من جحيم هذا الشرق البائس. سوى ثوابت الأمة من تحجّر و معلوم من الدين بالضرورة و حكم عدم في الشرع و شريعة غاب تحت حكم الملالي أو جهلاء الأمة.

العربي المسلم في الجزيرة عادة يكون حافيا ملتحيا متأزرا أو لابسا جلبابا قصيرا، يحمل سلاحا او لافتة كتب عليها الى الجحيم ايتها الحرية، مستعد للقتل و الموت و تشويه الجثث، و كبار العرب هم الأبوات من أبو قتادة لأبو رجل مسلوخة و شيوخ جهلة لا تفقه غير كتب صفراء كتبت من قرون يسمون ذلك علما. أين احمد زويل أو فاروق الباز أو أي عالم حقيقي أو جراح حقيقي ؟ الطبيب الوحيد الذي تعرفه الجزيرة و تقطع برامجها لتصريح تافه يقول فيه أنه سيحرر الأندلس هو الظواهري، ما رأيكم ؟ هنيئا لكم الجزيرة. مثلما تكونون تكون الجزيرة أو يجزّر عليكم.

لطالما كنت متأكدا أن هناك تحالفا موضوعيا و مصلحيا بين الاخوان بكل تفرعاتهم و بين الامريكان، تخالفوا ضد عبد الناصر و ضد كل الانظمة القومية، الفاشية الدكتاتورية قطعا و المدانة و لكنها على الأقل كانت عروبية و حاولت أن تنمي أوطانها و لو قليلا، أو هكذا حاول جمال. اجتمع هؤلاء مع شيوخ جهلة يعيشون في غياهب التاريخ، جمعهم البترول، و حلم عقيم بالسلطة، و مصلحة أكيدة لأمريكا، اجتمعوا على مشروع واحد : دفن هذا الشرق في بؤس التاريخ و العادات و التقاليد المتخلّفة و التحجّر، في فتن و معارك كيخوتية و كلّ شيئ، كلّ شيئ يجعلنا خارج التاريخ و دائرة تقرير المصير و ، و هذا هو الأهم، التنمية و الاستفادة من ثرواتنا.

لطالما شككت في وجود الزرقاوي بدوري، و لكني أشهد لأمريكا أنها عرفت كيف تهزم صورة المقاومة اعلاميا و أنها وجدت منا من بارادته أو بجهله من خدمها و نفّذ لها ما أرادت. أشهد لها أنها حين أخرجت صدّام من حفرة، و أطلقت الجزيرة، حطّمت أشياء و فتحت الباب لتحطيم الباقي، لانتحار جماعي، لنقتل بعضنا، فدمنا رخيص و دم مرتزقتها أغلى كثيرا.

و نحن نطبّل لحريّة اعلام و كسر احتكار السلطة له. نستحق الجزيرة اذا، بل و نستحق أكثر من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يكشف عن مقترح روسي لـ -سلام واقعي- في أوكرانيا


.. قمة سويسرا للسلام.. حشد دولي كبير في محاولة لعزل روسيا




.. حرائق إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا جنوب لبنان


.. بعد سنوات من التخطيط.. مسار ركوب الأمواج الاصطناعي يفتح أبوا




.. حصاد ثقيل لسبعة عشر عاما من حكم حماس في قطاع غزة | #نيوز_بلس