الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوفيق بين قصة آدم وحواء والتطور

أحمد زايد

2023 / 8 / 31
الطب , والعلوم


يواجه المؤمنين الذين يصدقون التطور البيولوجي مشكلة في التوفيق بين قصة آدم وحواء في النصوص الدينية وما تقرره علوم البيولوجيا التطورية والوراثة.

هذه العلوم تقول إنه لا يوجد دليل علمي على أن عدد سكان البشر قد انخفض في أي فترة من الفترات التي عاش فيها البشر إلى فردين فقط، كما أنه عندما نتتبع المسار التاريخي التطوري للجينات التي نملكها الآن في الماضي لا نجد أن هذه الجينات تعود لفردين فقط بل تعود لأكثر من شخص، التنوع الجيني كبير ولم يأتي من شخصين فقط.

حاول الكثير من المسلمين والمسيحيين على سبيل المثال: د/أحمد خيري العمري، د/رنا الدجاني، د/نضال قسوم، د/محمد باسل الطائي، د/جوشوا سواميديس، د/عمرو شريف، د/ويليام لان كريج، د/دينيس لامورو، التوفيق بين قصة آدم وحواء والتطور. فأنكر بعضهم وجود آدم وحواء بالكلية، وقال بعضهم أن قصة آدم وحواء مجرد قصة رمزية نأخذ منها العبر والعظات فقط، وقال آخرون أن نعتبر قصة آدم وحواء من الغيب الذي لا دخل للعلم التجريبي به ونؤمن بها فقط هكذا.

إلا أن أفضل حل وجدته بعد بحث طويل هو الحل الذي وضعه الفيلسوف كينيث كيمب Kenneth Kemp في ورقة نشرها في مجلة American Catholic Philosophical Quarterly فهو يفترض أن:

- تطورت جماعة من البشر كثيرة العدد بما يكفى لحمل التنوع الجيني المطلوب ووصلت لمرحلة من التطور بحيث أصبحت قادرة على استقبال هبة ”الروح“ من الإله والتي بواسطتها صار البشر على هذه الدرجة العالية من الوعي حيث يمكنهم مثلاً لعب الشطرنج أو حل المعادلات الرياضية وفهم الوجود والتفكير فيه.

- لم يهب الإله الروح في البداية إلا لفردين فقط من هذه الجماعة هما آدم وحواء. وبالتالي أصبح لدينا في هذه الفترة فردين بروح وبشر مشابهين لهم تماماً من الناحية البيولوجية والچينية (حجم الدماغ، فسيولوجيا الجسد إلخ ...) لكن بدون هذه الروح.

- حصل تزواج بين آدم وحواء وأنجبا نسلاً أعطاهم الإله روحاً ثم حصل تزواج بين نسل آدم وحواء وأشباههم من البشر بدون روح، ثم وهب الإله بعد ذلك الروح لكل من هو من نسل بشري بروح.

- مع الوقت الكافي يصبح كل إنسان بروح سليلاً لأول زوجين بشريين بروح وينقرض نسل البشر بدون روح.

في السيناريو المقترح، يمتلك السكان البشريون المعاصرون الجينات التي يمتلكونها لأنهم ينحدرون من مجموعة مكونة من عدة آلاف من الأفراد، اثنان منهم فقط لديهما روح غير مادية. ولكن فقط هؤلاء الأفراد اللاحقين الذين كان لديهم هذا الزوج (آدم وحواء) بين أسلافهم هم الذين لديهم أحفاد يعيشون اليوم. بهذا المعنى، فإن كل إنسان حديث ينحدر من مجموعة أصلية من السكان يبلغ عددها عدة آلاف مثلاً ومن زوج أصلي في نفس الوقت. وليس هناك تناقض هنا لأن الادعاء بأن البشر الحاليين ينحدرون من زوج أصلي لا يعني ضرورة أنهم تلقوا كل چيناتهم من هذا الزوج وحده. فما يتطلبه الإيمان أن ”يشترك جميع البشر الحاليين في زوج أصلي فقط“، وليس أنه ”ليس لديهم أي أسلاف آخرين غير هذا الزوج الأصلي“. هناك فرق كبير بين الجملتين ومن ينتقد قصة آدم وحواء على أساس چيني يخلط بينهما.

ولا يوجد في القرآن أو السنة أو الكتاب المقدس ما ينفى بشكل قاطع احتمالية وجود أنواع بشرية قبل أو مع ”آدم وحواء“ بل يمكن أن تتأول آيات كآية اصطفاء آدم مثلاً بما يتوافق مع فكرة وجود بشر معه.

– مصادر:
http://www.nd.edu/~afreddos/papers/kemp-monogenism.pdf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية ينقل اللحظات الأولى لاقتحام الشرطة الفرنسية مع


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الصحة العالمية: استشهاد 25 طفلا ف




.. فرنسا: الشرطة تفض تجمعا لناشطين مؤيدين للفلسطينيين بمعهد الع


.. من يحدد أسعار الأدوية؟




.. الشرطة تدخل معهد العلوم السياسية في باريس لفض اعتصام طلاب مت