الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أنغولا الشعبية بعد الاستقلال من الاستعمار البرتغالي ، و مرحلة التحرر الوطني و البناء بقيادة حزب العمل الانغولي
محمد جواد فارس
2023 / 8 / 31اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ومن قصيد للدكتور اغستينو نيتو ( سوف نعود )
إلى انهارنا، إلى بحيراتنا، إلى الجبال، إلى الغابات سوف نعود
سوف نعود إلى مناجمنا حيث الماس و الذهب و النحاس و النفط سوف نعود
إلى الوطن الانغولي الجميل أرضنا أمنا سوف نعود
إلى أنغولا المحررة أنغولا المستقلة ٠
الدكتور اغستينو نيتو اول رئيس لجمهورية انغولا الشعبية بعد الاستقلال ، وهو طبيب وشاعر ٠
في الستينات و السبعينات من القرن المنصرم و بتأثير من الأفكار التي جاء بها بلد لينين في ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ، الاتحاد السوفيتي و كذلك منظومة البلدان الاشتراكية ، برزت حركة التحرر الوطني في القارة الأفريقية بحركات منظمة ضد الاستعمار البلجيكي و البرتغالي و البريطاني و نشأت حركات مسلحة ، قادها و لعب دورا هاما وبارزا فيها ، أميلكار كابرال في حركة تحرير غينيا بيساو ، وكذلك اغستينو نيتو قاد الحركة الشعبية لتحرير انغولا من المستعمر البرتغالي و ظهور القائد باتريس لومومبا في الكونغو في تحريرها من الاستعمار البلجيكي ، و حركة تحرير جنوب افريقيا من المستوطنيين البريطانية و حكومتهما العنصرية بقيادة نلسن ماندلا و رفاقه في حزب المؤتمر الافريقي الجنوبي ٠
واليوم أكتب عن جمهورية انغولا الشعبية بعد الاستقلال الذي قاده الدكتور اغستينو نيتو و رفاقه في الحركة الشعبية لتحرير انغولا من الاستعمار البرتغالي الذي جثم على صدر الشعب لسنوات عديدة حتى أن تحررت عام 1975 ونالت الاستقلال، و لعب دورا ببناء الدولة المستقلة أغستينو نيتو و رفاقه في حزب العمل الانغولي ، معتمدين على رفع مستوى التعليم في كل المجالات اولها البدء بمكافحة الأمية و إعداد الكوادر العلمية في مجالات متعددة، منها الطب والهندسة و العلوم وغيرها ،
و بناء الدور السكنية للشغيلة من العمال والفلاحين ٠
وفي عام 1980 قرر أتحاد الطلاب العالمي ومقره في جمهورية جيكوسلوفاكيا في العاصمة براغ ، تشكيل فصيل اممي من الأطباء لمساعدة الشعب الانغولي ، و فعلا جرى الاقتراح على المنظمات الطلابية المتواجدة في الاتحاد العالمي ، وتمت الموافقة من قبل اتحادنا ( أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية )، و أقترح أرسال أطباء. عراقيين أنهوا دراستهم خارج العراق ، ولم يتسنى لهم العودة العراق بسبب من الاضطهاد و السجن على يد النظام الدكتاتوري القائم ، فجرت الموافقة من قبل كل من الدكتور ماجد كثير الصكر من موسكو جامعة الصداقة بين الشعوب و المسماة بأسم المناضل ( باتريس لومومبا) ، و الدكتور فاضل سعيد من بلغراد يوغسلافيا و اخته الدكتورة بخشان سعيد من موسكو و هم اخوة أبو محمود في القامشلي ( جلال الدباغ ) كان انذاك مسؤول عن أرسال الرفاق الذين يأتون من الخارج لإرسالهم إلى كردستان للالتحاق بفصائل الأنصار الشيوعيين لمقاتلة النظام ، و فاضل و بخشان من الاخوة الأكراد لكنهم لم يكملوا المشوار في العمل التطوعي ، حيث ادعى الدكتور فاضل سعيد لدية قرحة في المعدة وهو بحاجة الى السفر إلى موسكو للعلاج وأشترط أن ترافقه اخته بخشان و هذا ما تم و جهزوهم الرفاق في اتحاد الشباب الانغولي ببطاقتي سفر و فعلا جرى تسفيرهم إلى موسكو ، و من الجدير بالذكر ان الدكتور فاضل سعيد كان مسؤول منظمة الحزب في يوغسلافيا و هو حدثني عن كيفية أرساله الرفيق الطالب نشأت فرج بالذهاب الى السفارة العراقية في بلغراد لتجديد جواز سفره ودخل الرفيق نشأت فرج الى السفارة و مهمة الدكتور فاضل ان يراقب الموقف من خلال زرف في الكنيسة المجاوررة للسفارة العراقية و اعتقل الرفيق نشأت و سفر بطريقة وحشية الى بغداد ولم يطلق سراحه الابعد الاحتلال عام 2003 ، و انا كاتب هذه السطور محمد جواد فارس من مدينة كرسندار في روسيا الاتحادية ، سبق و كانوا معنا أطباء من الهند و أيرلندا وصحفي من جيكوسلوفاكيا يغطي نشاطات الفصيل إعلاميا، بدئنا في دراسة اللغة البرتغالية ، لكي يتم التفاهم مع المرضى و مع الناس ، وهي لغة الدولة الرسمية ، و تم تنسيبنا إلى مستوصفات في العاصمة لوندا الجميلة والواقعة على ساحل المحيط الأطلسي وكان نصيبي مستوصف تعمل به اخت خالد الذكر اغستينو نيتو وهي صيدلانية فيه ومسؤلة المستوصف ، و تعرفنا على السفير الفلسطيني أبو فهد وهو من مدينة سلوان الفلسطينية ، و في سفارتهم اثنان ، سائق السفير و كذلك مدير مكتبه ، و السفارة كانت سفارة الكيان الصهيوني ايام المستعمر البرتغالي ، وبعد الاستقلال تم طرد السفير الاسرائيلي وطاقم السفارة ، و أعطيت البناية إلى سفارة فلسطين و للعلم انها اول سفارة تفتح في جمهورية انغولا الشعبية بعد الاستقلال عام 1975 ، وليس كما يقال ان اول سفارة لفلسطين فتحت في طهران بعد الثورة ، و هذا غير صحيح تاريخيا ٠ و قد ساعدت الأخوة الفلسطنيين في انشاء مكتبة، فيها من الكتب السياسية والثقافية العربية و البرتغالية ، و السفير أبو فهد كان يشاركنا احتفالاتنا بمناسبات عديدة ومنها عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار و يلقي كلمة و هو يتحدث أضافة للعربية اللغة الأم البرتغالية و الانكليزية وبطلاقة، وقدم لنا الكثير كلما طلبنا منه ومثال على ذلك قضية سفينة الرزازة العراقية للصيد الأسماك ، التي اخترقت المياه الإقليمية لسواحل انغولا للصيد السمك فيها معمل لتعليب الاسماك و بيعها الى دول قريبة مثل الكاميرون ، وشارك في إطلاق السفينة لأنها ملك للشعب العراقي ، و بفضله تم اطلاق السفينة بعد أن سدد العراق ضريبة تواجدها في الميناء الانغولي ، و طلب من الرفاق الانغول عدم تسليم المناضل عوني القلمجي إلى نظام بغداد ، وكان عوني مدعو للمشاركة في مؤتمر يعقد في لوندا للتضامن مع الشعب الانغولي ، وحدثت اشكالات في تمثيله كعراقي وهو يحمل جواز سفر سوري ٠ و قضية زوجتي د٠ رحيمة السلطاني التي جاءت لزيارتي و ليس لديها تأشيرة دخول ذهب لاستقبالها في المطار وهو يحمل علم فلسطين ٠ وشكرنا جهوده لتعاونه معنا ٠
و تابعنا عملنا في لوندا حتى كلفنا بعد فترة في السفر إلى مدينة أخرى، في الشمال تسمى ب أيويج عملنا في مستشفاها مع زملائنا من الأطباء الكوبين ، ومن خلال عملنا اكتسبنا خبرات جيدة في الأمراض المتوطنة و التي درسناها في بلد السوفيت ، ولكن دون مشاهدة لمرضى، كما هي داء الفيل ، و ليبرا و الملاريا وغيرها من الأمراض ( أمراض المناطق الحارة و شبة الحارة ) ٠
ومن خلال علاقتنا مع شبيبة اغستنو نيتو حدثونا عن البناء الاشتراكي و تطور القوى المنتجة و إعداد الكوادر العلمية في مختلف التخصصات و تحريك الصناعات منها استخراج النفط من منطقة كابندا في الشمال على المحيط الأطلسي، و كذلك المعادن المستخدمة، و الاهتمام بزراعةالقهوة و الكاكو و جوز الهند ، علما أن هناك كانت تدار حرب أهلية بعد التحرير ، حيث انشق عن السلطة جانوس سفمبي زعيم يونتا زعيم الاتحاد الوطني للاستقلال انغولا و شكل قوات في جنوب انغولا مدعومة من الامبريالية و المعادين للنظام نيتو و أصبح يقوم بعرقلة أمن الدولة و المواطنين ، و كذلك في شمال انغولا ظهرت قوات معادية للتوجهات سلطة حزب العمل الانغولي ، بقيادة روبرت هولدن، ورغم ذلك كانت كوبا تقف إلى جانب بناء انغولا الشعبية في مساعدتها صحيا وتعلميا اقتصاديا ، و لايمكن نسيان دور المناضل الأممي ارنستو تشي جيفارا المشارك في حرب التحرير مع القائد اغستينوا نيتو ، حتى أن الفلاحين يتذكرونه في الريف الانغولي عندما كان يحمل بندقيه الكلاشنكوف ويعالج الفلاحين ، علمنا أنه كان يعاني من نوبات ربو قصبي شديدة الحدة ، كان جيفارا يشارك في التخطيط وادارة المعارك ضد المستعمر البرتغالي . وعندما استلم الرئيس خوسي ادواردو دوس سانتوس وهوخريج بلد الاشتراكية الأول من جمهورية اذربيجان في معهد النفط المسمى بأسم عزيز بيكوف و المعروف دوليا بدراسته في مجال النفط تعقيبا و أستخرجا، و تخريج عدد كبير من الطلاب الأجانب من الدو ل النامية التي يتواجد فيها النفط ، وطلاب من جمهوريات الاتحاد السوفيتي ، استفاد سانتش ، أضافة لتخصصه العلمي ، في دراسة الماركسية ، في الفلسفة و الاقتصاد السياسي وكذلك الاشتراكية العلمية ، وعندما شغل مركزه الأول في الحزب و رئاسة الدولة مستفيدا من التجربة الاشتراكية في بناء الدولة ، و ضع الخطط السنوية من أجل البناء في مجالات متعدد منها تطوير التعليم والصحة و الاهتمام في الزراعة و الصناعة و الاستفادة من ثروات البلد من النفط و القهوة و الكاكو و جوز الهند وغيرها ٠و سخرت ثروات البلد من أجل بناء انغولا الحديثة والمتطورة حيث جرى الاهتمام بتطوير الإنشاءات الصحية في المدينة والريف و كذلك التعليم الاولي و العالي بعد القضاء على الأمية، و إعداد الكوادر في المجالات المطلوبة لمتابعة تطور البلد وفق متطلبات العصر ، و اليوم انغولا تسير وفق البرامج التي وضعها أوغستينو نيتو و من بعده أدوار دوس سانتوس و قيادة حزب العمل الانغولي و نفذت العديد منها و كان لاتحاد الشباب الانغولي دورا هاما في عملية البناء ٠
و في القرن الواحد والعشرين و بعد انتهاء مرحلة الاستعمار و ولوج الامبريالية وهيمنتها على اقتصاد الدول في بيع منتجاتها بما فيها الاسلحة الفتاكة و تدخلها السافر في إنهاء الأنظمة التقدمية وذلك بإستخدام جهاز المخابرات الأمريكية للتأمر على الشعوب و الأنظمة بالتعاون مع العملاء و المرتزقه ، أصبح من الضرورة بمكان التخلص من هذه الهيمنة ، و حتمت الضرورة أيجاد تعددية الاقطاب ، بدلا من هيمنة القطب الواحد ، و ظهرت منظمة البريكست التي ضمت في صفوفها كل من الصين الشعبية وروسيا الاتحادية و جمهورية الهند و كذلك جمهورية أفريقيا الجنوبية و البرازيل ، و اليوم تتوسع بطلب العديد من الدول العربية والافريقية ، و بالتالي سوف تنهي هيمنة الدولار الأمريكي على الإقتصاد العالمي ٠ و اليوم أفريقيا بعد أحداث انقلاب النيجر و طرد فرنسا المستعمرة للبلد و التي استغلت النيجر في سرقة اليورانيوم و ارساله إلى فرنسا من أجل توليد الطاقة الكهربائية لفرنسا ، وجدت النيجر في روسيا الاتحادية عون لها في التشدد بموقفها اتجاه طرد السفير الفرنسي ، و سوف تحذوا دول أفريقية في إنهاء الاستعمار و اللجوء إلى دول البريكست ٠
أنغولا الشعبية سوف تستمر في برنامجها الاقتصادي و السياسي ، لبناء مجتمع أشتراكي ٠
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شولتس يطلب الثقة الإثنين ويفتح الطريق أمام انتخابات مبكرة في
.. فارس سوري هزم باسل الأسد بالفروسية فسجن 21 عاما
.. اكتشاف مصنع للكبتاغون المخدر في منطقة دوما بريف دمشق
.. اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومقاومين في جنين شمال الضفة الغ
.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته داخل المنطقة العازلة بالجولان