الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة وتأثيراتها المختلفة على الإنسان وعلاجها

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر البطالة ظاهرة اجتماعية سلبية حيث تؤثر على الفرد والمجتمع بشكل عام حيث تتميز تأثيراتها على حياتهم الإنسانية الذين يعانون منها باعتبارهم عاجزين عن الحصول على العمل. والعمل يعني حياة الإنسان الذي يعتبر معزول عن العمل كأنما ينعزل عن الحياة غصباً عنه وخارج إرادته فتترك تأثيراتها النفسية على الإنسان العاطل عن العمل والإنسان لابد أن يمارس مهنة في الحياة وتعتبر جزءاً أساسياً من هوية الإنسان العامل وتعريفه بالعمل الذي يقوم به وينجزه والإنسان العاطل عن العمل رغم إرادته يشعر بفقدان هويته مما يؤدي إلى تدهور صورته الذاتية وعدم الثقة بنفسه كما تؤثر البطالة على علاقته ورابطته مع الآخرين ومع مرور الوقت يشعر بالعزلة عن المجتمع كما تؤثر البطالة على معيشة الإنسان بالرغم أنه يستطيع العمل ولكنه لا يستطيع الحصول عليه مما يصبح عاجزاً عن توفير لقمة العيش له ولعائلته كما أن مشكلة البطالة ليست منفردة بشخص معين في المجتمع وإنما ظاهرة شائعة ومنتشرة بين أفراد المجتمع وسبب ذلك تتحمله السلطات والدولة من خلال توفير فرص العمل للعاطلين وتقديم الدعم لهم وتحسين ظروف معيشتهم .. وتعني البطالة أن الفرد يستطيع أن يقوم بالعمل وينجزه ولكن يحرم منه لأسباب وعوامل تجعل منه عاجزاً على الحصول على العمل ومن العاطلين عن العمل غصباً عنه ... ومن أجل معالجة ظاهرة البطالة في العراق يتطلب القيام بإصلاح الاقتصاد الريعي الذي يعاني من تشوه خطير بعد أن كان للقطاعين الصناعي والزراعي دوراً مهماً في الإنتاج المحلي فقد تجاوز اعتماد الدولة على القطاعات غير المنتجة أكثر من 50% حتى بلغت 95% اعتماداً على النفط في الموازنة العامة وتشكل صادرات النفط ما يقارب 60% من الناتج المحلي الإجمالي وقد بدأ الانخفاض بالاعتماد على الزراعة والصناعة منذ عام / 1975 حيث شكلت الزراعة 7% من الناتج المحلي والصناعة 6% من الناتج المحلي أيضاً واستمر الانحدار التدريجي حيث يشكل القطاعين الآن نسبة 1% وكان المؤمل أن يعالج بعد عام/ 2003 إلا أنه تحول الريع إلى عدد قليل من النخبة الحاكمة مسبباً الاستفادة منه والاستغلال لأموال الدولة وظهور شرائح اجتماعية ترعى الاقتصاد الريعي وهي بعيدة عن ذهنية العمل والإنتاج والإبداع مما أدى إلى تراجع كبير في الصناعة والزراعة وكل القطاعات الإنتاجية وربط العراق واقتصاده بالأزمات الاقتصادية والمالية ونشوء رأسماليون جدد اهتموا بالمضاربات المالية والأرباح السريعة وتحول العراق إلى دولة مستهلكة في الوقت الحاضر.
من خلال هذه الصورة وعجز الحكومات السابقة من إيجاد صيغة صائبة تنقذ العراق وطن وشعب من معاناته وتكرار السيناريو بين الحكومات السابقة والحالية أصبحت الآن الحاجة ملحة وضرورية لعملية التغيير وفسح المجال لحكومة وطنية ديمقراطية تأخذ على عاتقها الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي أكثر من ذي قبل وفق استراتيجية طويلة الأمد ليست مرحلية تمثل ظروف العراق وطن وشعب بشكل جذري تساهم فيه جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تأخذ في نظر الاعتبار الواقع المحلي والإقليمي والدولي الذي يحيط بالعراق وأثره في الماضي والحاضر والمستقبل على وفق المصلحة الوطنية والتعبير عن طبيعة اهتماماته التي ينبغي عليه ترجمتها وتجسيدها في السياسة والاقتصادية على وفق المصلحة الوطنية للشعب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذه الحالة.. الرد الإسرائيلي على إيران قد يشعل فتيل الحرب


.. بالخريطة التفاعلية.. مسيرتان تخترقان الدفاع الجوي الإسرائيلي




.. تصاعد الدخان إثر سقوط مقذوفات على الجليل


.. كيف استطاعت الطائرات المسيرات تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائي




.. الدعم الدولي شحيح رغم تصنيف أزمة النزوح في لبنان بـ-الكارثة-