الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب أفاكيان : الإستغلال : ما هو و كيف نضع له نهاية

شادي الشماوي

2023 / 8 / 31
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الإستغلال : ما هو و كيف نضع له نهاية
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 812 ، 24 جويلية 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/exploitation-what-it-ishow-put-end-it

في تقرير حديث عن العمل الثوري في شيكاغو، أشار أحد المنجذبين هناك إلى الثورة أنّه لا يعرف معنى كلمة " إستغلال" و لأنّ هذه الكلمة " إستغلال " تصف شيئا أساسيّا جدّا في ما يتعلّق بالنظام الرأسمالي الذى نجد أنفسنا الآن مضطرّين إلى العيش في ظلّه ، و لأنّ عديد الناس لا يملكون فهما واضحا لهذا ، من المهمّ شرح المقصود ب " إستغلال " .
بالمعنى الأعمّ ، " إستغلال " تعنى " الإستفادة من " . و بصفة أخصّ ، يمكن أن تعني الإستفادة من الناس – إستعمالهم . و بمعنى الفهم العلمي المتّصل بالإقتصاد ، يحيل " الإستغلال " على وضع حيث شخص أو مجموعة أشخاص يراكم ثروة رأسماليّة يخلقها عمل الآخرين . الرأسماليّة نظام فيه عدد قليل نسبيّا من الناس ، الرأسماليّون ، يملكون و يتحكّمون في وسائل الإنتاج الكبرى ( المصانع و الأراضي و المواد الأوّليّة و الآلات و غيرها من التكنولوجيا و ما إلى ذلك ) و هم بالتالى في موقع إجبار الناس الآخرين الذين لا يملكون أو يتحكّمون في وسائل الإنتاج ، على العمل من أجلهم . و عمل هؤلاء المستغَلّين من طرف الرأسماليّين – و ليس " الذكاء الخارق " أو " العبقريّة التجريّة " للرأسماليّين – هو الذى يخلق الثروة التي يتملّكها الرأسماليّون ( يستحوذون عليها لفائدتهم و إستعمالهم الخاصّين ) .
و مرّة أخرى ، يوجد الرأسماليّون في موقع يخوّل لهم تملّك الثروة التي أنتجها آخرون يستغلّونهم لأنّ الرأسماليّين يملكون و يتحكّمون في وسائل إنتاج كبرى – وسائل إنتاج وُجدت هي نفسها بفضل عمل الناس الذين يستغلّهم الرأسماليّون ( و على سيبل المثال ، في مصنع يملكه رأسمالي ، الآلات التي يعمل عليها الناس أنتجها الناس المشتغلون في مصانع أخرى ، يشتغلون على مواد أوّليّة لخلق هذه الآلات ؛ و هذه المواد الأوّليّة بدورها أخرجها من المناجم أناس يشتغلون كذلك في ظروف الإستغلال الرأسمالي ) (1) .
في ظلّ النظام الرأسمالي ، هناك على الدوام " فائض في السكّان " – أناس لا يقع تشغيلهم لأنّهم لا يمكن أن يستغلّوا بصورة مربحة . ( و وجود الناس في هذا الوضع شيء يستفيد منه الرأسماليّون ليستغلّوا أولئك الذين يُشغّلونهم – " إذا لم تكن تريد هذا العمل بالأجر الذى أدفعه لك ، هناك العديد من الناس الذين يبحثون بيأس عن شغل ...")
و اليوم ، هذا النظام الرأسمالي تطوّر إلى نظام إستغلال عالميّ العولمة ، الرأسماليّة الإمبرياليّة و فيه عدد قليل نسبيّا من الرأسماليّين يملك و يتحكّم في وسائل إنتاج على نطاق واسع و يتملّك قدرا كبيرا من الثروة الرأسماليّة على أساس إستغلال مليارات البشر عبر العالم ، بمن فيهم مئات ملايين النساء و أكثر من 150 مليون طفل يقع إستغلالهم بأكثر الطرق خبثا ( أقصى درجات الإستغلال ) ، لا سيما في بلدان العالم الثالث ( أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ). (2)
و مرّة أخرى ، هؤلاء المليارات من البشر في موقع حيث يمكن أن يكونوا مستغَلَين بخبث لأنّهم لا يملكون وسائل إنتاج ( العديد منهم ، لا سيما بلدان العالم الثالث ، أناس كانت أسرهم قبلا تملك قطع أرض صغيرة يزرعونها ، لكنّهم أُجبروا على ترك تلك القطع من الأرض و باتوا غير قادرين على البقاء على قيد الحياة بواسطة الفلاحة ، في جزء كبير منه بسبب الهيمنة على سياسات و إقتصاد بلدانهم من قبل الرأسماليّين المتمركزين في البلدان الإمبرياليّة مثل الولايات المتّحدة ).
إنّما هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي هو مصدر و جذور كلّ هذه العذابات و هذا الجنون الفظيعين و غير الضوريّين اللذين يتعرّض لهما الناس عبر العالم نو التهديد المتنامي للإنسانيّة في وجودها ذاته ككلّ .
و للتخلّص من الإستغلال – و الإضطهاد الذى يرافقه – لا بدّ من التخلّص من النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و هذا يعنى القيام بالثورة للإطاحة بهذا النظام و تعويضه بنظام مختلف جوهريّا و أفضل بكثير ، قائم على " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا ".
ماذا تعنى هذه الثورة و ماذا يعنى هذا النظام الجديد راديكاليّا ... لماذا هذه الثورة ممكنة ... و كيف ننجز هذه الثورة – كلّ هذا تمّ توضيحه في عدد من أعمالي و أعمال غيري تجدونها على موقع أنترنت revcom.us بما في ذلك بيان " نحن الشيوعيّون الثوريّون " و بيان الشيوعيّين الثوريّين " نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديدا تماما و نظام مغاير جوهريّا " و كذلك " دستور الجمهوية الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " . و بحيويّة يقدذم هذا في برنامج على اليوتيوب ، برنامج – الثورة لا شيء أقلّ من ذلك !
و إليكم التحدّى :
إلى كلّ من لا يستطيع القبول بهذا العالم كما هو ... من هو مريض جرّاء العدد الكبير من الناس الذين يعاملون على أنّهم أقلّ من بشر ... من يعلم أنّ زعم " الحرّية و العدالة للجميع " كذب كحض ... من هو غاضب عن حقّ لتواصل الظلم و اللامساواة بلا هوادة رغم الوعود الكاذبة والكلمات المعسولة من الماسكين بالحكم ( أو الذين يبحثون عن المسك بالحكم ) ... كلّ من يعانى من مآل الأمور و من أن تكون شابا الآن يعنى الحرمان من مستقبل كريم أو أيّ مستقبل أصلا ... كلّ من حلم أبدا بشيء أفضل أو حتّى تساءل إن كان الشيء الأفضل ممكنا ...كلّ من يتطلّع إلى عالم خال من الإضطهاد و الإستغلال و الفقر و تدمير البيئة ... كلّ من من له قلب نابض ليناضل من أجل ما يستحقّ حّقا النضال من أجله : تحتاجون أن تكونوا جزءا من هذه الثورة .
و بخاصة في زمن مثل هذا ... زمن حيث الأشياء مضطربة في هذا العالم ، مأثّرة في كامل مستقبل الإنسانيّة ... حيث المستغِلّون و المضطهِدون لزمن طويل الذين يتحكّمون فينا في هذه البلاد منقسمين بمرارة فيما بينهم و هم غير قادرين بصفة متصاعدة على جعل الأمور متماسكة ك طبقة حاكمة " موحّدة ... حيث ليست هناك حاجة إستعجاليّة فحسب بل إمكانيّة حقيقيّة لإغتنام هذا الوضع للإطاحة بهم جميعا – إذا لم تقفوا إلى جانب الشيوعيّين الثوريّين الذين يعملون يوميّا من أجل هذه الثورة ، إذا لم تكونوا جزءا من العمل من أجل تحقيق هذه الثورة ، عندئذ ما الذى تفعلونه ؟! (3)
-----------------------
ملاحظات لبوب أفاكيان :
1- التبعات المريرة لأن نكون جزءا من الطبقة المستغَلّة – البروليتاريا – في ظلّ النظام الرأسمالي هي شيء يخبره الناس في حياتهم اليوميّة . و في كتاب " الشيوعيّة الجديدة " ، تحدّثت عن هذا :
" قد تكونون في قاع المجتمع فلا تملكون شغلا أو أنّكم تتخبّطون باذلين جهدكم في صراع يومي من أجل الحياة أو لديكم شغل و أحدهم يستغلّكم . و للحصول على ذلك العمل يجب أن تبيعوا أنفسكم . هذا ما تفعلونه . تذهبون للقاء فرصة تشغيل و يقولون لكم " حسنا ، لنتوغّل في تاريخكم " و ما على ذلك . أحيانا يطلبون منكم التبوّل في قارورة و أحيانا معرفة كلّ شيء عن تاريخكم الشخصيّ ، يريدون معرفة إن تمّ إيقافكم في يوم ما أو هل تعرّضتم لحكم إدانة لإرتكابكم جناية . و ليس بوسعكم مجرّد قول : " ما هذا الهراء ، فقط مكّنونى من العمل ، اللعنة ، أنا أتضوّر جوعا ! " أنتم خارج الباب و ليس بوسعكم حتّى أن تقولوا بلطف : " عذرا ، لكن هذا نوع من الأسئلة الشخصيّة ، ألا تعتقدون ذلك ؟ " لا، لأنّ الشخص الذى يجرى معك اللقاء في موقع وسط في خدمة الذين يملكون وسائل الإنتاج و أنتم لا تملكون أيّة وسائل إنتاج لذا أنتم في موقع الضعفاء لأنّكم لم تلبّوا المطلوب منكم فلا يشغّلونكم . " ( مقتطف من " المقدّمة و التوجّه ، ضحايا الخداع و خداع الذات " ، صفحات 31-32 من " الشيوعيّة الجديدة " ).
و بالنسبة لأساس النظام الرأسمالي ، فهو مبنيّ على الكثير من العنف . و على سبيل المثال ، في أوروبا ، قبل عدّة قرون ، كان عدد كبير من الفلاّحين ( الفلاّحين الصغار ) يُطردون من أراضيهم و يُجبرون على التحوّل إلى بروليتاريّين ، مضطرّين إلى بيع قوّة عملهم ( قدرتهم على العمل ) للرأسماليّين المتطوّرين في المدن على أساس دورهم كتجّار و على رأس جمعيّات صناعيّة أوليّة و كمرابين إلخ . و في أمريكا ، عدد كبير من السكّان الأصليّين الذين نجحوا في البقاء على قيد الحياة رغم الحروب ضدّهم و الأمراض التي جلبها الغزاة الأوروبيّون، أُجبروا على العمل ، عادة في ظلّ ظروف تسحق الحياة تمام السحق ، لإثراء المستغِلّين الذين جاؤوا القارة الأمريكيّة من إسبانيا ومن بلدان أخرى . ولنتذكّر، أساس ثروة هذا النظام الرأسمالي–"the good ole USA" كان قائما ، إلى حدّ كبير للغاية ، على عمل العبيد .
و مثلما أشار إلى ذلك كارل ماركس ، مؤسّس الشيوعيّة ، بسخرية لاذعة : إنّ " الفجر الوردي " للرأسماليّة يتميّز بإستعباد أعداد من الأفارقة الذين يعملون تماما حدّ الموت و أناس تمّ غزوهم في جنوب أمريكا مجبرون على العمل بمناجم المعادن الثمينة و وسائل وحشيّة أخرى ، لمراكمة الثروة .
و إنّه لواقع أنّ بعض المجتمعات الأسبق في القارة الأمريكيّة – كإمبراطوريّة الإنكا في جنوب أمريكا و إمبراطوريّة الأزتاك في المكسيك كانتا نفسيهما قائمتين على إستغلال الجماهير الشعبيّة من قبل الطبقات الحاكمة في لك المجتمعات ؛ و صحيح أنّه وجدت عبوديّة في أفريقيا لبعض الوقت قبل غزو المستغِلّين الأوروبيّين لتلك القارة . لكنّ كلّ هذا حدث على نطاق أكبر بكثير وبأبعاد أفظع، بداية من عدّة قرون قبل الآن ، مع غزو و إستعمار هذه القارات و تطوّر تجارة العبيد العالميذة و آلة الإستغلال الرأسمالي التي لا تتوقّف ، و من خلالها جيلا وراء جيل ، بالملايين و الملايين ، إستخدموا بلا رحمة حتّى الإنهاك و الموت ، بسرعة أو ببطئ أكبر ، في البحث المريض لراس المال و المنافسة بلا شفقة بين الرأسماليّين ، من أجل الربح و مزيد الربح .
2- إضافة إلى هؤلاء المعنيّين مباشرة بإستغلال الناس في سيرورة إنتاج ثروة النظام الرأسمالي ، هناك أيضا مُستغِلّون رأسماليّون آخرون . و على سبيل المثال ، هناك البنوك و المؤسّسات الماليّة الأخرى التي تحقّق الربح عبر القروض للشركات و غيرها من الأعمال التي تستغلّ مباشرة الناس . ( هذه القروض تُسترجع مع قدر إضافي من المال – " الأرباح " - ) . و علاوة على ذلك هذه المؤسّسات الماليّة عينها تستثمر في شركات تستغلّ الناس إستغلالا مباشرا . و بدورها ، الشركات على النطاق الواسع تشترك كذلك في المعاملات الماليّة . و يُصبح رأس المال المالي متداخلا مع رأس المال المستعمل مباشرة لإستغلال الناس في سيرورة الإنتاج . و هناك أيضا تجّار رأسماليّون – مثلا ، أولئك الذين يبيعون الملابس أو الغذاء أو حاجيات أساسيّة أخرى . و تاليا ثمّة أولئك الذين يستثمرون في سوق الأسهم الماليّة – لكن هذا يساوى ببساطة نوعا من المقامرة – مراهنين على أيّة مؤسّسات رأسماليّة ستكون أنجح في إستغلال الناس .
و إليكم النقطة الأكثر جوهريّة : مصدر الثروة التي يراكمها مختلف الرأسماليّين هي إستغلال الناس المضطرّين إلى العمل لدي رأسمالي او آخر ( أو شركة رأسماليّة إلخ ) في سيرورة إنتاج السلع التي يستهلكها الناس .
3- لماذا هذا زمن نادر حيث الثورة حتّى في بلد إمبريالي قويّ مثل الولايات المتّحدة ، تصبح ممكنة أكثر ، تمّ تفحّصه في عدد بما فيها " الثورة : المنعرجات الكبرى و الفرص النادرة " و كذلكrevcom.us من أعمالي و أعمال آخرين متوفّرة على موقع أنترنت
" شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " و " التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح " . و مجدّدا ، يقدّم هذا بشكل حيويّ في برنامج على اليوتيوب ،" برنامج – الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي