الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة قائد نَكرْ ذاتهُ فخطفوه وغيبوه

عصام محمد جميل مروة

2023 / 8 / 31
سيرة ذاتية


في يوم الحادى والثلاثين من شهر آب سنة 1978 قبل ظهر ذلك النهار تداولت وكالات الانباء المحلية خبر فريداً من نوعه إذذاك لأن الحدث كان أشبه بالكتل النارية التي يلفظها بركان هاج وثار وفار ولم يتمكن أحداً من الوقوف لإخماد نيرانه وتصاعد ذاك الهيجان والإحتجاج في زيادة التساؤلات والفوضى بعد شيوع وتسريب خبر إختفاء سماحة السيد موسى الصدر الإمام الذي لعب دوراً كبيراً ومهماً في إضاءة جديدة عن المحرومين المشردين على أرض وطن مُصطنع وغائر في دوامات وازمات طائفية مذهبية إقتصادية تُنتِجُ فقط بطالة وتشرد للفئات المعدومة وهي بالمناسبة مستمرة الى الأن .
دور الأمام الصدر الوافد من اواسط زمن الخمسينيات من القرن الماضي بعد مسارات وسفر وعودة من لبنان الى العراق ثم ايران . لكن تلك السنوات القليلة مهدت لسماحتهِ لاحقاً لعقد مؤتمرات ولقاءات محلية واقليمية في لبنان وخصوصاً على منطقة"" الصفر إهتماماً في جنوب لبنان ومدينة الاثارات والحضارات المتعددة الصيغ والوجوه صور المتربعة على صخرة جبل عامل "" ، لاقى الإمام إستقبالاً حاراً ومنحتهُ مجتمعات المدينة الوراثة السياسية للعائلة في تحمل المسؤولية إتجاه المرجعية الشيعية .
لكن السيد قصد مشروع توسيع نمط الحوار كان ملفتاً عند حضوره ومسيرته وقامتهِ المديدة واصداء علوَّ العمامة السوداء والعبائة التي تلوح مع حديث للكنتهِ العجمية التي إستقطبت عذوبة كل من إلتقاهم فرادى ام جماعات !؟. كان الذين لا يعرفون الكثير عن علماء المذهب الشيعي وأئمته في لبنان ، مد يد التعاون رافقاً إياها ببسمة متواضعة في فتح صفحات جديدة تعنى المستقبل وتقبل كل اشكال الإندماج الاجتماعي كمشروع جدي يتبنى بناء الدولة والوطن دون فوارق .الجسور المهمة كانت مسعاه الاول في إيجاد فرص لمحاور إستقلالية لإستعادة ونهضة دور الطائفة وتقدمها وجعلها سيدة لبنانية حديثة وقديمة العهد .
فأنشأ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عام 1969 تطابقاً مع ميثاق الدستور اللبناني الذي يحترم كل المكونات وتساويها المباشر .
كانت ظروف جداً صعبة مباشرة مع عقد السبعينيات غداة تنامى اثار طرد المقاومة الفلسطينية من الاردن حيث فُتحت لها الأراضي اللبنانية وخصوصاً جنوب لبنان الذي رفع وصية الإحتضان العفوى المحبب تزامناً مع صيغة التحرير من الحرمان . وكان الإنخراط الجماهيري الفلسطيني اللبناني قد شكل رافعة لا يُستهان بما تستطيع القيام بهِ بعد الإحتضان المتبادل الذي ألمح اليه مراراً الإمام الصدر .
لعب ادواراً مهمة قبل واثناء اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية في ربيع 1975 . بعد رفعه شعارات ضد الإعتداءات على الكنائس ومقت المجازر ومباشرة ايقافها . وصرح مراراً عن غضبه ضد التهجير المضاد بين اقطاب جوامع وخلوات ومساجد وحسينيات وكنائس لا تبعد مئات الامتار في تداخلها الإلهي وتقاربها على مساحة لبنان الذي ينفجر تِباعاً مشروع الغضب قبل محور الحوار الجاد الذي كان مسعى جوهرياً في عقل الإمام المعتصم ومضرباً عن الطعام . حيث صرح بالحرف كل من يقصف او يطلق النار بإتجاه الكنائس "" كأنهُ يُصيبُ رأسي وجبتي وعمامتي "" .إنهُ مناصراً للإنسان مهما كانت دوافع الغضب ،
وقُيد للإمام سيرة معادات مهمة مع اصحاب الاقطاع السياسي لملاكي الارضي في جنوب لبنان وكافة المناطق عموماً وبرز منحازاً الى الطبقة المسحوقة حيث إختلف مباشرة مع عائلات جنوبية كبرى "" الاسعد والزين وعسيران وحمادة "" ، وتنامة الخصومة السياسية مباشرة حيث كان فتيل الحرب اقوى واعنف من ابحاث الإمام الذي سجل خروقات ممهداً لها توسيع رقعة رفع الحرمان عن جنوب لبنان وشماله ومنطقة بعلبك الهرمل حيث الحرمان يؤدي الى ثورة مستمرة !؟.
كانت بوابة حركة امل افواج المقاومة اللبنانية التي برز فعالية دورها مباشرة بعد تغييبه في طرابلس الغرب العاصمة الليبية . بعد توجيه دعوةً من العقيد معمر القدافي لحضور إحتفالات ثورة سبتمبر العظيم .
كان الإلغاء لدورهِ رسالة ربما مؤامرة إجتمع على الموافقة السرية والعلنية لِمَن لهم مقدرة الضغط والتهديد والترغيب والإغتيال والإعتقال والإزاحة عن المسير والمتابعة . بعد 45 عاماً من "" التغييب "" ،
لم يتم بجدية بحث او حديث شفاف عن إلغاء وإخماد صوتهِ بتلك الطريقة المهزلة عبر اكثر الخلفاء والحلفاء والتيارات الوطنية التي دعمها واسسها للنظام الليبي مطلع السبعينيات. ومن المهم دراسة تواجد ظروف الحلف الفلسطيني السوري اللبناني الذي ربما كان سبباً منيعاً في ادانة التغييب !؟. بلا فعالية او شكوى قضائية فعالة . على الاقل ليس هناك إتهاماً مغيايراً يفرض دور إسرائيل وامريكا في محنة الغياب المؤثر لأن اخر تسجيل مدنى لَهُ كان من بيروت الى ليبيا !؟.
فلذلك قد يُقال ان المؤامرة اوسع واكبر من دور الإمام الذي حاور الجميع من خلال بوابة الوطن وليس عبر مقر الطائفة الشيعية المنكوبة والمحرومة . بإختصار ومما لا شك بهِ أن عواصف كبرى حدثت في مرحلة إختفاء الإمام وما كان يُريدهُ ليس كما نشاهده اليوم في إنحدار واغلاط تاريخية وعاصفة التِهَم للثنائي الشيعي في هذه المرحلة بالذات ، لا تخدم إلا تلك القِلة ممن رؤوا في عقوبة إختفاء وإبعاد قسري كان مبرمجاً ومنسقاً ذات خطورة كبيرة!؟.
دور حزب الله اليوم ومهمة رئيس حركة امل الاستاذ نبيه بري يخضع لإختبارات عقيمة لم يُستجاب لفرضية المطالبة الحقيقية حول اوراق تحقيق رسمية عن الإختفاء المنظم .
المخطط الجهنمي للخطف والإزاحة للإمام موسى الصدر في ظروف ليست غامضة فحسب !؟. بل تُدمى لها قلوب الملايين التي أحبت مشروع لبنان المشترك في قالب وجوهر وطني منسقاً . بعيداً كل البعد عن التقسيم والفدرالية والمذهبية والمناطقية .
صاحب النوايا الحسنة كان قلقاً ، كان جريئاً ، كان غاضباً ، ولكنهُ مُتسامحاً اصيلاً مع شعبهِ .
فلذلك يبقى بعيد عن النسيان والغياب المتداول والدورى منذ ولادتهِ "" عام - 1928 - لغاية ذكرى -
؟؟؟؟"" .
سيرة قائد مخطوف عن الاعين لكنه يسكن بواطن الافئدة من الذين يقرأون معانى جريئة عن ابعاد الوطن خارج اسوار مقامات الاديان .
موسى الصدر في ذمة التاريخ والوطن .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 31 - آب - اغسطس / 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت