الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هشام قاسم والبحث عن الحزب المفقود

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2023 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إلى هشام قاسم فى محبسه ،،،
حرك ظهور إئتلاف التيار الحر المياه الراكدة فى السياسة المصرية ، كما حرك معه البحث عن الحزب المفقود فى السياسة المصرية منذ ثورة يوليو، والذى عبرت عنه فى مقالى الثورة المصرية والبحث عن الحزب المفقود والمنشور هنا فى 1-2- 2012 ، الحزب الذى هو بالضرورة ليبرالى ، كما كانت مصر نفسها فى مولدها الحديث وفدية ليبرالية ،،،
الواقع أن قصة البحث لم تبدأ اليوم فقط ، فقد كان لها قصة طويلة ، رغم أنها كانت سريعة ، فقد بدأت مع حزب الوفد الجديد الذى أسسه فؤاد سراج الدين سنة 1978م فى أعقاب قرار السادات بعودة التعددية الحزبية الظاهرية ، وقد حقق الحزب حركة كبيرة فى الشارع السياسى وحصل على بعض مقاعد البرلمان ، برغم إضطهاد الحكومة ، لكنه إنتهى عملياً وسيطرت عليه الحكومة ، بوفاة مؤسسه فؤاد سراج الدين سنة 2000 ،،،
وتلى ذلك ظهور التيار الليبرالى الحر، الذى تأسس فى مارس 2011 ، نتيجة لإنفتاح المجال العام للنشاط الفكرى والسياسى الذى ترتب على ثورة يناير ، لكنه كان تياراً تنويريا أكثر منه تحالفاً سياسياً ، وقد إنتهى نشاطه مع ظهور الخلاف بين الأحزاب الليبرالية حول تداعيات تدخل الجيش لخلع مرسى سنة 2013 ،،،
وتزامنت نشأة فكرة التيار الليبرالى الحر مع ظهور حزب المصريين الأحرار، الذى نشأ أيضاً فى أعقاب ثورة يناير فى إبريل 2011 بقيادة رجل الأعمال نجيب ساويرس ، ورغم الفوضى التى صاحبت إنشائه فقد حصل على دعم كبير من الشارع السياسى وعلى حصة كبيرة من مقاعد البرلمان فى أول إنتخابات برلمانية بعد ثورة يناير، لكن الحكومة تمكنت من شق صفوفه وإنتهى أمره كحزب موالى للحكومة بقيادة الدكتور عصام خليل ، بنفس سيناريو حزب الوفد الجديد قبل ذلك ، والمصريون الأحرار هو بالمناسبة التجربة السياسية الوحيدة التى شاركت فيها مباشرة بصفتى عضو لجنة التثقيف السياسى للحزب بالإسكندرية خلال السنة الأولى من تأسيسه2011 ، وكان لنا ذكريات جميلة تشبه الأحلام الآن إلتقينا فيها مع الناس فى مؤتمرات شعبية فى ميدان الساعة وسيدى بشر وأماكن أخرى ، لكن سرعان ماإنتهى الحلم إلى لاشىء ، ليس فقط لتدخل الحكومة ، ولكن أيضاً لسوء الإدارة ،،،
ثم جاءت المحاولة الرابعة ، والتى نرجوا أن تكون الأخيرة ، بالإعلان عن التيار الحر بقيادة هشام قاسم فى يونيو الماضى ، والذى حرك المياه الراكدة فى السياسة المصرية بشكل لافت ، ربما لنفس السبب الذى إدعيناه دائماً وهو أن مصر ليبرالية بروحها ومولدها ونشأتها وأنها لا تتجاوب تجاوباً ثورياً إلا مع توجه ليبرالى ، ذلك التوجه الذى تضهده حكومة المماليك كلما أطل برأسه ، مثلما حدث مع ثورة الطلبة سنة 1968 بدافع المطالبة بالديموقراطية، ومع ثورة يناير بدافع رفض التوريث ، ومع ثورة ثلاثين يونيو بدافع رفض الدولة الدينية، وأيضاً لإن هذا الإئتلاف بقيادة الكاتب والناشر ورئيس حزب النداء الحر تحت التأسيس ، هشام قاسم ، وزملائه قيادات أحزاب ، المحافطين والدستور والإصلاح والتنمية ومصر الحرية ، أكمل قرطام وإيهاب الخولى ، جميلة إسماعيل ، محمد أنور السادات ، وتامر سحاب ، يبدو هو الأقوى منذ محاولة الوفد الجديد سنة 1978 ، مع ذلك فإن الظروف قد إزدادت صعوبة فى ظل حكم ديكتاتور يكره شعبه كراهية واضحة، ولذا فإننا نرجوا من هشام قاسم وزملائه فى التيار الحرأن يستعدوا لمعركة طويلة ، وأن لاينسحبوا أبداً تحت أى ظرف أو مبرر أو ذريعة ، كما لمحوا أخيراً ، لقد قطعوا الخطوة الأولى بنجاح ، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، وعليهم بمزيد من التضامن وتوحيد صفوف البيت الليبرالى ، وعدم محالفة الإسلامى ، ولا القومجى اليسارى ، فهما إفرازان للعصر الإستبدادى ، وأن يكتبوا وثيقة عهد ليبرالية أساسها الديموقراطية والعلمانية والسلام وحقوق الإنسان ، فالأفكار السياسية عقائد ، لايمكن إختصارها فى بعد إقتصادى، عليهم أن لايعادوا الجيش فى المطلق، فالجيش جيش الشعب فى النهاية، وليس كله مماليك السيسى ، ولابد أن يفتحوا خطوط مع المخلصين فى صفوفه ، فبدونهم من الصعب أن تتم عملية عزل الديكتاتور ومواجهة الإسلام السياسى ، وليجعلوا من تجربة تركيا وإندونيسيا مناراً ونبراساً ، لقد تحركت المياه الراكدة أخيراً ، ويمكن غداً أن تصبح أمواجاً ،،،
بالنجاح والتوفيق لهشام ورفاقه ،،،
لمزيد من القراءة،،،
1-الثورة المصرية والبحث عن الحزب المفقود – عبدالجواد سيد – الحوار المتمدن
2-مصر الحديثة والبحث عن الحرية – عبدالجواد سيد – الحوار المتمدن
3-أركان الليبرالية الأربعة - عبد الجواد سيد - الحوار المتمدن
4-مصر ليبرالية ليبرالية – عبدالجواد سيد – مصر المدنية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة