الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَطَبُ آلنَّوَارِسِ

عبد الله خطوري

2023 / 9 / 1
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


أكيييد، رغم كثافة الملوثات وضراوة الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية الحية، لن يكون بُزاة آلجبال غرابيبَ ولا أشاوسُ آلسواحل نَوَارسَ ...
في مناطق الصيد الساحلي وأشباهها الحسيمة العرائش طنجة أسفي المحمدية وغيرها ... تقتات طيورُ النورسِ من أسماك حية نعم لكن ملوثة بمخلفات المياه العادمة التي تلقى للأسف في عرض اليم مما يؤثر سلبا على نمط عيش الأسماك والطيور معا، بل وكائنات برمائية أخرى، الشيء الذي يضاعف من وتيرة تلوث مجالات حيوية التي زادها ما تقترفه المصانع الكيماوية من القاء لنفاياتها الكيماوية سوءا لا قبل للكائنات بضراوته .. لقد كان عاديا أن تلفي طيور النورس تقفو آثار الصيادين في مراكبهم تغدو خماصا وتروح بطانا في أزمنة خلت كان التوازن البيئي متوازنا في مناطق الصيد الساحلي؛ لكن الآن، تغيرت المعطيات وتكاسلت أسراب النورس وآكتفت بقناعة الاقتيات من مخلفاتِ الصيد وما يتركه وراءهم تجار السمك بالموانئ بشكل رئيس.ومن حين لآخر، يقوم بعضها بتربص وصيد آلأسماك الحية بالقرب من سطح الماء غير بعيد عن آلشواطى، وذلك عن طريق التحليق عن قرب والانقضاض على فرائسها تلتهمها حية؛ لكن هذه العادة لم ألاحظها كثيرا في ساحل آلمتوسط، رغم معاينتي لبعض مظاهر الصيد التي يقوم بها الطائر بشكل آنفرادي، يبدو أنه يفضل ما سهل وتوفر من الأطعمة، لذلك تراه مصطفا متجمهرا أسرابا فوق التلال الصخرية ببرود صامت تارة وصاخب أخرى يعاين ببلاط الموانئ ما يمكن أن تجود به الشطآن ...
يذكرني مصير ذي النوارس بما جادت به قريحة (شارل بودلير) من وصف لما يعانيه هو شخصيا من معاناة أسقطها على هذه الكينونة المترعة بالهشاشة تماما كنفسيته الثكلى في مجتمع لا يفقه أحاسيس الشعراء .. إنها كينونة سريعة العطب رغم المظاهر الخداعة التي تبدي عكس واقعها الفعلي ... قال صاحب (أزهار الشر) :

غالبا ما يستمتع البحارة
باصطياد نورس البحار العملاق
وهو يقفو أثرهم في عرض الأمواه
حتى إذا صلبوه فويق الأخشاب
أمسى سلطان الغيوم
عبدا حبيسا كالسكران
بالكاد يجرجر الجناح
تهزأ من هشاشته الهوام
يُرشق بغليون صفيق
تهزأ منه مشية عرجاء
كسيحًا أمسى
كحال شاعر ولهان
لا يفقه سمتَه الأنام
بجأش يسير
لا يأبه الأعاصير والظلام
منفيا يظل بينَ صفير وزعيق،
يعيقه عن المسير جَناحاه العملاقان (١)

إنها تفضل الجيف عند أرصفة السمك، كما يمكن ملاحظتها تحوم وراء وحول مراكب الصيد تقفو آثارها إلى المرافئ تأكل ما فضل من الأحشاء الداخلية الطرية.يقوم بعضها بالضرب المتواصل بأقدامها على الرمل الطري، مما ينتج ظهور ديدانا بحرية على السطح تقتاتها.ولا تكتفي أنواعٌ عديدة منها بهذا كله، خصوصا الأصناف الأكبر حجما، فتجدها لا تأنف عن أكل صغار طيور أخرى .. ولعل صورة مما ذُكر يمكن أن تجليه مشاهد حية يمكن أن تلتقطها عين الزائرين والعابرين ومستهلكي قطاف البحر في ميناء الحسيمة وما لف لفها ...
☆إحالات :
١_ الأصل الفرنسي مما ورد في ديوان أزهار الشر :
_ Albatros

Souvent, pour s’amuser, les hommes d’équipage
Prennent des albatros, vastes oiseaux des mers,
Qui suivent, indolents compagnons de voyage,
Le navire glissant sur les gouffres amers.

A peine les ont-ils déposés sur les planches,
Que ces rois de l’azur, maladroits et honteux,
Laissent piteusement leurs grandes ailes blanches
Comme des avirons traîner à côté d’eux.

Ce voyageur ailé, comme il est gauche et veule !
Lui, naguère si beau, qu’il est comique et laid !
L’un agace son bec avec un brûle-gueule,
L’autre mime, en boitant, l’infirme qui volait !

Le Poète est semblable au prince des nuées
Qui hante la tempête et se rit de l’archer
Exilé sur le sol au milieu des huées,
Ses ailes de géant l’empêchent de marcher.

_Charles Baudelaire








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية