الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخيرة - د / - الممكن والمستحيل في تأصيل حرية التعبير. . عربيا

أمين أحمد ثابت

2023 / 9 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كنا قد حددنا سابقا احتمالات ما ستكون عليها هذه الظاهرة عربيا ، إما بأن يحدث التزايد الطردي لأعداد افراد المجتمع المتفاعلين نشرا بأي لون من التعبير الذاتي او الرؤيوي – الكتابي ، الصوري ، التسجيلي المرئي المباشر وغير المباشر وغيرها - مع مختلف مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني . . أن يحدث قطعا انقلابي يتثبت واقعا عود للقيمة المفترضة لمفهوم الحرية ، بحيث تنتقل اثرا من كونها ممارسة فردية لتعم المجتمع كقيمة ممارسيه اصيلة واقعا – وهذا ما يعده الكثير من صفوة المفكرين العرب . . طرحا مثاليا لأمر شبه مستحيل تحققه ، او أن يؤدي تعاظم الممارسين عدديا لهذا النوع من الحرية . . أن يقود الى نتائج عكسية اجتماعيا وحتى على صعيد الفرد وشخصيته ، بمعنى أن تعاظم ممارسة الافراد للحرية المتجاوزة لحاجز الخوف ( الداخلي والخارجي ) . . كحاجة ضرورة للمجتمع بما يخرجه عن طابعه ( الابوي ) المتخلف الى نهضة العصر المطبوع على التطور دون حدود او قيد ، إذا بها تحدث فعلا تمزيقيا مشوها لقيم المجتمع وبناه ، كما تزيد من ( حقيقة تغريب الفرد ) لممارسي هذا النوع من الحرية ، وكلما استمرت ممارسته تقوده لتغريب اشد يتحول الى حالة مرضية تشوهية ممزقة لذاته ، تتناقض رؤاه وقناعاته فيما بينها عند ذات الوقت ، وتتصادم تناقضا مع بعضها مع تقدم الوقت ، وهي حالة اشبه ب ( الذهان ) ، هذا غير التناقضات السلوكية والمسلكية فيما بينها وفيما بينها وبين مولد التصور الذهني او القناعة الاعتقادية – المعلنة قولا وغير المعلنة ولكن تقاس بمعرفة تلك الشخصية – وهذا الاحتمال الأخير هو ما تكشفه طبيعة الممارسة الواقعية لحرية التعبير الالكتروني – وبحكم استنطاقي عارض ، يمكن القول أن ممارسة هذه الحرية المعاصرة – لعظمة وخطورة دورها – ستكون من اخطر المرتكزات التي تزيد من تشرخات التشوه لمجتمعاتنا وانساننا الفرد .

اعرف وبشكل مسبق أن الكثير من نخبنا يرون في طرحنا بين ( التشاؤم ) او ( العدمية ) ، والذي لا يستقيم مع المنطق العلمي وحتى المنطق العام البسيط – ولكنا نرد عليهم الى وقف نهجهم المتسرع لاصدار الاحكام بنزعات مرضية ذاتية ، فالطرح لم يستكمل ليحمل تصورنا وموقفنا الخاص الشخصي في الظاهرة المبحوثة ، والذي يقوم على مبدأ نبني عليه الاستقراء ، والذي عليه يظهر فارق قيمة الظاهرة في مستقبلها الزمني المتحرك الى الامام ، بين الممكن في تاصيل الظاهرة لتصبح حقيقة اجتماعية لوجودنا العربي – والتي تستتبع بسؤال ( ما العمـــل ) ؟ والحاجة للإجابة عليه ، وبين تناميها المحاكي تأثرا بطبيعة عشوائية وفوضوية ( استهلاكية ) لا غير ، والتي لا تنتج تراكما نوعيا لإحداث التغير الفعلي مستقبلا . . للفرد والمجتمع .
والامر بسيط الان – بعد كل ما سبق تشخيصه – فإن كان تعاظم اعداد الممارسين لحرية التعبير الالكتروني من مجتمعاتنا خارج اهتمامهم لتغيير المجتمع والواقع والظروف الجاثمة سلبا علينا ، فتكون ممارستهم ليس اكثر من استهلاك للوقت دون قيمة مرجوة ، او حالة متشظية للذات بين العيش في اجترار التوهمات او اخراج المشاعر بتعابير غير واضحة ومحددة الهدف او طرش الامزجة الشخصية بين وقت واخر بتوهم اشباع الذات – وطبعا هذا مجرور – عن الماضي والراهن القائم - بحقيقة وجودنا المجتمعي العربي في انقياده التابع نحو تعميق التبعية - اختياريا - الى ( التبعية المطلقة ) – وعند تكشف هذا المستقبل المظلم والاشد حلكة في تاريخنا العربي – كإدراك تنبئ مستقبلي – يمكننا استقدام تساؤل ما العمل وتحويل شبه المستحيل الى الممكن و . . كيف ؟
بسهولة تحصيل متصور العمليات الموصلة لتاًصيل حقيقة الحرية عربيا ، وبمتحولها من الفردي الى المجتمعي العام ، بحيث يكون ذلك التضخم المتوالي العددي لافراد المجتمع العربي الممارسين لحرية التعبير الالكتروني . . أن يتهذب قيميا بإدراك قيمي لماهية ما يمارسه من الحرية ، بحيث يتحول الكثير من ذلك التزايد نحو ممارسة ( جادة قيمية ) لقيمة التعبير والرأي ، قيمة تستهدف التغيير للمجتمع والواقع والحياة ، تستهدف التشوهات المنتجة واقعا بشجاعة – طالما وان الفرد يمارس تعبيره بإسقاط منه لتابو التحريم والتجريم – وتستهدف الوعي الزائف المتسلط على عقل انساننا ، وتحريره عن طبيعة الانقياد التابع التلقني – وهذا ينبغي لفعل ممارسة التغيير عبر التعبير الالكتروني أن يتصاحب شدة في الموقف العقلاني العلمي بضرورة التحلل التدرجي عن التبعية وصولا الى التحرر الكامل – نظاما حاكما ومجتمعا وافرادا – من التبعية الانقيادية لاي مركز من النفوذ العالمي ، لتحضر الذات المجتمعية المستقلة ، وأن تعاد صياغة العلاقة مع الخارج بندية وبتبادل المنافع المتبادلة دون املاءات او شروط او ضغوط . وهذا الأخير هو امر ممكن وليس مستحيلا ، والذي عليه فإني اشدد على المتهافتين – من متوهمي حماة الفضيلة والوطنية والحق – بأن تدافعهم المهرول نحو ادانة مواقع التواصل الاجتماعي والدعوة لبناء تشريعات مانعة لتفسخ القيم واشاعتها عبر هذه المواقع والانترنيت ، وبحكم لا هوتي التحريم والتجريم بأن ما يدعى بممارسة الافراد ل ( حرية التعبير والرأي ) . . لا علاقة له بالحرية ، بل هي ممارسة للانحلال والهدم للقيم – مع مغالطة يلوكونها بأنهم مع طابع العصر في أن يمارس الفرد حقه من حرية التعبير و . . لكن بسقف محدد لا يتجاوز الثوابت الدينية والأخلاقية والوطنية للمجتمع والبلد – وهذا الأخير ليس سوى خداعا لفرض واقع معاد ابوي التسلط مبني على التحريم والتجريم والمنع – وعليه فإن دعاوى تقنين سقف ممارسة الحرية لا وطنية فيها ولا تقدم ولا حماية لقيم المجتمع الخاصة ، بل انها ذات الموقف التقليدي الظلامي المتخلف لمصادرة الحريات – وما يفرق عن دعوتنا بأن ما ندعو اليه ليس إلا ( عملية توعية ) ، إما ان تجد لها تأثيرا على الافراد او لا تجد ن فالأمر في الأخير منوط ب ( حرية الاختيار ) لكل فرد في اتخاذ منهجه في التعبير ، وما علينا سوى استقرأ طبيعة هذه الظاهرة المتنامية . . من حيث مسار طبيعتها ، أتذهب في اتجاه تحرر وعي الافراد الممارسين وطبع مشاركاتهم وانشطتهم على أساس هدفي قيمي ، أم ان الظاهرة تنمو بانقياد آلي استهلاكي عصري لا اكثر – هذا ما نحن موعودين معه . . في أي من المسلكين نسير عليه عربيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج