الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاروق عبود حمدي

عادل علي عبيد

2023 / 9 / 3
الادب والفن


في الثمانينات تعرفت على الصحفي الرائد الراحل المرحوم فاروق حمدي ، كنا نلتقي في مقر المجلة البحرية لاسيما وقد حظي تحقيق صحفي له مع رئيس اكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية حظي بمكانة وسمعة طيبة اشاد بها الجميع ، حتى ان العميد المرحوم كامل العامري كان يعتبره تحقيقا وثائقيا يستحق ان يتكرر في مجلات اخرى .. فاروق حمدي صحفي يحب مهنته ويشعر انه منتم لها ، ولكن مشاريعه الصحفية في الفترة التي عاصرتها كانت قليلة جدا ، ان لم اقل منحسرة ! لكنه اخبرني ان له لقاءات معروفة وشاخصة ، كانت تعرف به ويعرف بها نشرت في مجلات فنية ، كانت رائجة في حينه ، مثل : مجلة الكواكب والشبكة والصياد وآخر ساعة والمصور ..وقد نشرت له هذه المجلات وغيرها لقاءات مع نجوم معروفين مثل النجم السينمائي عماد حمدي وكمال الشناوي وحسن يوسف واحمد رمزي ونادية لطفي وغيرهم .. ما يؤكد انه زار مصر وعرف نجومها ومشاهيرها .. ولقد اكد هو هذه المعلومة ، بل اعادها الى الممثلة فردوس عبد الحميد اثناء زيارتها البصرة مع عدد من الممثلين المصريين من امثال يوسف شعبان ونور الشريف وليلى طاهر وصلاح السعدني وآخرين .
في بداية معرفتي به قال لي انه يعمل مراسلا لجريدة الجمهورية ، وهناك سمة يحملها تؤكد ذلك ، فضلا عن اشتغاله موظفا ضمن كادرها في حينه . عمل مراسلا لصحف كويتية ، وله بالفعل علاقات مع شخصيات كويتية مثقفة من امثال :رضا الفيلي الذي كان حينها مديرا لإذاعة وتلفزيون الكويت والمذيع المعروف احمد عبد العال، والفنان الراحل الكبير صكر الرشود الذي كان يبعث له الرسائل من خلال الفنان الراحل عبد البطاط الذي كان يعمل مراسلا لجريدة القبس الكويتية ..كما وتربطه علاقة مع فنانين كويتيين من امثال الفنان غريد الشاطيء وعوض دوخي وشادي الخليج .. ولقد تعززت هذه العلاقة يوم عمل في الصحافة الكويتية لفترة خلت .
في سيارته نوع (لادا) ذات اللون الازرق كانت مسجلة الصوت والكاميرا ودفتر التدوين لا تفارق فاروق يوما ، فضلا عن حزمة من البطاريات يضعها في محفظة سيارته .. لطالما كان يصف الصحافة بصاحبة الجلالة ، وهو يعتبرها سيدة المشهد الفكري ومفتاحه ، وهو خير من يعرف بكادر الجريدة والمجلة اكثر من غيره ، فيخبر عمل رئيس التحرير ونائبه والسكرتير والمحررين واقسام الجريدة الفنية والادارية والطباعية والتنضيدية والتصحيفية .. فضلا عن معرفته بعمل المطبعة . وكنت اتابع نقاشاته في مجال المطابع فهو يعرف مطابع اللينوتيب والافسيت والريزو ويلم بصناعة الكلايش والزنكراف ويتعامل معها ويبدي رأيا بها ، ويهمس بأذن مهدي البدوي او خضير ابو الياس او ابو حيدر صاحب مطبعة الرسالة ان اعمل كذا ، وضف كذا ، الامر الذي يجبر من يعرفه عن قرب ، و يرجح ادواره الصحفية بان يضعه في خانة الاداريين والفنيين اكثر من فعل الصحافة الذي يحتاج الى صناعة الحدث !
كان يستمع الى الاغاني الوطنية ويحتفظ بكاسيتات كثيرة عن هذه الاناشيد الوطنية : ثوار ، اصبح عندي الآن بندقية ،راجعين بقوة السلام ، اضرب ، اخي جاوز الظالمون المدى ، زود جيش اوطانك ، المسؤولية ، احنا بنينا السد العالي ، ام البطل ... وكان يردد كلمات هذه الاناشيد بقوة تجعله منسلخا عن جليسه ، حتى اتعجب من قدرته بالموافقة بين قيادة السيارة ومتابعة كلمات هذا الاناشيد . وهو مستمع جيد ومؤدي جيد جدا لكل هذه الاصوات . قلت له : ابا جيهان انت تستمع الى هذه الاغاني الوطنية في زمن ان الاغنية الوطنية رائجة ومتجددة لاسيما والحرب الثمانينية مشتعلة اجابني : هذا الذي تقول يقع في خانة الطقاطيق وليس الاناشيد .
اعرته يوما كتاب (مراحل مجهولة من حياة الرئيس ) وكان الكتاب يتحدث عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان فاروق معجب به حد الوله وقد قال لي انه اعاد قراءة الكتاب ثلاث مرات !
كان يزور الراحل حامد علي البازي وغالب الناهي والاستاذ عبد البطاط وصاحب مطبعة الامة العربية والاستاذ الصحفي عبد الامير الديراوي والصحفي الراحل شنشول ويخوض نقاشات مضحكة مع الراحل عباس الرباط ويلتقي ريسان الفهد وجاسم غافل وتربطه علاقة حميمية مع المرحوم عبد الحسين الغراوي يزوره في شقته في شارع الاستقلال ويعرض عليه مساعدته .
لم التق الراحل فاروق الا قبل سنوات وعلى ظهر سفينة كانت تحمل مجموعة من الادباء والفنانين وفي مناسبة عقدتها منظمة البصرة للثقافة وحينها اسرني انه يشتغل بالصحافة عن بعد ، وان هناك مشروعا وثائقيا وتدوينيا يعكف على جمعه ، وان ولده (علي) الذي كان فخورا به قد كبر .. وحينها اعاد عليّ شريط من الزمن المبتور الذي جعلني منقطع عنه ، حتى سمعت من صديقي الاستاذ فائق عبد الفتاح انه مصاب بمرض عضال يحول دون زيارته الى ان فارقنا الى الرفيق الاعلى .
الرحمة على فاروق حمدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح