الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق شح العقول ام شح الماء؟

المهدي المغربي

2023 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مشكل العراق ليس فقط مشكلة الماء و الهواء بل هناك خصاص كبير في العقول و ارادة الفعل التي بإمكانها النهوض بالعراق كما كان.!!!
المشكلة ليست مشكلة شح المياه بل شح العقول و الشح في المواقف السياسية الجريئة المسكونة بهم الثورة الشعبية الديموقراطية و التغيير الجذري للأوضاع بما فيها الماء!
في حاحة الى العقول و التنظيمات التي تؤطر الناس حتى تكون قاعدة ضغط طبقي قوي يراهن على ميزان القوى و كفة الشعب بوعيه السياسي التنويري.

العقول الهاربة من العراق تتحمل مسؤولية تاريخية فيما يقع الآن في العراق.

صحيح أن النزوح و الهجرة أمر موضوعي اذا هي الحياة انعدمت كليا في العراق و ليست هناك اية امكانية الدخول و العمل على تغيير الأوضاع.
صحيح الأمر معقد جدا لكن رغم ذلك لا أظن أن العراق الآن ليست فيه إمكانية لاستئناف المشروع النضالي الثوري التي اوحت به ثورة 58.
لكن الكل تكالب سواء في الداخل أو في الخارج عن أهداف تلك الثورة المغدورة.

يجب كقوى مناضلة عربية و كردية و ايرانية و باقي القوى المساندة للنهوض الثوري العربي في العراق و في غيره ان تتحد و تتضامن فيما بينها شبابا و نساء و رجالا و تنظيمات لها مصداقيتها في تعبئة الناس و الوقوف إلى جانبها و التاريخ السياسي العظيم يشهد لها بذلك.

الكل يتذكر انتفاضة تشرين قبل اربع سنوات و كيف هب الشارع العراقي مطالبا بتغيير الأوضاع
لكن المشكل هو نزعة الحماسة التي تؤثر في سيكولوجية الجماهير و الانفعالات السياسية التي تنزلق في الغالب إلى مستنقع الهفوات بالإضافة الى ضعف الاحزاب في التأطير على المدى البعيد و المثابرة على التثقيف الذاتي المنتظم من دون ارتجالية او استغلال عقول الناس لأجل منفعة ضيقة تقتصر على استقطاب الناس لأغراض انتخابية صرفة و دعم كياناتهم الدينية المتخلفة. اما فيما بعد ينسونهم و يتناسونهم
و يظل الشعب في مغب الغبن يتخبط في الجهل و قلة الحيلة.

ماذا يستفيد الشعب العراقي الأعزل من الآلاف من العقول العراقية التي تعيش مثلا في اروبا؟
كيف للحمة العضوية الحية ان تتشكل بين الشعب و هؤلاء المثقفون في البلدان الأوروبية ؟؟؟
مستحيل مع البعد و التباعد ان يتحقق شيء من هذا القبيل
و الناس غارقة في مشاكلها الخاصة و كمالياتها البورجوازية نوعا ما بعيدا عن مصادر صداع الرأس في العراق!!!
و الاكثرية استحلت هذا الوضع لضرورة او لعدمها.
نعم هناك روابط عائلية لكن هذا لا يمنع من التفكير في ابعد من ذلك من دون احراج اخلاقي عاطفي.
العراق دولة بترول و أرض غنية لكن أموال الشعب بدل ان تكون في الخزينة صارت في جيوب لصوص الله و في الأبناك الأوروبية كودائع و سبائك دهبية في حالة الهروب أي هروب المجرمين المستفيدين.

هذه المليارات من الدولارات التي من المفروض أن توظف في المشاريع الكبرى لإنقاذ الناس من الجفاف القادم و خطر الجوع و التهجير.
و لابد من تأطير و تكوين من سينتزعها كحق لأجل المشروع الإنمائي الوطني.

دائما هناك فرصة لدعم الطريق الصحيح.
و من دون سواعد الفلاحين و العمال و الفقراء سنظل ندور معزولين في الحلقة المفرغة حتى و لو كانت على الشاكلة المثقفاتية.


يتبع في الموضوع...
مع اصدق التحيات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا