الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بلد المتناقضات

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هذا التناقض الكبير الذي يعيشه الشعب العراقي فمن حيث ثرواته الطبيعية حسب ما كشفته دراسة أعدها المعهد الأمريكي للطاقة عام/ 2014 حيث كان العراق يحتل المرتبة 9% من الاحتياطي النفطي في العالم إضافة إلى الفوسفات والكبريت واليورانيوم والحديد والزئبق وغيرها من المعادن إلا أن هذه المعادن غير مستثمرة من قبل الحكومات العراقية وفقط يعتمد على استثمار النفط على وارداته والاستفادة منها في دعم المصروفات على المواد والسلع التي يحتاجها الشعب العراقي لأن اقتصاده ريعي وغير منتج وأصبح شعبه استهلاكي يعيش على مورد النفط ... أما الأسباب في عدم استثمار الثروات المختلفة الأخرى يعود إلى سوء وعجز الحكومات العراقية من تداعيات نهج المحاصصة الطائفية والفساد الإداري وعدم وجود إمكانيات علمية متوفرة لدى تلك الحكومات فكانت النتيجة الفشل الذريع في الأداء الخدمي إلى جانب التأثيرات الخارجية من أجل إبقاء الاقتصاد العراقي ريعي واعتماده على مورد النفط فقط في توفير المواد الغذائية وغيرها من السلع والحاجيات التي تستورد من خارج العراق.
في الوقت الذي نجد أرض العراق زاخرة بالثروات والخيرات نجد التناقض في الجانب الآخر حيث الفقر منتشر في المحافظات العراقية واستناداً إلى دراسة أجرتها وزارة التخطيط العراقية بالتعاون مع البنك الدولي أن نسبة الفقر في العراق قد تجاوزت 25% وهذا يعني أن نحو عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت مستوى الفقر بالنسبة لعدد نفوس العراق البالغة أربعين مليون إنسان وما تزال المحافظات الجنوبية تتصدر معدلات الفقر وفي مقدمتها محافظة المثنى حيث بلغت نسبة الفقر بنسبة 52% وتليها محافظة القادسية بنسبة 49% ثم محافظة ذي قار بنسبة 48% وقد بلغت نسبة الفقر في المحافظات الغربية من العراق كالأنبار وصلاح الدين ونينوى 40% بسبب تأثرها بظروف احتلال منظمة داعش الإرهابية لها وما نتج عنها من حرب وتهجير وفي بغداد بلغت نسبة الفقر 13% وفي محافظتي النجف وكربلاء فبلغت 18% وفي إقليم كردستان بلغت 12.5%.
وهذه الظاهرة المتناقضة بين الثروات التي تنتشر في العراق إضافة إلى المراقد الدينية والآثار السياحية فإن ربع نفوس العراق يعانون الفقر والجوع والعوز وتنتشر في المدن ظاهرة التسول من الرجال والنساء والأطفال ومن الملاحظ أن العراق برغم ثرواته الكبيرة فإن الفساد المتفشي في مفاصل الدولة جعل ظاهرة الإثراء بيد الأقلية الحاكمة في حين يكتوي الشعب العراقي بغلاء الأسعار وقلة المواد وضيق العيش وارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين الشباب من الخريجين وأصحاب الشهادات العليا كما يعاني الشعب العراقي من الأزمات المختلفة في قطاع الكهرباء وغيرها دون أن تفعل الحكومات المتعاقبة منذ عام/ 2003 ولحد الآن كما عانى الشعب العراقي من الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وآثارها المدمرة على الشرائح الفقيرة والكادحة من الشعب العراقي وقد حدثت جميعاً بسبب الاقتصاد الريعي وأصبح الاقتصاد العراقي رهينة تقلبات أسعار النفط الذي أصبح المورد الرئيسي لمعيشة الشعب العراقي.

وأصبح العراقيون كما قال الشاعر طرفة بن العبد :-
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ---- والماء فوق ظهورها محمول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل